سوق الدواء
كل ما تريد معرفته عن سوق الدواء

محسن محجوب: الحفاظ على النمو المستدام والتحوُّل الرقمى.. أبرز ملامح استراتيجية «ابن سينا فارما» خلال 2023

محسن محجوب الرئيس التنفيذي لشركة ابن سينا فارما:

سوق الدواء المصرية قوية ومتماسكة وتمتلك جميع المقوِّمات التى تمكِّنها من تحقيق النمو

وجود آلية مرنة لتحريك أسعار الدواء ورفع هامش ربح موزعى الدواء والصيدليات.. «ضرورى» لدعم نمو هذا القطاع الحيوى

استثمرنا 533 مليون جنيه فى أول 9 شهور من 2022 استحوذ نشاط التوزيع منها على 127 مليوناً

نمتلك 65 مخزناً تغطى جميع أنحاء الجمهورية.. ونتوسَّع فى المخازن الإقليمية التى تخدم فروع كل منطقة

ملتزمون بالعمل على تطوير المجتمع الذى نعمل به والحفاظ على البيئة فى كل أنشطة الشركة

الصيدلى محور اهتمامنا.. ونعمل على زيادة عدد عملاء الشركة من الصيادلة من خلال تقديم أفضل الخدمات لهم

15.8 مليار جنيه حجم إيراداتنا فى 9 شهور

85%  من الادوية المتدولة في السوق يتم تصنيعها فى مصر

13%  معدل نمو سوق الدواء بنهاية سبتمبر 2022

286  مليون جنيه استثمارات AIM فى خلال 2022

تتبنَّى شركة «ابن سينا فارما» خطة طموحاً تستهدف من خلالها الحفاظ على النمو المستدام والربحية، عَبر استراتيجية مبنية على أربعة محاور رئيسة، تتمثل فى: تحقيق النمو، والاستخدام الأمثل للموارد، والتحوُّل الرقمى، والاستثمار.

وقال محسن محجوب الرئيس التنفيذي للشركة إن سوق الدواء المصرية تمتلك جميع المقوِّمات التى تمكِّنها من تحقيق النمو وجذب الاستثمار بفضل النمو السكانى الكبير، مؤكداً ضرورة وجود آلية مرنة لتحريك أسعار الدواء ورفع هامش ربح موزعى الدواء والصيدليات لدعم نمو هذا القطاع الحيوى، موضحاً أن تحرير سعر الصرف والحصول على قرض صندوق النقد الدولى سيزيدان من ثقة المستثمرين الأجانب بالاقتصاد القومى، ويشجعان تحويلات المصريين فى الخارج وعودة الاستثمار الأجنبى.

د. محسن محجوب الرئيس التنفيذي لشركة ابن سينا فارما

* كيف تُوصَف سوق الدواء المصرية خلال الفترة الحالية فى ظل الاضطرابات السياسية والاقتصادية عالمياً، وانعكاس ذلك على السوق المصرية، إضافة إلى تحرير سعر صرف الجنيه المصرى؟

– سوق الدواء فى مصر قوية وتنمو بصورة مستمرة؛ لامتلاكها كل المقوِّمات التى تساعدها على النمو المستمر؛ مثل: الزيادة السكانية، والأمراض المزمنة، إلى جانب وجود مستحضرات جديدة دائماً، إضافة إلى الزيادة السِّعرية لمتوسط سعر عبوة الدواء، كما أن ما يقارب ٨٥٪ من الأدوية المتداولة في السوق يتم تصنيعها محلياً.

لكن منذ أزمة كورونا ٢٠٢٠ وسوق الدواء تواجه تحديات كثيرة فى ظل انتشار الفيروس على مستوى العالم، وما تبع ذلك من إجراءات احترازية لفرض التباعد الاجتماعى لمنع انتشار الفيروس، وهو ما ترتب عليه إغلاق الأنشطة التجارية وتأثر المستشفيات والعيادات العامة والخاصة، ومن ثمَّ حدوث اضطرابات فى سلاسل الإنتاج، ثم جاءت الحرب الروسية – الأوكرانية وتسببت فى ارتفاع التضخم والفائدة بصورة أكبر، إضافة إلى تحرير سعر صرف الجنيه المصرى، وما صاحب ذلك من ارتفاع تكلفة التشغيل لكل الشركات؛ حيث نما إجمالى السوق حتى سبتمبر ٢٠٢٢ بمعدل ١٣٪ بينما انخفض عدد الوحدات المبيعة.

* ما الإجراءات التى يجب اتخاذها للحد من الانعكاسات السلبية لتحرير سعر الصرف على سوق الدواء المصرية، خاصة أن سعر الدواء «جبرى»؟

– وجود آلية مَرِنة لتحريك أسعار الدواء، وكذلك آلية مَرِنة لرفع هامش ربح موزعى الدواء والصيدليات، أسوة بما تم فى عام ٢٠١٦ عند تحريك أسعار الصرف حينذاك، أمر «ضرورى» حفاظاً على هذا القطاع الحيوى الذى يُعدُّ جزءاً من الأمن القومى، إضافة إلى دعم البنك المركزى للطلبات الواردة للبنوك بخصوص فتح اعتمادات مستندية لاستيراد الأدوية، واستخراج نماذج ٤ الخاصة بالإفراج الجمركى، فضلاً عن تحصيل مديونية وزارة الصحة المتأخرة، والإفراج عن خطابات الضمان التى انتهى الغرض منها.

* وهل ترى أن قرار تحرير سعر الصرف والتوصل لاتفاق مع صندوق النقد الدولى كفيلان بعوة المستثمرين الأجانب مرة ثانية للسوق المصرية؟

– قرار البنك المركزى بتحرير سعر صرف الجنيه المصرى، إضافة إلى النجاح فى الحصول على قرض صندوق النقد الدولى، سيزيدان من ثقة المستثمرين الأجانب بالاقتصاد القومى، وسيشجعان تحويلات المصريين ودخول الأجانب والاستثمار الأجنبى المباشر، ولذلك يجب أن تكون الأولوية الآن هى وجود استقرار سعر الصرف ووجود سوق مال قوية.

د. محسن محجوب الرئيس التنفيذي لشركة ابن سينا فارما

* ما أبرز ملامح استراتيجية عمل «ابن سينا فارما» فى سوق الدواء المصرية خلال العام الجارى 2023 فى ظل المتغيرات الموجودة بالسوق؟

– نمتلك فى عام ٢٠٢٣ استراتيجية توسُّعية طموحاً تلعب فيها خطة ترشيد الموارد والتحول الرقمى جزءاً رئيساً للحفاظ على النمو المستدام للشركة؛ حيث إن الشركة واثقة بقدرتها على التكيُّف، وتخطى التحديات الحالية، وإدارة مواردها بكفاءة، خاصة أن خطة الشركة خلال عام ٢٠٢٢ كانت قائمة على التحوُّط وليس الانكماش.

أما على المدى المتوسط وطويل الأجل فإن فرص النمو لا تزال قائمة بقوة، نتيجة خطة ترشيد استخدام الموارد التى نتبعها، والتى بدأ انعكاسها على نتائج الأعمال يظهر تدريجياً، إضافة إلى الاستثمارات التى قامت بها ذراع الشركة الاستثمارية، وتسييل الأصول التى حصلنا عليها من بعض العملاء، وانخفاض سعر الفائدة لمعدلاتها الطبيعية مما سيكون له أثر إيجابى على ارتفاع هوامش الربح مستقبلاً.

وتضع «ابن سينا فارما» على رأس أولوياتها دراسة كل السُّبُل الممكنة لتحقيق أفضل معدلات النمو والربحية من خلال استراتيجية مبنية على أربعة محاور، هى: النمو، والاستخدام الأمثل للموارد، والتحول الرقمى، والاستثمار؛ حيث نعمل على زيادة عدد عملاء الشركة من السادة الصيادلة، وتقديم أفضل خدمة لهم؛ لأن الصيدلى هو محور اهتمامنا، إضافة إلى النمو فى القطاعات التى ترى فيها الشركة فرصة للنمو بدرجة مخاطرة مقبولة.

أما عن خطة الاستخدام الأمثل للموارد فقد تبنَّت الشركة مجموعة من التدابير التى تُسْهم فى الارتقاء بالكفاءة التشغيلية، وترشيد المصروفات العمومية والإدارية، إلى جانب تعليق عمليات التوظيف الجديدة بالشركة.

* ما حجم استثماراتكم فى سوق الدواء المصرية والمستهدف لها فى العام المقبل؟

– بلغ إجمالى استثمارات الشركة خلال العام حتى سبتمبر ٢٠٢٢ مبلغ ٥٣٣ مليون جنيه، استحوذ نشاط التوزيع على ١٢٧ مليون جنيه، كما بلغ نصيب المشروعات التكنولوجية مبلغ ٣٧ مليون جنيه.

وتقوم الشركة حالياً بالتوسُّع فى السوق من خلال تبنِّى نموذج استثمار يعتمد على تخفيض حجم الأموال المدفوعة مقدماً للتوسُّع من خلال إنشاء مستودعات إقليمية، مع جذب المطوِّرين الراغبين فى الاستثمار فى نموذج البناء والتأجير لمخازننا الإقليمية الجديدة، التى ستحافظ على النفقات الرأسمالية فى قطاع التوزيع للسنوات القادمة فى مستوى أقل من ٢٠٠ مليون جنيه فقط سنوياً.

أما عن استثمارات الشركة من خلال ذراعنا الاستثمارية (AIM) فقد بلغت ٢٨٦ مليون جنيه للاستثمار فى مجالات تُحقِّق معدَّلات ربحية أعلى من التوزيع، ويكون بينها وبين النشاط الرئيس للشركة فرص للتعاون والتناغم، كما فى قطاع الخدمات اللوجستية والتحوُّل الرقمى، إلى جانب الاستثمارات فى قطاع الرعاية الصحية، التى بدأت بالاستحواذ على مستشفى الشروق بمدينة الشروق.

* ما خطط شركة AIM التوسُّعية الفترة المقبلة من حيث حجم الاستثمارات والكيانات الجديدة التى تعتزم تدشينها أو المساهمة فيها؟

– أسست شركة «AIM»، ذراع الشركة الاستثمارية، شركة «رامب للخدمات اللوجستية»، وهى شركة متخصصة فى تقديم الخدمات اللوجستية للغير، بما يشمل خدمات التخزين والنقل؛ استجابةً للطلب المتزايد على تقديم الخدمات اللوجستية للغير فى قطاع الدواء وقطاعات أخرى داخل مصر، مع وجود خطة طموح للتوسُّع الإقليمى اعتماداً على خبرتنا فى مجال الخدمات اللوجستية.

وتمتلك «رامب للخدمات اللوجستية» حالياً مناطق لوجستية فى موقعين مختلفين لخدمة عملائها من شركات الدواء، وكجزء من خططها التوسُّعية وقَّعت الشركة عقداً لتدشين مخزن جديد فى العاشر من رمضان على مساحة ٣١ ألف متر مربع؛ لمضاعفة مساحاتها التخزينية لقطاع الدواء وبعض القطاعات الأخرى.

واستحوذنا على مستشفى الشروق الكائن فى مدينة الشروق، ويأتى هذا الاستحواذ تماشياً مع الخطة الاستثمارية لاستهداف فرص استثمارية ذات صلة فى قطاع الرعاية الصحية؛ بهدف إضافة استثمارات مربحة بهوامش ربح حرة فى مجال الرعاية الصحية.

كما أنشأت شركة «AIM» شركةً جديدةً، هى «ابن سينا تريد»، التى تستهدف اقتناص فرص النمو فى مجال الدعاية الطبية للغير، وصادرات الأدوية، وتوزيع منتجات العناية الشخصية ومستحضرات التجميل والمكمِّلات الغذائية.

* ما عدد مخازن الشركة والمحافظات التى تتواجد فيها؟ والمستهدف لها خلال العام المقبل 2023؟

– يبلغ عدد مخازن الشركة 65 مخزناً تُغطِّى جميع أنحاء الجمهورية، ويتم حالياً التوسُّع عن طريق المخازن الإقليمية التى تخدم فروع كل منطقة؛ من أجل تقديم خدمة أفضل للسادة للصيادلة.

د. محسن محجوب الرئيس التنفيذي لشركة ابن سينا فارما

* ما حجم مبيعات شركتكم خلال العام الماضى وحصتها السوقية والمستهدف لها خلال العام الجارى 2023؟

– بلغت الإيرادات نحو ١٥.٨ مليار جنيه خلال الشهور التسعة الأولى من عام ٢٠٢٢، وهو نمو سنوى بمعدل ٠.٤% .

واعتمدنا خلال النصف الأول من العام عدداً من الإجراءات للتخفيف من أى مخاطر ائتمانية محتملة خلال تلك الفترة، بما فى ذلك تقليل حد الائتمان لبعض العملاء، والحصول على ضمانات من الآخرين؛ ففضَّلت الشركة النمو المستدام على السعى وراء حصة سوقية أكبر بدون ربحية؛ حيث إن سياسة سَعْى بعض الشركات فى تحقيق مبيعات لإثبات حصة سوقية أكبر بدون تحقيق ربحية أثَّرت بشكل كبير على الموقف المالى لتلك الشركات فى السوق، وعلى قدرتها على سداد مديونيتها للموردين، كما أن السياسة الائتمانية الحكيمة للشركة كان من شأنها حماية حقوق الشركة فى ظل تعثُّر بعض العملاء فى سوق الصيدليات؛ نتيجة التوسُّع غير المدروس، وهو ما ظهر فى القوائم المالية من حصول الشركة على أصول من بعض العملاء تسويةً لمديونيتهم.

* ما أبرز الخدمات التى تقدمونها للصيادلة خلال الفترة الحالية ومستهدفاتكم للعام الجديد، خاصة فيما يتعلق بالتعاملات الإلكترونية؟

– فيما يتعلق بالتطوُّر الرقمى نحن ملتزمون بمواصلة تقديم خدمات ابتكارية ينعكس مردودها الإيجابى على مختلف عناصر سلسلة القيمة بسوق الأدوية المصرية، وهو ما بدأناه من خلال تطبيق «ابن سينا» المخصَّص للصيدليات الذى يتيح للصيدليات إرسال طلبات الشراء إلكترونياً، ومتابعة كل أعمالهم مع الشركة من خلال التطبيق، كما نسعى إلى إطلاق نظام إدارة الصيدليات، وهو عبارة عن منظومة تكنولوجية لإدارة الصيدليات تسمح للعملاء بربط أنظمة صيدلياتهم مع المنصة الرقمية التابعة للشركة، مما يُسْفر عن تحسين عمليات الإمداد والتوريد.

ومن جانب آخر، طوَّرت الشركة منصة رقمية مماثلة خاصة بالموردين، ستسهم أيضاً فى تعزيز مبيعات الموردين، إلى جانب منصة أخرى لتزويد الموردين بتقارير متخصصة عن مبيعاتهم.

كما تقوم الشركة حالياً بإحلال نظام التشغيل داخل الشركة بنظام تشغيل أحدث، ومن المنتظر إطلاقه فى كل فروع الشركة خلال ٢٠٢٣، بما يُسْهم فى رفع كفاءة العمليات التشغيلية، ومن ثم ينعكس على جودة الخدمة المقدمة للسادة الصيادلة.

* ما حجم مساهماتكم فى برامج المسئولية المجتمعية فى مصر خلال السنوات الماضية، وحجم الأموال التى رصدتها شركتكم لأنشطة المسئولية المجتمعية العام المقبل؟

– تنتهج شركة «ابن سينا فارما» سياسة واضحة للمسئولية الاجتماعية تلتزم من خلالها بالعمل على تطوير المجتمع الذى تعمل به، والحفاظ على البيئة فى كل أنشطة الشركة، كما تلتزم الشركة بجميع اللوائح والقوانين المحلية والدولية، إضافة إلى ممارسة الأعمال بشفافية ونزاهة؛ حيث بلغ حجم التبرعات ٧.٥ مليون جنيه خلال ٢٠٢٢  الجدير بالذكر ان «ابن سينا فارما» شاركت خلال السنوات الماضية بمبلغ 4 ملايين جنيه للمساهمة فى الحد من انتشار فيروس كورونا المستجد، كما تبرعنا أيضاً فى 2020 بنحو 5 ملايين جنيه، منها مليون جنيه لدعم جهود الدولة بالتعاون مع وزارة الهجرة وشئون المصريين بالخارج، و4 ملايين جنيه لصالح مُبادرة «أهالينا» التى أطلقتها الحكومة المصرية لدعم العمالة غير المنتظمة المتأثرة بالأضرار الاقتصادية لأزمة فيروس كورونا المُستجد، ولتعزيز مستوى الحماية الاجتماعية لأهالينا من الأسر والأفراد.

 

اترك تعليق