مؤتمر «الغش الدوائي» بالإمارات: مليون حالة وفاة سنويا بسبب الدواء المزيف وتمثل 33% من حجم الأدوية في بعض الدول
انطلقت فعاليات مؤتمر الإمارات الدولي الرابع لمكافحة التزييف في المنتجات الطبية والغش الدوائي، الذي تنظمه وزارة الصحة ووقاية المجتمع الإماراتية، أمس الأحد وتستمر فعالياته لمدة يومين، ويهدف إلى توحيد جهود مكافحة الغش الدوائي عالمياً، عبر مناقشة آليات وتقنيات ضبط الأدوية، ورفع مستوى الوعي بمخاطر الأدوية المغشوشة لحماية صحة المجتمعات.
وعرض المؤتمر إحصاءات لمنظمة الصحة العالمية تفيد بأن 1% من الأدوية بالعالم المتقدم مزيفة، بينما تصل النسبة إلى 10% في بعض الدول الإفريقية ودول شرق آسيا، فيما تصل نسبة الأدوية المغشوشة والمزيفة إلى 33% من حجم الأدوية في بعض الدول النامية، مشيرة إلى أن العالم يسجل مليون حالة وفاة سنوياً بسبب استخدام الأدوية المغشوشة.
بيع الأدوية عبر الإنترنت
وذكرت المنظمة أن 50% من الأدوية والعقاقير التي تباع عبر الإنترنت مزيفة وخطرة، موضحة أن عمليات التزييف تستهدف اﻷدوﯾﺔ ذات اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﻌﺎﻟﯾﺔ، أو ذات ﻣﻌدل اﺳﺗﮭﻼك مرتفع، واﻷدوﯾﺔ اﻟراﺋﺟﺔ واﻟﻣطﻠوﺑﺔ. ويشارك في المؤتمر، المقام في مركز المعارض في «إكسبو 2020 دبي»، 10 منظمات دولية وهيئات غربية وعربية وخليجية معنية بمكافحة الغش الدوائي، من بينها الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية ومنظمات متخصصة في صناعة الدواء ومكافحة تزييف الدواء، وخبراء من مختلف دول العالم. ويبحث المشاركون في المؤتمر تنامي ظاهرة تصنيع الأدوية المقلدة، وبيعها عبر المواقع الإلكترونية في أنحاء العالم كافة.
وتحدث في المؤتمر متخصصون من هيئة الدواء والغذاء الأميركية والهيئة البريطانية للدواء، والهيئة الأوروبية للدواء، والأمم المتحدة، ومنظمة الجمارك العالمية، ومجلس أوروبا لمكافحة الجريمة الإلكترونية.
الإمارات ضمن أفضل دول المنطقة في مكافحة الغش الدوائي
وأكد وكيل الوزارة المساعد لقطاع التنظيم الصحي ورئيس المؤتمر الدكتور أمين حسين الأميري، أن حكومة دولة الإمارات تولي قطاع الدواء عناية خاصة، وهناك اهتمام كبير من قبل الجهات المختصة بمختلف المؤسسات الصحية بالدولة. ولفت إلى أن الإمارات تعتبر ضمن أفضل دول المنطقة في مكافحة الغش الدوائي بالتنسيق والتعاون مع المنظمات الدولية والعالمية المختصة، وعلى رأسها منظمة الصحة العالمية والأمم المتحدة واتحاد الجمارك العالمية وهيئة الغذاء والدواء الأميركية.
وتابع الأميري: «تركز وزارة الصحة ووقاية المجتمع مع الجهات الصحية بالدولة بالتعاون والتنسيق المستمر مع الهيئة الاتحادية للجمارك وإدارات الجمارك المحلية على مكافحة الغش الدوائي، من خلال البرامج الإلكترونية والتطبيقات الإلكترونية الذكية المعنية بذلك، مع استخدام تقنيات حديثة للتمييز بين الدواء الأصلي والدواء المغشوش والمقلد خلال دقائق قليلة، ما يعزز مكانة دولة الإمارات العالمية في استقطاب الأدوية المبتكرة والمثيلة وتسجيلها السريع مع دعم برامج الاستيراد وإعادة التصدير، والتي تتميز بها الدولة».
ولفت وكيل الوزارة المساعد لقطاع التنظيم الصحي إلى أن الشركات العالمية تتخذ من دولة الإمارات مقراً عالمياً وإقليمياً لها، حيث وصل إجمالي المكاتب العلمية إلى91 مكتباً تمثل شركات الدواء العالمية، إضافة إلى إطلاق خدماتها اللوجستية من دولة الإمارات، والتي يتم من خلالها دعم 41 دولة في العالم بالأدوية والمستلزمات الطبية. وأشار إلى أن تميز الإمارات في مكافحة الدواء المغشوش والمقلد يشكل حماية للمجتمع، وحماية للدول التي يتم إمدادها بالأدوية عبر الإمارات.
مئات التحذيرات بالأدوية المغشوشة سنويا
وذكر الأميري أن الوزارة تصدر مئات التعليمات والتحذيرات سنوياً بالأدوية والمستحضرات الطبية المغشوشة، والتي يتم رصدها عن طريق اللجنة الوطنية العليا لليقظة الدوائية برئاسة الوزارة مع جميع الهيئات الصحية ذات الاختصاص على مستوى الدولة، كما ترتبط وزارة الصحة بشكل مباشر بمركز اوبسالا للرصد الدوائي التابع لمنظمة الصحة العالمية، كما تراقب الوزارة المواقع الإلكترونية التي تسوق لبعض الأنواع من الأدوية، لافتاً إلى أن الإمارات تتحمل مسؤوليتها تجاه العالم في مكافحة الغش الدوائي.
ويشارك في المؤتمر الذي يختتم فعالياته اليوم، 10 منظمات دولية وهيئات غربية وعربية وخليجية معنية بمكافحة الغش الدوائي، من بينها الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية ومنظمات متخصصة في صناعة الدواء ومكافحة تزييف الدواء، وخبراء من مختلف دول العالم. ويبحث المشاركون في المؤتمر تنامي ظاهرة تصنيع الادوية المقلدة، وبيعها عبر المواقع الالكترونية في كافة انحاء العالم.