قال تقرير لوكالة بلومبرج الأمريكية، أن التعاون الحالي بين شركات الأدوية والتكنولوجيا الحيوية لانتاج لقاح ودواء لفيروس كورونا، سيعزز من نشاط الصفقات والاندماجات بين الشركات وفقًا لمنتقي الأسهم والمتخصصين في الصناعة.
وقال ستيوارت كابل، الشريك والرئيس العالمي لعمليات الاندماج والاستحواذ في شركة Goodwin Procter للاستشارات المالية والقانونية، أن بمجرد أن تهدأ الأمور الخاصة بالجائحة وتعامل شركات الأدوية معها سنرى عددًا من الرهانات الكبيرة في أكثر مجالات التكنولوجيا الحيوية ابتكارًا خلال العام الجاري .
وأصبحت شركة جيلياد آخر من أعلن عن شراكة يوم الأربعاء الماضي عندما أكد تقرير بلومبرج أنها كانت تبرم صفقة مع شركة Arcus Biosciences لتطوير عقاقير جديدة للسرطان تصل قيمتها إلى 1.6 مليار دولار.
وتعتمد صناعة التكنولوجيا الحيوية عادةً على الشراكات وعمليات الاستحواذ لدفع التقنيات الجديدة للمرضى.
ومع ذلك، فإن عدم اليقين الاقتصادي الناتج عن تفشي الفيروس التاجي وضع القطاع في وتيرة لأدنى حجم صفقات منذ عام 2013 .
وتحرص كافة الشركات العاملة في المجال وبنوك الاستثمار المتخصصة على استئناف عمليات الاندماج، ويأمل المستثمرون في أن تكون الشراكات مؤشراً على أن الصفقات الأكبر قد تكون في طور الإعداد.
وأثارت خطوة شركة سانوفي لجمع ما يقرب من 11.7 مليار دولار من خلال التخلي عن معظم حصتها في شركة ريجينيرون للصناعات الدوائية والتكنولوجيا الحيوية ومقرها في نيويورك، تكهنات بأن شركة الأدوية التي تتخذ من باريس مقراً لها يمكن أن تقوم بعملية شراء كبيرة لشركة بيومارين فارماسيوتيكال للتكنولوجيا الحيوية أو تختار سلسلة من الصفقات الصغيرة والفعالة .
وقال جيفري هسو، مدير صندوق التكنولوجيا الحيوية في شركة OrbiMed Advisors للأدوية الحيوية، «لا تزال الشركات في البيئة الحالية تنخرط في أنشطة تطوير الأعمال، وهذا يشمل كلاً من صفقات الترخيص والشراكة، وكذلك في بعض الحالات معاملات الاندماج والاستحواذ المباشرة».
وأكد على أن عمليات الاندماج والاستحواذ لا تزال ممكنة في هذه الأجواء وهذا يشمل الصفقات الأخيرة من مجموعة أليكسون للأدوية ومجموعة ميناريني الإيطالية للأدوية.
ووضعت معركة شركة أليكسون«Alexion» الأخيرة مع شركة إليوت الأمريكية لإدارة الاستثمارات، على رأس قوائم المحللين لصفقة ضخمة، في حين أن صانعي الأدوية مثل، Sarepta Therapeutics. ، وشركة Bluebird Bio و UniQure NV الهولندية من بين شركات التكنولوجيا الحيوية التي تقدم علاجات مبتكرة ويمكن أن تشهد عمليات استحواذ على أعمالها من شركات الأدوية الكبري العالمية.
وقال جون بورتر، مدير الصناديق في شركة ميلون إنفستمنتس كورب، في مقابلة عبر الهاتف: «شركات الأدوية ذات الحجم الكبير تتضور جوعًا من أجل الابتكار، وتتضور جوعًا للنمو».
وأضاف إلى إن معظم الأعمال المثيرة والمميزة التي يتم إجراؤها في مجال التكنولوجيا الحيوية تقوم بها الشركات التي تقل قيمتها عن 10 مليارات دولار من القيمة السوقية.
يأتي التفاؤل بمزيد من الصفقات في الوقت الذي يتداول فيه مؤشر ناسداك للتكنولوجيا الحيوية، وهو مقياس قوي لرغبة المستثمرين، بالقرب من أعلى مستوياته على الإطلاق وسط آمال صانعي الأدوية في تطوير علاجات ولقاح لمكافحة فيروس التاجي الجديد.
وبقيادة المكاسب التي حققتها صائدو لقاحات كورونا، سيضع الأهداف المحتملة للاستحواذات في وضع جيد يمكن الشركات الكبرى من إبرام صفقات عندما يكون ذلك مناسبًا لأجندتهم.
وهناك رغبة قوية من المستثمرين لمساعدة صانعي الأدوية الصاعدين على جمع الأموال، كما يتضح من عروض الأسهم الأخيرة والفائدة من الأسهم الخاصة.
وحتى الآن هذا العام، جمعت التقنيات الحيوية وحامليها 32 مليار دولار في 262 عرضا للأسهم، في شهر مايو فقط ، وشهدت الصناعة معظم الصفقات المسعرة وأكبر مبلغ من رأس المال تم جمعه منذ عام 2008 على الأقل.
وفي وقت سابق من شهر مايو، جمعت شركة مودرنا الأمريكية حوالي مليار دولار في بيع أسهم لتمويل لقاح فيروس كورونا التجريبي بعد نشر نتائج إيجابية مبكرة.
كما أعلنت شركة بلاكستون الاستثمارية عن خطط لاستثمار ما يصل إلى ملياري دولار في شركة Alnylam للأدوية الحيوية ، وشراء جزء من من دواء لعلاج الكوليسترول.