د. محمد مبروك يكتب.. قناة صحتي
في الوقت الذي يتداول المواطنون فيه معلومات طبية عن جائحة «كورونا» عبر وسائل التواصل الإجتماعي و التي منها ما هو موثوق و ما هو مغلوط بل و مضلل أيضاً.
ومع تحوّل معظم قنوات الخدمة الإخبارية إلى تقديم تغطية متواصلة عن هذه الجائحة بما فيها من توصيات وتوعية بخلاف آراء الأطباء و المتخصصين، بالإضافة إلى تحليلات لعلاقة هذا المرض بأمراض أخرى وتطور الأبحاث المتعلقة بإيجاد علاج فعّال أو لقاحات لهذا الفيروس المستجد، نفتقد قناة «صحتي».
قناة «صحتي» منبر وزارة الصحة الإعلامي المتميز والذي ظل قرابة الربع قرن يقدم هذه الخدمة المجانية بشكلٍ مهني و بدون أدنى تكلفة متفانيًا في خدمة المجتمع، و متخصص في التغطية الصحية، والتقارير وعرض الأبحاث الجديدة والأخبار المتعلقة في قوالب إعلامية مشوقة، منها ما هو إخباري، وحواري، أو درامي.
و قد تميزت هذه القناة الوطنية ذات الإمكانات المحدودة للغاية بفريق عمل غاية في الإخلاص والإجتهاد في تقديم أفضل خدمة بلا تكلفة تُذكر دون كلل أو ملل، و على رأس هذا الفريق رجلٌ من رجال مصر المخلصين الأوفياء، الدكتور سيد العبّاسي.
عرفته دمث الخلق، غزير المعرفة، عالي الثقافة والإطلاع سواء في العلوم الطبية أو الإنسانية، يحمل درجة الدكتوراة، ويدير القناة بفكر صاحب الرسالة، و لم يكن ينقصه أثناء كل هذه الفترة سوى الدعم المعنوي والمادي لتطوير القناة و تقديم صورة أكثر تطورًا و مواكبة للمتغيرات المتلاحقة.
و مع نشر تطبيق وزارة الصحة الجديد «صحة مصر» كنت أتمنى إعادة النظر في قناة صحتي ومنحها الفرصة الكاملة لآداء دورًا كبيرا خلال هذه الأزمة، حيث أنها المنبر الإعلامي الأجدر بتقديم الدور التوعوي والتثقيفي صحيًا و اجتماعياً و لديها الكوادر المؤهلة لتغطية هذه الظروف بشكل مهني و علمي يفوق قنوات ذات إمكانات خيالية…
قد يكون وقت التفكير في التخلي عن هذه القناة هو أنسب وقت لإعادة الإستثمار فيها و الإستفادة منها!