سوق الدواء
كل ما تريد معرفته عن سوق الدواء

د. محمد البحر يكتب.. فيروس كورونا واستراتيجية المحيط الازرق

ألقت أزمــة كورونا الأخيرة بظلالها على الاستثمار بحيث باتت جميع الدول والشركات تبحث في البدائل المتاحـة لاستمرار عجلة الإنتاج والصناعة مع عدم الإضرار بصحـة وحياة الشعوب، فلجأت الكثير من المؤسسات لاستخدام التكنولوجيا وأصبح الابتكار هو سمة هذا العصر، فمن يقدم الجديد هو الفائز دوماً.

إذا كان الهدف هو الربح فعليك أن تقدم شيء غير مألوف للمستهلك.

أن تسعي وراء سوق مستهدف بقوة ربما يحقق لك ذلك الربح الوفير ولكن يبقى خلق سوق جديد تنفرد به هو بالتأكيد الجائزة الكبرى.

من هذا المنطلق تتجلى أهمية تطبيق إستراتيجية المحيط الأزرق.

تلك النظرية التي تهدف لتحقيق الربح ولكن بطرق غير تقليدية، فهي منهج للتعامل مع السوق وتسعي لفتح وإيجاد مناطق وأسواق ومنتجات جديدة بعيداً عن الأسواق الموجودة والتي طالتها الصراعات والتنافسات.

ونجد أنه خلال الأشهر القليلة الماضيـة أثناء جائحة كورونا والتي لا يعلم مداها إلا الله، تباينت استجابات العملاء من حيث التسويق الإلكتروني أو التواصل الإلكتروني مع القائمين على عملية البيع ما بين مرحب باستخدام وسائل التسويق أو البيع الإلكتروني وآخر غير مرحب أو غير متفاعل مع استخدام التكنولوجيا في عمليات البيع والشراء.

ولأن تلبية احتياجات العميل مبنية على دراسة ومتابعة تلك الاحتياجات مع دراسة الدافع الشرائي له، أجمع الكثير والكثير سواء من الشركات وحتى العملاء على أهمية التواصل المباشر والفعال وجها لوجـه وليس فقط من خلف شاشات الكمبيوتر أو الهاتف النقال.

حيث أنه ليس جميعنا مؤهل أو متقبل فكرة الشراء عن بعد والاقتناع بالقيمة المضافة نتيجة للمنتج أو السلعة، من خلال الواقع الافتراضي.

ومن هنـا تظهـر أهمية العنصر البشرى الذي هو مفتاح الحياة.. مفتاح الابتكار. فالإنسان هو الذي يصنع القيمـة وهو القادر على الابتكار والتغيير.

كيف تُشكل ابتكاراً للقيمة لتنجح في المحيط الأزرق؟

ابتكار القيمة هو الأساس عند إنشاء المحيطات الزرقاء ومفتاح نجاحها. فمن خلاله تبتعد المؤسسات عن التركيز عن المنافسين وتركز فقط على إبداع ما يميز الشركة ويحقق قيمة مطلوبة لدى العملاء. أى تنشأ مساحة سوقية جديدة للشركة..

والآن.. مع كورونا ظهر مفهوم جديد’ وهو أهمية الدمج بين القيمة والابتكار

لأن القيمة من دون ابتكار، لن تجعلك تتميز عن مْن هم بالسوق، بل ستقوم بالتحسين مما تقوم به بما يكفي لثبات الحصة من السوق. بينما الابتكار من دون القيمة سيجعلك منقاداً للتكنولوجيا، أى تبتكر منتجات وخدمات ربما لن تكون لها أى فائدة لدى عملائك، وإذا كانت ذات أهمية لهم في الأغلب لن يكون لديهم القدرة على تقبلها أو دفع المال مقابلها.

تنجح الشركات عندما تستطيع التوفيق بين كل من الابتكار والخدمات والسعر والتكلفة. فالقيمة لدى العملاء تتمثل في فائدة العرض مطروح منه السعر، أما بالنسبة للشركات فهو يتمثل في سعر العرض مطروح منه الكلفة.

وبالتالي فعلى المؤسسات أن تخلق توازناً بين كل من القيمة والتكلفة؛ وهو ما يستطيع أن يقوم بـه فقط الإنسان من خلال التواصل المباشر وابتكار الوسائل الجديدة في أساليب العمل وتعلم المزيد من المهارات والتطبيق والتطوير المستمر للمهارات الجديدة

ومن خلال عرض ما ينفرد به المنتج أو السلعة عن جميع المنافسين الآخرين. وبهذا فأنت تمنح العملاء سبباً للعودة إليك.

وكلنا نعلم جيدا أن أحد أهم عناصر تميز المنتج أو السلعـة لدى العميل أو المشترى هو البائع نفسه (مهاراته واجتهاده ومعرفته واهتمامه بالعميل ومتابعته المستمرة)والذي من شأنه أيضا اكتشاف التغييرات فيما يفضله العملاء، وحل المشاكل التي قد تترتب على ذلك وليس فقط إتمام العملية البيعيـة.

وبمرور الوقت، تظهر تطورات ونزعات مختلفة مما يجعل بعض المنتجات والخدمات تطفو على السطح وبعضها يغرق في القاع إلى الأبد. وحتى لا يحدث هذا، على جميع الشركات أن تنظر لما تقدمه في الوقت الحالي وما هي قادرة على تقديمه في المستقبل.

من الخطأ أن تسير خلف كل تطور يحدث في مجالك ولا تعرف ما هي أبعاده عليك في المستقبل حتى لا تكون مجرد اتجاه جاء واختفى.بل علينا أن نتعلم ونستفيد من الاتجاه الجديد واستخدامه لتطوير الوسائل التقليديـة السابقة. فنصل إلى التميز .

ولأن الإنسان والقوى البشرية هي المحرك الرئيسي للنجاح ’ فعلينا أن ندرك أهمية تعزيزوتطويرمهاراتنا واستخدامها بصورة أكثر عمقا لبناء التفرد والتميز ليس فقط لأنفسنا ولمؤسساتنا بل أيضا لوطننا.

دكتور محمد البحر

مدير التدريب بمجموعة شركات سيجما للأدوية

 

اترك تعليق