دراسة لـ 137 منظمة: انتشار السلالات المتحورة من كورونا في إفريقيا سيؤدي لطفرات عصيّة على اللقاحات
كشفت دراسة لمجموعة تضم 112 منظمة أفريقية و25 دولية، أن انتشار السلالات المتحولة من كورونا في أفريقيا بسبب انخفاض معدلات التطعيم سيؤدي لطفرات عصيّة على اللقاحات، ما يعقد محاولات القضاء على الوباء.
وتتبعت الدراسة، خارطة مورثات من 33 دولة أفريقية، تطور الوباء عبر القارة، وظهور عدد مما يسمى المتحوّلات المثيرة للقلق والمثيرة للاهتمام.
وانتشرت إحدى تلك السلالات المتحوّلة وهي “بيتا” في جميع أنحاء العالم في وقت سابق من العام الجاري، وجعلت بعض اللقاحات غير فعالة جزئياً.
وقالت المنظمات إن “التوزيع البطيء للقاحات في معظم البلدان الأفريقية يخلق بيئة تمكن الفيروس من التكاثر والتطور، ومن شبه المؤكد أن هذا سينتج مركبات عضوية محمولة جواً إضافية بإمكان أي منها إخراج حرب العالم ضد كورونا عن مسارها”.
وفي حين تلقى أكثر من نصف سكان الولايات المتحدة، وأكثر من 60% من الأشخاص الذين يعيشون في الاتحاد الأوروبي التطعيمات الكاملة، فإن 3.2% فقط من سكان أفريقيا وهم 1.2 مليار شخص تلقوا التطعيم الكامل.
ونتج عن ذلك موجة ثالثة حادة من الإصابات في دول عديدة، وظهور سلالة جديدة في جنوب أفريقيا تُعرف باسم “C.1.2”.
وكشفت الدراسة أن كورونا وصل إلى معظم الدول الأفريقية قادماً من أوروبا، وبدورها صدرت القارة السلالات المتحولة التي أفرزتها إلى الدول الأوروبية.
وانتشرت سلالات مختلفة من الفيروس في جميع أنحاء القارة بشكل رئيسي من جنوب أفريقيا ونيجيريا وكينيا – وهي ثلاث دول أفريقية لها روابط أقوى بالعالم الأوسع.
وقالت الدراسة إن سلالة بيتا المتحولة، اكتشفت في جنوب أفريقيا في ديسمبر، وسرعان ما انتشرت شمالاً حتى جمهورية الكونغو الديمقراطية، على الأرجح على طول الطرق والسكك الحديدية التي تربط موانئ البلاد بشبه القارة.
ويشكل البحث أول إنتاج بارز لكبار العلماء بأفريقيا في محاولة لزيادة قدرة القارة على إنتاج وتحليل بيانات خارطة المورثات.
وأشار البحث إلى إنه يجب احتواء نوعين من السلالات المتحوّلة في غرب وشرق أفريقيا والمعروفين باسم “B.1.525” و “A.23.1”.
وقال العلماء: “هناك دليل قوي على أن السلالتين المتحولتين المثيرتين للقلق تزداد انتشاراً في المناطق التي اكتشفت فيها، ما يشير إلى أنهما قد تكونا أقوى من سواهما.
من جانبه قال توليو دي أوليفيرا، أستاذ المعلوماتية الحيوية الذي ساعد في تجميع الدراسة، ويدير مؤسسات السلسلة الوراثية في جامعتين بجنوب أفريقيا: “إذا استمر الفيروس بالتطور في القارة الأفريقية، فستصبح هذه مشكلة عالمية و من واجبنا الأخلاقي أن نحاول حماية أفريقيا والعالم”.