تشير الدراسات إلى أن ما بين 4.7٪ و80٪ من الأشخاص الذين تعافوا من كوفيد يصابون بفيروس كورونا لفترة طويلة.
وبحسب صحف أجنبية، وجد تحليل واحد للسجلات الصحية لـ273.618 ناجيًا من كورونا أنه في غضون ستة أشهر من التعافي من العدوى الأولية، تم اكتشاف 12.6٪ عانوا من آلام في الصدر أو الحلق، و11.6٪ عانوا من آلام أخرى، بالإضافة إلى 3.24٪ يعانون من ألم عضلي.
لذا فإن فهم كيف يمكن أن يؤدي كوفيد إلى ظهور أعراض طويلة الأمد للألم يمكن أن يساعد الأطباء في علاج المرضى الذين يعانون من كورونا لفترة طويلة.
وفي دراسة حديثة، حلل الباحثون بيانات تسلسل الحمض النووي الريبي لكشف التأثيرات الكيميائية الحيوية لكورونا على إشارات الألم.
ووجدوا أن كورونا يترك بصمة تعبير جيني في العقد الجذرية الظهرية – الخلايا العصبية التي تنقل البيانات الحسية من الخلايا العصبية المحيطية إلى النخاع الشوكي والدماغ للمعالجة – تبقى حتى بعد الشفاء.
وسيتم تقديم الدراسة في الاجتماع السنوي للجمعية الأمريكية لعلم الأدوية والعلاجات التجريبية خلال اجتماع علم الأحياء التجريبي (EB) 2022، الذي يعقد في فيلادلفيا في الفترة من 2 إلى 5 أبريل.
ومن أجل الدراسة، درس الباحثون نماذج الهامستر لكوفيد- ١٩ بعد الإصابة بكورونا، ولاحظوا أن الهامستر أظهر سلوكًا شبيهًا بالألم حيث كانوا أكثر حساسية للمس وأن هذا أصبح أكثر حدة على مدار 30 يومًا.
كما لاحظوا مجموعة ثانية من الهامستر مصابة بفيروس الأنفلونزا أ، أو الأنفلونزا الموسمية، لمعرفة ما إذا كان قد تسبب في استجابة مماثلة.
وأنتجت عدوى الأنفلونزا أ تفاعلًا شديدًا لفرط الحساسية، ولكن على عكس سارس كورونا تضاءل بعد أربعة أيام.
وبعد أربعة أسابيع، لم تظهر على الفئران المصابة بالإنفلونزا أي علامات على فرط الحساسية على المدى الطويل، لكن بعد نفس الفترة، عانى الأشخاص المصابون بكورونا من مستويات أعلى من فرط الحساسية، فأدرك الباحثون هذا على أنه ألم مزمن.
وأظهر تسلسل الحمض النووي الريبي للهامستر، أن كورونا تسبب في مزيد من التغييرات في التعبير الجيني التي غيّرت المرونة العصبية والإشارات العصبية أكثر من الأنفلونزا أ.
كما أظهر أيضًا أن هذه التغييرات كانت مماثلة لتلك التي حدثت في الفئران التي تعاني من التهاب أو ألم في إصابة الأعصاب.
وطبق الباحثون أيضًا تحليلات المعلومات الحيوية على بيانات الحمض النووي الريبي، وتوقع تحليلهم أن كورونا ينظم نشاط منظمات الألم وبروتين يسمى عامل ربط محسن الانترلوكين 3.
وهكذا افترضوا أن تقليد التأثيرات الحادة للانترلوكين 3 قد يخفف الألم، وذلك باستخدام نموذج فأر للألم الموضعي، فقام الباحثون بإعطاء دواء لتثبيط نشاط الانترلوكين 3 ووجدوا أنه فعال في علاج الألم.