«تشارلز ليبر» عالم كيميائي أمريكي ارتبط اسمه بتصنيع فيروس كورونا.. تعرف عليه
منذ ديسمبر الماضي، كثف العلماء جهودهم من أجل التوصل لمصدر فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19)، والذي فتك حتى الآن بأكثر من 83 ألف شخص، وتسبب في إصابة مليون و447 ألف آخرين، وكان من بين النظريات أن الفيروس انتقل من الخفافيش التي تباع في سوق ووهان للمأكولات البحرية للبشر
ومن النظريات التي انتشرت مؤخرا، أن الفيروس مخلّق ومن صنع الإنسان وليس مصدره طبيعيا، إذ تسبب اعتقال العالم الأمريكي تشارلز ليبر، في تأكيد تلك النظرية بسبب علاقاته بالصين، وفقا لصحيفة «أس» الإسبانية.
من هو تشارلز ليبر؟
تشارلز ليبرهو كيميائي أمريكي ورائد في مجال علم النانو وتكنولوجيا النانو ويعمل حاليا أستاذا بجامعة هارفارد الأمريكية، ونشر أكثر من 400 بحث في المجلات العلمية التي استعرضها النظراء وقام بتحرير العديد من الكتب حول علم النانو والمساهمة فيها.
وأسس «تشارلز» شركة تكنولوجيا النانو «نانوسيس» في عام 2001، وفي عام 2007 أسس شركة “فيستا ثيرابيوتيكس”، وهو معروف بإسهاماته في تركيب وتجميع وتوصيف المواد النانوية وأجهزة النانو، وتطبيق الأجهزة الإلكترونية النانوية في علم الأحياء.
اعتقال تشارلز
في يناير الماضي، اتُهم “تشارلز ” بالكذب على السلطات الفيدرالية الأمريكية بشأن المدفوعات التي يُزعم أنه تلقاها من جامعة ووهان للتكنولوجيا، وإخفاء مشاركته في خطة «Thousand Talents» في الصين، وهو برنامج تديره الدولة يقوم بتجنيد نخبة من المواهب العلمية.
ونظرا أن الفيروس التاجي ظهر لأول مرة بمدينة ووهان الصينية والتي تم اعتبارها بؤرة المرض، فإن اتصالات «تشارلز» بالمدينة الصينية أثارت حوله الشائعات على الإنترنت، وأنه تم القبض عليه للاشتباه في لعبه دورًا في تصنيع الفيروس وفقا للوطن.
وقد شجع هذا النوع من التكهنات، عضو مجلس الشيوخ عن ولاية أركنساس توم كوتون، في توجيه اتهامات للصين بأن الفيروس حدث عمدا بوسائل اصطناعية في فبراير الماضي، وفقا لشبكة فوكس نيوز الإخبارية.
علاقة «تشارلز» بالصين
وأعلنت وزارة العدل الأمريكية عن ثلاثة اعتقالات منفصلة في يناير الماضي، كان الأول “تشارلز” والثاني «يانكينج يي»، ملازم في الجيش الصيني متهم بسرقة أبحاث أمريكية، والثالث كان «Zaosong Zheng» ، الذي سرق 21 قارورة للبحث البيولوجي.
وفي حين أن جميع الاعتقالات الثلاثة تشمل أشخاصًا يكذبون بشأن علاقاتهم مع الصين، إلا أن الاعتقالات الثلاثة كانت منفصلة، وتم إجراؤها في جامعات مختلفة ولا توجد صلة بينهم على الإطلاق، وفقا لصحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية.
وساعد اعتقال الصنين الآخرين على انتشار شائعات على فيسبوك، بأن «تشارلز» تم ضبطه في قضية تهريب قوارير عينات بيولوجية حساسة، والتي كشف موقع “سنوب” أن محتويات هذه القوارير لا علاقة لها بالفيروس التاجي، ولكنها في الواقع خلايا سرطانية.
هل الفيروس مخلق؟
أوضح بيان مشترك لـ27 عالما، نُشر في المجلة الطبية «لانسيت» في فبراير الماضي، أن نظريات المؤامرة التي توحي أن فيروس كوفيد 19 تم تخليقه معمليا ليس لها أساس من الصحة، وأن الفيروس ليس من أصل اصطناعي مدفوعًا بشائعات كاذبة مثل تلك التي تدور حول «تشارلز».
وأضاف البيان «قام علماء من دول متعددة بنشر وتحليل جينومات العامل المسبب للفيروس التاجي الحاد لمتلازمة الجهاز التنفسي الحادة 2 (SARS-CoV-2)، واستنتجوا بأغلبية ساحقة أن هذا الفيروس التاجي نشأ في الحياة البرية».
وأكد البيان «إن نظريات المؤامرة لا تفعل شيئًا سوى خلق الخوف والشائعات والتحيزات التي تهدد تعاوننا العالمي في مكافحة هذا الفيروس».
وقال تريفور بيدفورد، الباحث بمركز «فريد هتشنسون” لأبحاث السرطان في سياتل الأمريكية، خلال اجتماع الجمعية الأمريكية لتقدم العلوم إنه “لا يوجد أي دليل على الإطلاق على وجود الهندسة الوراثية في الفيروس، والدليل لدينا على أن الفيروس طبيعي المنشأ هو أن الطفرات بداخله تتوافق تمامًا مع التطور الطبيعي».
لماذا تم اعتقال «تشارلز»؟
كان اعتقال «تشارلز» بالإضافة إلى الشخصين الآخرين، مرتبطًا بالتجسس الاقتصادي والأكاديمي، وليس هناك ما يشير إلى أن بحث ليبر أو اعتقاله أو اتصاله بالصين كان مرتبطًا بانتشار الفيروس التاجي.
وقال العميل الخاص لمكتب التحقيقات الفدرالي في بوسطن، المسؤول جوزيف ر بونافولونتا، في بيان إن الأشخاص الثلاثة الذين تم القبض عليهم، تعاملوا مع التجسس الاقتصادي ومحاولات الصين لسرقة الأسرار التجارية.