بلومبرج: قطاع الأدوية ينافس الشوكولاتة والساعات الفاخرة في دعم اقتصاد سويسرا
يشهد اقتصاد سويسرا حالياً تحولاً لافتاً، حيث باتت عائدات تصدير الأدوية ضمن دعائمه المهمة، إلى جوار قطاعات تقليدية مثل صادرات الشوكولاتة والساعات الفاخرة؛ وذلك وفق تقرير لوكالة “بلومبيرج”.
وكشف التقرير أن صناعة الأدوية تنافس الآن في دعم القطاع المالي السويسري؛ حيث تسهم بنحو 6.3% من الناتج المحلي الإجمالي في سويسرا، وتمثل هذه النسبة ضعف مساهمتها قبل ثلاثين عاماً، وهي أكبر من ثلث مساهمة القطاع الصناعي التي تتراجع تدريجياً.
وأصبحت شركات الأدوية الكبرى، مثل “روش” و”نوفارتس”، محركات رئيسية للنمو الاقتصادي؛ ما يعزز موقعها في الهيكل الاقتصادي للبلاد.
ووصل الفرنك السويسري خلال العام الماضي إلى أعلى مستوى له منذ أوائل عام 2015 مقابل الدولار واليورو.
ويكشف هذا التحول في الاقتصاد السويسري أن الأمر لا يتعلق فقط بتوسع قطاع الأدوية، ولكنه يشير أيضاً إلى التحديات التي تواجهها الصناعات الأخرى؛ خاصة تلك التي تعتمد بشكل كبير على أسعار الصرف مثل الصناعات في ألمانيا المجاورة.
وفي هذا السياق، قال ألكسندر كوتش، الاقتصادي في “رايفايزن” في زيورخ، إن قوة قطاع الأدوية تخفي ضعف الصناعات الأخرى التي تتأثر بشكل أكبر بالأسعار وسعر الصرف”، مضيفاً “هناك تحول هيكلي سريع بعيداً عن الإنتاج الصناعي في سويسرا”.
وأصبحت شركات الأدوية السويسرية بالفعل ركيزة هامة للنمو؛ حيث أشار وزير الاقتصاد السويسري غي بارميلين، العام الماضي إلى أن الصناعة كانت أحد الأسباب الرئيسية لانكماش الاقتصاد بمعدل أقل مقارنة بـاقتصادات أخرى بعد أزمات مثل أزمة 2008 وكوفيد – 19.
وشهد قطاع الأدوية دفعة ملحوظة في عام 2015 عندما قرر البنك الوطني السويسري التخلي عن الحد الأقصى لسعر الفرنك، رغم أنه أثر سلباً على بعض المصدرين الذين تعتمد مبيعاتهم الخارجية بشكل كبير على الأسعار، فمنذ ذلك الحين، استمر البنك المركزي في تبني سياسة صارمة للحد من تدفقات الأموال، حيث خفض معدلات الفائدة إلى ما دون الصفر أكثر من أي بنك مركزي آخر قبل أن يبدأ التضخم في الظهور.
وتسعى سويسرا للاستفادة من قطاع الأدوية المزدهر كعنصر رئيسي في مواجهة تحديات الاقتصاد العالمي، على الرغم من استمرار المخاطر التي قد تواجهها مثل السياسات الأمريكية المتعلقة بتسعير الأدوية، التي يمكن أن تؤثر على السوق بشكل كبير.