سوق الدواء
كل ما تريد معرفته عن سوق الدواء

الرئيس التنفيذى لشركتى «الفرعونية» و«دلتا فارما»: خطة طَمُوحٌ للتوسُّع فى سوق الدواء المصرية رغم التحديات

الدكتور صلاح موسى الرئيس التنفيذى لشركتى «الفرعونية» و«دلتا فارما»:

تحرير سعر الصرف خلق فجوة كبيرة بين الأسعار الحالية للدواء وتكلفة الإنتاج.. ووضع آلية تسعير مرنة «حتمى» لنمو القطاع

نخطط لتطوير بعض خطوط الإنتاج بمصانعنا وزيادة مساحات تخزينية تتناسب مع حجم الانتاج تواكب استراتيجيتنا التوسُّعية

 نمتلك محفظة تضم 500 مستحضر تغطى معظم المجموعات الدوائية ونخطط لطرح 10 مستحضرات جديدة

الفرعونية تحتفل بمرور 25 عام على إنشائها والمساهمة في تقديم خدمة دوائية متميزة مما أكسب الجميع الثقة في منتجاتها

«الفرعونية» توصلت إلى اتفاق مع شركة دنماركية لطرح علاجها لنقص الحديد والأنيميا فى مصر قريباً

2.5 مليار جنيه حجم مبيعاتنا فى 2022.. و1.5 %حصتنا السوقية من سوق الدواء المصري

أكد الدكتور صلاح موسى، الرئيس التنفيذى لشركتي «الفرعونية» و«دلتا فارما»، امتلاك سوق الدواء المصرية قدرات هائلة ومُعدَّلات نمو كبيرة رغم التحديات التى تواجه القطاع جرَّاء تحرير سعر الصرف، الذى خلق فجوة حقيقية وكبيرة بين الزيادة الكبيرة فى تكلفة المنتج الدوائى وسعره المحدد سلفاً، مما يتطلَّب وجود منظومة تسعير إلكترونية مَرِنَة مرتبطة بسعر الصرف، مع السماح بتحريك تلك الأسعار بالزيادة والنقصان تماشياً مع أسعار الصرف.

وقال الدكتور صلاح موسى إن شركتي «دلتا» و«الفرعونية» أعدَّتا خطة استثمارية لعام ٢٠٢٣ تتضمن تحديث بعض خطوط الإنتاج الموجودة لزيادة قدرتها الإنتاجية والنوعية، كما تتطلعان إلى إنشاء مساحات تخزينية أكبر تتناسب مع حجم الإنتاج المطلوب، وسوف تكون مُزوَّدة بأحدث التقنيات للتخزين والإدارة وفقاً للمعايير الدولية، مشيراً إلى تحقيق الشركتين مبيعات بقيمة 2.5 مليار جنيه فى 2022، واستهدافهما نمواً فى حجم مبيعاتهما تصل إلى 20% خلال العام الجارى.

* كيف تُوصِّف سوق الدواء المصرية خلال المرحلة الحالية فى ظل الاضطرابات السياسية والاقتصادية عالمياً، وانعكاس ذلك عليها، إضافة إلى تحرير سعر صرف الجنيه المصرى؟

– تظل سوق الدواء فى مصرنا العزيزة سوقاً واعدة وعالية النمو، بما تملكه من عدد كبير من السكان، وفى تزايد مُطَّرد، يُمثِّلون قوة شرائية كبيرة، إضافة إلى الإجراءات التى تتخذها الحكومة المصرية لتوفير كل الخدمات الصحية للمواطنين وسط خطة واضحة لتطبيق منظومة التأمين الصحى الشامل فى جميع أنحاء الجمهورية.

لكن صناعة الدواء فى مصر شأنها شأن العديد من الصناعات الأخرى، تواجه تحديات كبيرة فى ضوء انعكاس تحرير سعر الصرف على أسعار مُدخلات الإنتاج الدوائى التى يتم استيراد أغلبها بالعملة الصعبة، ومن المعلوم أن أسعار الدواء فى مصر هى أسعار جبرية تُحدِّدها هيئة الدواء، ولا يمكن لأى مُصنِّع أن يرفع سعر أى دواء مهما زادت تكلفة إنتاجه إلا بموافقة هيئة الدواء المصرية.

ومع حرص الحكومة، ممثلة فى هيئة الدواء، على أن يظل سعر الدواء فى مصر فى متناول كل فئات الشعب، والحد من ارتفاع أسعاره قَدْرَ الإمكان، مع الحفاظ على جودة المنتج المصرى، نجد هناك فجوة حقيقية بين الزيادة الكبيرة فى تكلفة المنتج الدوائى وسعره المحدد سلفاً من هيئة الدواء، مما يزيد من التحديات والأعباء التى تثقل كاهل مُصنِّعى الأدوية فى مصر.

وهيئة الدواء وكل مُصنِّعى الأدوية فى مصر يعملون جاهدين، وبتنسيق مستمر، على تقليل تلك الفجوة قَدْرَ الإمكان لضمان توافر كل الأدوية وبجودة عالية، وأثق تماماً أننا جميعاً لنا هدف واحد وتتلاقى توجُّهاتنا لتقديم أفضل رعاية صحية للمواطن المصرى مع تقليل الأعباء على المنتجين؛ ليتمكنوا من احتواء هذه التحديات والاستمرار فى إمداد السوق المصرية بكل ما تحتاجه.

* وما أبرز الإجراءات التى يجب اتخاذها لضمان تطوُّر قطاع الدواء ونموِّه؟

– يجب إيلاء قطاع التصدير أهمية قصوى، وتسهيل كل العوائق أمامه، كما يجب إيجاد منظومة تسعير إلكترونية تتمتع بمرونة كافية؛ حيث يخضع الدواء فى مصر لأسعار ثابتة ولا يتم تغييرها إلا من خلال هيئة الدواء المصرية، التى بدورها مشكورة أعطت بعض المرونة، واستجابت لانعكاسات عملية تحرير سعر الصرف، وسمحت بزيادة بعض الأصناف لشركات الأدوية.

ونأمل أن تكون هناك مراجعة دورية لأسعار الأدوية، مقارنة بأسعار الصرف بالسوق، وإيجاد علاقة واضحة وشفافة ومعلومة للجميع تربط سعر الدواء بسعر الصرف؛ بحيث تسمح بتحريك سعر الدواء، سواء بالزيادة أو النقصان؛ استجابةً لسعر الصرف هبوطاً أو صعوداً.

كما يجب إعطاء الأولوية لتوفير مستلزمات الإنتاج والمواد الخام، مع التفكير فى إلغاء أو تقليل تكاليف الجمارك والضرائب والإجراءات البنكية.

* فى نقاط مختصرة.. ما الفرص والتحديات أمام زيادة صادرات الدواء المصري خلال السنوات المقبلة والوصول بها إلى أرقام جيدة؟

– يمكن زيادة فرص صادرات الدواء المصري من خلال تشجيع فتح أسواق جديدة للتصدير، وخاصة إفريقيا، ووضع حوافز للشركات المصرية وتسهيلات للتصدير فيما يخصُّ الشحن وإجراءات تسجيل المصانع للشركات المصرية فى هذه الدول، وتسهيل الإجراءات البنكية، ويأتى هذا – من منظورنا الخاص – من خلال تعظيم دور هيئة الدواء المصرية، ويتم بطرق مختلفة، منها على سبيل المثال: إيجاد تعاون أو بروتوكول رسمي بين هيئة الدواء المصرية ومثيلاتها فى الدول المرجعية؛ بحيث تكون الهيئة مركز تقييم واعتماد للمصانع المصرية، ومنحها شهادات الجودة المطلوبة لتصدير الأدوية إلى البلاد المختلفة، إضافة إلى اعتماد بروتوكول تعاون بين الهيئة ومثيلاتها فى أسواق التصدير للدول الأساسية، سواء العربية أو الإفريقية أو غيرها؛ بحيث يتسنَّى مشاركة الموافقات وشهادات الاعتماد وكل الشهادات الأخرى المطلوبة للتسجيل بشكل أسهل وأسرع، مع ضرورة إعادة النظر فى آلية تسعير الدواء بما يضمن له أسعاراً تنافسية مُشجِّعة للمنتجين فى الأسواق الخارجية، وتعظيم موارد مصر من العملة الصعبة، إلى جانب تدريب وتأهيل الملحقين التجاريين المصريين فى السفارات المصرية فى الخارج للترويج لصناعة الدواء المصرية، وفتح قنوات اتصال مباشر مع الشركات المصرية لتوفير قاعدة بيانات للمنتجات المصرية فى الأسواق الخارجية المستهدفة.

* ما حجم استثمارات الشركة والمستهدف لها خلال العام المقبل 2023؟

– اضطراب سلاسل الإمداد وتأثير توافر النقد الأجنبى – كما تعلمون – من أهم الأسباب التى تعوق الاستثمار بصورة عامة فى السوق المصرية، وهذا ليس مقصوراً على قطاع الدواء، إنما يمتد إلى قطاعات أخرى، ولكننا دائماً ننظر بتفاؤل، ولدينا ثقة بقدرة الجهاز النقدى والمصرفى فى مصر على العبور بنا من هذه الأزمة؛ لهذا أعددنا خطة استثمارية لعام ٢٠٢٣ تتضمن تحديث بعض خطوط الإنتاج الموجودة لزيادة قدرتها الإنتاجية والنوعية، كما نتطلَّع إلى إنشاء مساحات تخزينية أكبر تتناسب مع حجم الإنتاج المطلوب، وسوف تكون مُزوَّدة بأحدث التقنيات للتخزين والإدارة وفقاً للمعايير الدولية فى كل من شركتى «دلتا» و«الفرعونية».من خلال التوسعة الكبيرة لمستودعات الشركتين حيث  يتم إضافة حوالي 2000m²  لكل مستودع من الشركتين بطاقة تخزينية تصل إلى 4000 باليته حتى تتمكن الشركتان من إستيعاب الزيادة الكبيرة في حجم الإنتاج ، الجدير بالذكر أن هذه المستودعات يتم تنفيذها طبقا لأحدث التقنيات والمواصفات مثل GSP ( الممارسة الجيدة للتخزين) وكذلك GMP ( الممارسة الجيدة للتصنيع ) وبما يتوافق مع شروط البيئة والحماية المدنية ، وتم رصد ميزانية ضخمة تقدر ب 200 مليون جنيه لتنفيذ هذين المشروعين بالشركتين .

* أعلنتم عن رصد 330 مليون جنيه استثمارات فى 2022 لتحديث خطوط إنتاج الشركتين.. ماذا تم فى هذا الأمر؟

– صناعة الدواء دائماً فى حالة تطوُّر هائل بما يخدم صحة الإنسان، ونحن من جانبنا يضع مستثمرونا هذا نُصْبَ أعينهم، ونحن دائماً ملتزمون باستقدام أحدث خطوط الإنتاج من دول مرجعية، ولهذا – ولله الحمد – نجحنا العام المنصرم فى تزويد مصانعنا فى «دلتا» و«الفرعونية» بأحدث خطوط الإنتاج للأدوية الصلبة بنوعيها (الكبسولات والأقراص)، وتم بالفعل إدراجها ضمن خطوط الإنتاج فى ميزانية 2023.

ونود التأكيد على أن خططنا لتحديث خطوط الإنتاج وزيادة القدرة الإنتاجية فى كل من «دلتا» و«الفرعونية» تسير بخطى حثيثة حسب ما هو مُخطَّط له.

 * ما حجم مبيعات «دلتا – الفرعونية» بنهاية 2022 والمتوقع لها بنهاية 2023؟

– بلغت مبيعات شركتي «دلتا» و«الفرعونية» فى عام 2022 ما يزيد على 2.5 مليار جنيه حسب دورية شركة  IMS بحصة سوقية قدرها 1.5% من حجم السوق الكلى، ونُخطِّط لنسبة نمو – إن شاء الله – 20% فى عام 2023.

* ما عدد المستحضرات لـ«دلتا – الفرعونية» خلال الفترة الحالية والمستهدف طرحها فى 2023؟

– تمتلك شركتا «دلتا» و«الفرعونية» أدوية ذات سُمعة جيدة جداً فى مختلف المجموعات العلاجية، ويُقدَّر عدد المستحضرات الدوائية المسجَّلة بتركيزاتها وأحجامها المختلفة حوالى أكثر من ٥٠٠ دواء للشركتين، ونستهدف ونسعى إلى إطلاق ما يقارب عشرة مستحضرات جديدة فى السوق المصرية خلال عام ٢٠٢٣.

* ما أبرز المجموعات الدوائية التى تعمل الشركة على التوسُّع فيها خلال الفترة المقبلة؟

– تتواجد شركتا «دلتا» و«الفرعونية» فى أغلب المجموعات الدوائية ذات الانتشار الواسع فى السوق المصرية، مثل المضادات الحيوية وأدوية الأمراض العصبية والنفسية والجهاز الهضمى ومضادات الالتهابات والمُسكِّنات، وتعمل الشركة على التوسُّع فى هذه المجالات مع مجالات أخرى، مثل أدوية الضغط والسكر والجهاز الدموى؛ ومن الجدير بالذكر أن شركة الفرعونية توصلت حديثاً إلى اتفاقية مع شركة دنماركية رائدة في مجال أدوية الحديد لتمثيلها داخل السوق المصرية، وطرح دوائها المتميز والأحدث لعلاج جميع حالات نقص الحديد والأنيميا المنتشرة داخل السوق المصرية.

حيث أن انتشار مرض الأنيميا ونقص الحديد في مصر يمثل ظاهرة عامة داخل القطر المصري، حيث تشير الإحصائيات الصادرة عن منظمة الصحة العالمية أن إنتشار الأنيميا بين السيدات في عمر( 15-49 سنة ) يمثل 35-28% من اجمالي عدد السيدات في هذا العمر ، بينما ينتشر بين الأطفال الصغار بنسبة 40-32%   مما يشكل تهديداً مباشراً لصحة الأطفال، كذلك بالنسبة للحوامل اللواتي يعانين بشكل واضح من نقص الحديد أثناء فترات الحمل من هنا يبرز أهمية وجود دواء ناجع لعلاج هذه الظاهرة الخطيرة .

لذلك تحركت شركة الفرعونية للتعاون مع الشركة الدنماركية وتوقيع الإتفاق لطرح هذا العلاج بالسوق المصري بأسرع وقت حيث يتميز بفاعلية كبيرة ودرجة مأمونية عالية مقارنة بالأدوية الأخرى المطروحة بالسوق المصرية، مما سيؤدي إالى زيادة تميز الشركة الفرعونية عند الأطباء والشركاء الآخرين لما لإسهام هذا الدواء في مساعدة الأطباء في إيجاد حل لمشكلة عميقة وقديمة مثل الأنيميا ونقص الحديد.

* ما أبرز برامج المسئولية المجتمعية التى أطلقتها الشركة بالتعاون مع المؤسسات الصحية؟

– المسئولية المجتمعية جزء لا يتجزأ من فكر الشركة واستراتيجيتها، والشركة حريصة كل الحرص على تبنِّى مبادرات إنسانية من شأنها الإسهام فى رفع المعاناة عن بعض الفئات أو بعض المناطق المتضررة أو الدعم والمساعدة فى تطوير المراكز الطبية التى تقدم الخدمة الطبية بشكل مجاني لمحدودي الدخل.

وتهتم «دلتا» و«الفرعونية» بالمشاركة المجتمعية، وتعملان على تقديم الدعم والأدوية المجانية للقوافل الطبية التى تهتم بالمواطنين الأكثر احتياجاً، كما تعملان على المساعدة وتقديم بعض الأجهزة الطبية للمستشفيات للمساعدة فى تقديم خدمة طبية متطورة للمواطنين.

* ما أبرز برامج الدعم المقدَّمة للعاملين فى شركتي «دلتا» و«الفرعونية»؟

– نؤمن بأن العامل البشري هو الثروة الأساسية لنجاح «دلتا» و«الفرعونية»، ومن ثمَّ أولينا برامج الدعم البشرى الأهمية القصوى؛ فنحن نُوفِّر برنامج حماية طبياً متكاملاً، كما نؤمن بأهمية التدريب والتطوير لفريق العمل؛ لذلك وفرنا برامج تدريبية لكل القطاعات البشرية، كل فى تخصُّصه، وقد لاقت استحسان الزملاء الأعزاء، كما أسهمت فى رفع مستوى المهارات لديهم.

اترك تعليق