الرئيس التنفيذى لشركتى «الفرعونية» و«دلتا فارما»: التزامنا الثابت تجاه سوق الدواء المصرية يدفعنا للابتكار وتحفيز النمو.. ورصدنا 400 مليون جنيه استثمارات فى 2024-2025
الدكتور صلاح موسى .. الرئيس التنفيذى لشركتى «الفرعونية» و«دلتا فارما»:
نعتزم تشغيل المصنع الجديد لشركة «دلتا» هذا العام بشكل كامل بعد تجهيزه بأحدث خطوط الإنتاج العالمية
زيادة التصدير مع الالتزام بتلبية احتياجات السوق المحلية عزَّزت من قدرتنا على تأمين مستلزمات الإنتاج فى أوقات أزمة السوق
نخطط لطرح عدد من المستحضرات الجديدة خلال 2025 فى مختلف الشرائح الدوائية مثل مضادات الالتهابات والفيروسات وبعض الأدوية النفسية والعصبية وأدوية علاج الكولسترول.
التمويل الذاتى الخيار الأنسب لتوسُّعاتنا فى ظل ارتفاع سعر الفائدة على الإقراض إلى 30%
نحرص على وضع خطط تدريبية وتحفيزية لتعزيز مقومات موظفى الشركة الذين يفوق عددهم 2000 موظف
3 مليارات جنيه إجمالى مبيعات الشركة فى 2024
500 صنف دوائى إجمالى عدد الأدوية المسجلة للشركة
تلتزم شركتا «الفرعونية» و«دلتا فارما» بتنفيذ استراتيجية متكاملة فى السوق المحلية، ترتكز على المساهمة فى تطوير قطاع الأدوية فى مصر؛ من خلال تعزيز التصنيع المحلى، وتقديم حلول مبتكرة تواكب أعلى المعايير العالمية؛ لتوفير الدواء الآمن والفعَّال للمريض المصرى، إلى جانب دعم الابتكار فى مجال صناعة الأدوية، وبناء الكفاءات الوطنية التى تعزِّز من تصنيف الشركة وقوَّتها التشغيلية والتجارية.
قال الدكتور صلاح موسى، الرئيس التنفيذى لشركتى «الفرعونية» و«دلتا فارما»، إن الشركة رصدت استثمارات بقيمة تتراوح بين 350 و400 مليون جنيه لتنفيذ أهدافها التوسُّعية ما بين عامي 2024و2025 التى يتمثل أبرزها فى تشغيل المصنع الجديد لشركة «دلتا» بشكل كامل بعد تجهيزه بأحدث خطوط الإنتاج العالمية، وتطوير مستودعات الشركة، إضافة إلى ترقية وترفيع بعض خطوط الإنتاج فى الشركتين، مثل خط إنتاج المستحضرات الصُّلبة وخط إنتاج المستحضرات شبه الصُّلبة.
واجهت سوق الدواء المصرية الكثير من التحديات الكبيرة خلال العام الماضى.. كيف تعاملتم مع تلك التحديات؟ وما مدى تأثيرها على خططكم التوسُّعية داخل السوق فى 2024؟
بالفعل واجهت سوق الدواء تحديات وصعوبات غير مسبوقة خلال عامى 2023 و2024؛ نظراً لارتفاع سعر العملات الأجنبية مقابل الجنيه من جهة، وكذلك عدم توافرها من جهة أخرى، ممَّا أثر بالسلب أولاً على اقتصاديات صناعة الدواء بصفة عامة، وكذلك على قدرة الشركات على تلبية احتياجات السوق بصورة منتظمة.
ومن جهتنا فقد قمنا بكل ما نستطيع من جهد لمواجهة تلك التحديات والتخفيف من آثارها على أداء شركتى «دلتا» و«الفرعونية»، مع التزامنا الوطنى الثابت بدعم السوق المحلية، التى تُعدُّ أهمَّ مكوِّن فى استراتيجيتنا، وتم العمل على محورين أساسيين: التركيز على زيادة حجم التصدير للأسواق الخارجية مع الالتزام الكامل بتلبية احتياجات السوق المحلية بكل متطلباتها كأولوية أولى، مما أثر بالإيجاب على زيادة الحصيلة من العملات الصعبة، وساعدنا ذلك كثيراً فى تأمين مستلزمات الإنتاج بطريقة أسرع وأكثر انتظاماً.
كما انتهجنا فى شركتى «دلتا» و«الفرعونية»، ومنذ الربع الأخير من عام 2023، وبدعم كامل من مجلس إدارة شركة «الرتاج» بالكويت، سياسة واضحة فى ضرورة توفير مخزون استراتيجى لِما يلزم من مستلزمات الإنتاج، يكفى لمدة 4: 6 شهور حتى نضمن استمرارية مصانعنا فى الإنتاج وتلبية احتياجات السوق المصرية والأسواق الخارجية، وقد ساعدنا ذلك كثيراً فى توفير منتجات شركتى «دلتا» و«الفرعونية» على مدار العام دون تذبذب أو انقطاع.
ويجب التنويه بأن الاحتفاظ بهذا المخزون (مواد خام ومنتج تام الصنع) له أعباء مالية كبيرة على الشركات؛ نظراً لارتفاع نسبة الفائدة على الإقراض من البنوك، التى وصلت إلى حدود غير مسبوقة 30%، ولكن نظراً لالتزامنا التام برسالتنا بوصفنا داعماً للمنظومة الصحية فى مصر فقد تم التعامل بإيجابية تامة مع هذا الموضوع، وتمكنَّا من الاستمرار فى توفير أدويتنا بصورة منتظمة.
هل ترون أن الإجراءات التى اتخذتها الحكومة، ممثلة فى البنك المركزى وهيئة الدواء المصرية، كافية لمواجهة تلك التحديات؟
من الإنصاف أن نُقرَّ نحن مُصنِّعى الدواء فى مصر بأن الحكومة متمثلة فى البنك المركزى دائماً ما تعطى الأولوية فى توفير تدبير العملات الصعبة لقطاع صناعة الدواء، بوصفه قطاعاً حيوياً واستراتيجياً لضمان الأمن الدوائى فى مصر، وعليه فإن كل البنوك العاملة فى مصر وبتوجيهات وإشراف من البنك المركزى كانت تقوم بتدبير العملات فى مدة أقصاها أسبوع قبل بداية الأزمة الأخيرة، ومع بداية الأزمة ضاعف البنك المركزى من مجهوداته لتوفير العملة الصعبة لقطاع الدواء.
ولكن فى ظل النقص الحاد فى تدفُّقات العملة الصعبة لدى البنك المركزى فإن فترة الانتظار لدى البنك المركزى لتوفير احتياج الشركات من العملة الصعبة لاستيراد مستلزمات الإنتاج طالت لما يقرب من 4: 6 شهور، مقارنة بأسبوع على الأكثر قبل بداية الأزمة، ومن هنا بدأ تفاقم أزمة عدم توافر الأدوية بصفة منتظمة؛ نظراً للتأخر فى توفير العملة الصعبة.
أما بالنسبة لهيئة الدواء فقد قامت مشكورة بمراجعة تكاليف الإنتاج لعدد كبير من المستحضرات فى ضوء ارتفاع سعر الدولار مقابل الجنيه؛ نظراً لأن معظم مستلزمات الإنتاج يتم استيرادها بالعملة الصعبة، مما يؤثر حتماً على تكلفة الإنتاج، وعليه فقد تم تحريك أسعار بعض الأدوية بما يضمن استمرار إنتاجها، وتقليص خسائر المصنِّعين حتى يستمر توافر الأدوية فى السوق المحلية.
وماذا عن مقترحاتكم فى هذا الشأن للحيلولة دون مواجهة تلك التحديات مستقبلاً؟
نقترح على هيئة الدواء إيجاد آلية مرنة للتعامل مع أسعار الدواء بالزيادة أو النقصان؛ استجابةً للتغيُّر فى سعر العملة، ويمكن هنا اقتراح أن يتم التعامل مع أسعار الدواء مثل أسعار الوقود والكهرباء باعتبارها سلعاً مُسعَّرة جبرياً، وأن يكون تسعير الدواء مَرِناً ويُراجَع كل 3 أشهر طبقاً لسعر الصرف السائد فى ذلك الوقت.
ونقترح كذلك أن يقوم البنك المركزى بدعم قطاع صناعة الدواء عن طريق قروض بفائدة معقولة، بدلاً من الفائدة الحالية وقيمتها 30%، بما تشكله من عائق كبير أمام استمرار العملية الإنتاجية والتوسُّع فيها، وكذلك إعاقتها إلى حد كبير أى نوايا لزيادة الاستثمارات فى قطاع الدواء.
ما أبرز ملامح خططكم التوسُّعية فى سوق الدواء المصرية خلال العام الحالى؟
ثقة من شركة الريتاج فى السوق المصرى وبنظرة إيجابية واعدة إن شاء الله لما هو قادم فقد اعتمدت الريتاج ميزانية لتطوير مصنعي الدلتا والفرعونية خلال عامي 2024-2025 بقيمة 400 مليون جنية وهى حالياً فى طور التنفيذ وإن شاء الله تعالى ننتهى منها خلال هذا العام.
وتشمل خطة التطوير والتوسع فى كلا المصنعين مشروعات عدة على سبيل المثال (لا الحصر) تطوير مستودعات شركة الدلتا بما يتماشى مع أحدث المعايير العالمية للتخزين والتوزيع الجيد (GSP / GDP) مع مضاعفة السعة التخزينية للمستودعات تماشياً مع النمو المطرد فى مبيعات الشركة وكذلك الانتهاء من تجهيز المصنع الجديد فى شركة الدلتا للمستحضرات الشبه صلبة (كريمات / مراهم / لبوس) والبدء فى تشغيله إن شاء الله خلال عام 2025 وتزويد شركة االفرعونية بمحطة مياه جديدة إيطالية المنشأ كما ستقوم الشركة بتطوير خطوط إنتاج المستحضرات الصلبة فى الشركتين لمواكبة كل متطلبات GMP فى هذا الصدد وسوف يتم تزويد شركة الدلتا بمعامل جديدة كلياً مطابقة لمواصفات المختبرات الجيدة GLP وذلك يدعم بكل تأكيد حرصنا الدائم بأن يكون كل ما ننتجه من مستحضرات يتمتع بأعلى درجات الجودة ومطابق للمعايير المحلية والعالمية.
وماذا عن إجمالى مبيعات الشركة فى 2024، ومستهدفات العام الجارى على مستوى النمو؟
بلغ إجمالى مبيعات المجموعة بنهاية العام الماضى أكثر من 3 مليارات جنيه، بزيادة تفوق 40% من مبيعات عام 2023، وحصة سوقية بلغت 1.5% من السوق، بحسب دورية «أيكيوفيا» (IQVIA) المتخصصة فى إحصائيات الدواء فى السوق المصرية، ونتوقَّع – بفضل الله – أن يستمر نُموُّ مبيعاتنا خلال عام 2025 بما لا يقل عن 20%.
وللمحافظة على تَسارُع نُمو الشركة من سنة إلى أخرى فإن الشركة تعمل على تسجيل العديد من الأدوية بشكل دورى كل عام؛ حيث بلغ إجمالى عدد الأدوية المسجلة ما يزيد على 500 صنف دوائى موزَّعة على كل المجموعات الدوائية الأكثر انتشاراً؛ لخدمة المريض المصرى وحصوله على أفضل الأدوية وأحدثها على مستوى العالم، ونُخطِّط لطرح عدد من المستحضرات الجديدة خلال عام 2025 فى مختلف الشرائح الدوائية؛ مثل مضادات الالتهابات ومضادات الفيروسات وبعض الأدوية النفسية والعصبية وأودية ارتفاع نسبة مستوى الكرسترول في الدم.
أعلنتم العام الماضى (2024) استهدافكم الوصول بحجم صادراتكم إلى 20% من إجمالى مبيعاتكم خلال السنوات الثلاث المقبلة.. ماذا تم فى هذا الأمر؟
ملف التصدير يظلُّ من أوائل اهتماماتنا؛ وذلك لزيادة الحصيلة من العملات الأجنبية وإعادة استخدامها فى تمويل نشاط شركتى «دلتا» و«الفرعونية» وخططهما فى تطوير وتحديث خطوط الإنتاج، وكذلك تنفيذ الخطط التوسُّعية، وعليه فإن قطاع التصدير فى شركتى «دلتا» و«الفرعونية» يشهد نمواً مطرداً عاماً بعد عام، وخلال عام 2024 تخطَّى معدَّل النمو الـ60%، من خلال فتح أسواق جديدة، إلى جانب إضافة منتجات جديدة إلى الأسواق المتواجدين فيها .
وعليه فإن استراتيجيتنا فى تعظيم حجم صادراتنا من شركتى «دلتا» و«الفرعونية» تسير بخُطى ثابتة، وفى طريقها لتحقيق المستهدف بإذن الله فى المدى الزمنى المحدَّد.
والشركة تسعى بشكل دائم ومستمر لتلبية متطلبات وكالات الأدوية الأوروبية والإقليمية من خلال تطوير الإمكانيات المتاحة على جميع الأصعدة؛ حتى تتفق مع المواصفات والقياسات العالمية والإقليمية، والحصول على أفضل الاعتمادات لمواصفات GMP، مما سوف يتيح لنا فتح أسواق مهمة جديدة، وما يتبعها من زيادة فى المبيعات والعملة الصعبة، مع الإشارة والتأكيد على دور هيئة الدواء المصرية بالمساعدة فى هذا الاتجاه، عن طريق توفير المشورة الفنية والدعم التقنى للارتقاء بالمصانع المصرية للاعتماد من الهيئات الدولية .
وماذا عن ملف العاملين بالشركة من حيث إجمالى عددهم وأبرز برامج الدعم التى تقدم لهم لرفع كفاءتهم على المستوى العملى والشخصى؟
نحرص على تحقيق ذلك من خلال تدريبات عملية للقطاعات الصناعية والفنية والسلامة والصحة المهنية وتدريبات مخصصة لقطاعات البيع والتسويق وأيضاً القطاعات الأخرى كقطاع التسجيل والموارد البشرية والمالية وتكنولوجيا المعلومات …على سبيل المثال (لا الحصر) شملت تلك البرامج برامج مهارات القيادة واتخاذ القرار للمديرين والتفاوض والبيع لمندوبي الدعاية وايضا تدريبات هيئة الدواء المصرية لأقسام تأكيد ومراقبة الجودة والإنتاج والبحث والتطوير ولم تقتصر برامج التدريب على الجانب العملى فقط ولكنها شملت أيضاً مهارات التواصل والتكيف مع متغيرات بيئة العمل وإدارة الوقت>
وكجزء من مسئوليتنا المجتمعية تجاه بلدنا الحبيب مصر فقد حرصنا أيضاً على الاهتمام بالقطاع التعليمى وطلبة الجامعات من خلال تنفيذ برامج تدريب صيفية خاصة بنا فى شركتى الدلتا والفرعونية مكثفة ومتميزة لتهيأتهم لمتطلبات سوق العمل فى شتى المجالات كما تتعاون شركتي الدلتا والفرعونية مع هيئة الدواء المصرية لتنفيذ التدريب الإجباري المقرر على طلبة كليات الصيدلة بسنة الإمتياز في جميع أنحاء الجمهورية كمتطلب أساسي للتخرج وضمان جاهزيتهم لسوق العمل ومتطلباته.