الدكتور محمد يوسف: استراتيجية «ساجا مصر» ترتكز على زيادة الصادرات وتأسيس مركز للبحوث وتطوير خطوط الإنتاج وطرح مستحضرات حيوية
الدكتور محمد يوسف المدير العام لشركة ساجا للأدوية – مصر
التصدير يمثل 60% من حجم مبيعاتنا فى مصر.. ونمتلك خُططاً لمضاعفة حجم صادراتنا خلال السنوات المقبلة
نستهدف طرح 5 مستحضرات جديدة سنوياً حتى عام 2030 للمساهمة فى تلبية احتياجات السوق والمريض المصرى والعربى
نعمل على زيادة حجم مبيعاتنا في مصر الى 400 مليون جنيه خلال العام الحالي
15% نسبة دخل «ساجا مصر» من تصنيع الأدوية للغير بمصنعها
13 دولة خليجية وإفريقية نصدِّر مستحضراتنا إليها
26 عدد مستحضرات «ساجا» فى مصر بنهاية 2024
تتبنَّى شركة «ساجا للأدوية – مصر» استراتيجية توسُّعية، تعتمد على تأسيس منظومة متكاملة، وإدارة حكيمة بقيادة الدكتور محمد يوسف، مدير عام شركة «ساجا مصر»، الذى يمتلك خبرة كبيرة فى مجال صناعة الدواء تمتد لنحو 40 عاماً، ورؤية واضحة ترتكز على العلم، واختيار فريق عمل قادر على التنفيذ، ووضع خُطط مُحكَمة لتنويع مصادر الدخل، والبناء على ما تَحقَّق خلال السنوات الأربع الماضية من إنجازات ومعدَّلات نُمو قياسية رغم التحديات التى واجهت السُّوق.
الدكتور محمد يوسف أكد تحقيق «ساجا مصر» فى فترة وجيزة نجاحاتٍ كبيرةً جداً، وباتت واحدة من كبريات الشركات المُصدِّرة للدواء فى مصر؛ حيث تمثل صادراتها 60% من حجم مبيعاتها التى تستهدف الوصول بها إلى 400 مليون جنيه خلال العام الحالى، إضافة إلى طرح 5 مستحضرات جديدة سنوياً حتى عام 2030.
العام الماضى شهد نقص العديد من الأدوية، لكنَّ أدوية «ساجا» ظلَّت متوافرة دائماً.. كيف فعلتم ذلك؟
ما حدث فى 2024 هو نتيجة لمجهود بُذل على مدار 4 سنوات ماضية؛ حيث وضعنا خطةً متكاملة الأركان منذ عام 2020 لنصل بشركة «ساجا» فى مصر لِما يتماشى مع طموحاتنا، ويتناسب مع خبراتنا وحجم السوق المصرية، وهو ما ساعدنا فى تجاوز الأزمات التى تعرَّضت لها السوق خلال العام الماضى وتسبَّبت فى نقص بعض الأصناف، لكن أدوية «ساجا» لم تتعرَّض لأى نقص.
وكيف حدث ذلك؟ وما محاور هذه الخطة؟
هدفنا الرئيس هو المساهمة فى حماية المرضى من خلال توفير أدوية مبتكرة وذات جودة عالية، من خلال خطة عمل واضحة ترتكز من البداية على أربعة محاور رئيسة تضمن الاستدامة؛ المحور الأول يتمثَّل فى زيادة حجم صادراتنا باعتبارها هدفاً رئيساً لتوفير العملة الصَّعبة وضمان استدامة الإنتاج وتوافر أدويتنا بالأسواق، أمَّا المحور الثانى فكان تأسيس مركز للبحث والتطوير، بهدف دعم السوق المحلية، وكذلك الشركة الأمُّ فى السعودية، من خلال تقديم ملفات (ctd) بكفاءة عالية وبتكلفة أقل.
وتمثَّل المحور الثالث فى تطوير خطوط الإنتاج لتلبية احتياجات السوق، بجانب التوسُّع فى التصنيع للغير، فى حين تمثَّل المحور الرابع فى العمل على طرح مستحضرات جديدة تلبِّى احتياجات السُّوق المحلية وتدعم المريض، سواء فى مصر أو فى البلدان التى تُصدَّر منتجاتُنا إليها.
وكيف أسهمت هذه الاستراتيجية فى تجاوز الأزمات خلال العام الماضى؟
كما ذكرتُ فإن «ساجا مصر» تركز من البداية على التصدير، وبالفعل وصل حجم صادراتنا لنحو 60% من إجمالى البيع، ومن ثمَّ لم نكن بحاجة لتدبير عملة صعبة من البنك المركزى لاستيراد المواد الخام، وهو السبب الرئيس الذى عانت بسببه أغلبُ الشركات، لكنَّ «ساجا» كان لديها السيولة الدولارية الكافية لاستيراد مدخلات الإنتاج بشكل منتظم نتيجة التصدير، حيث كان لدينا توفيق كبير، وأصبحنا ضمن قائمة أكبر 25 شركة دواء تصديراً، وكرَّمتنا هيئة الدواء، بجانب أننا نحرص دائماً على أن يكون لدينا مخزون استراتيجى من المواد الخام يكفى ما بين 3 و6 شهور لضمان استدامة الإنتاج.
«60% تصديراً» نسبة ممتازة.. كيف حقَّقتم ذلك؟
نحن لدينا خبرة كبيرة فى أسواق الخليج تحديداً؛ فلقد عملت بها لنحو 35 عاماً، منها 24 سنة كاملة بالسوق السعودية قبل عودتى لمصر عام 2020، ولذلك لدينا دراية ومعرفة كاملة بهذه الأسواق، إلى جانب أن «ساجا» هى شركة سعودية يابانية، وهو ما أسهم أيضاً فى تعزيز فرص نجاحنا فى التصدير، كما حرصنا على دراسة جميع الأسواق التصديرية التى تحتاج للدواء المصرى؛ مثل: العراق واليمن والسودان ولبنان، منذ عام 2021، وعملنا على توفير الأدوية المطلوبة هناك، أيضاً التركيز على التصدير انعكس بشكل ملحوظ على مستوى الجودة بشكل عام؛ لذلك حقَّقنا نتائج باهرة فى وقت سريع.
وماذا عن مركز البحث والتطوير؟ وكيف أسهم فى نُموِّ الشركة؟
الهدف الرئيس من تأسيس مركز البحث والتطوير الإقليمى لمجموعة «ساجا» هو دعم السوق والشركات المحلية فى إنهاء ملفات الـ(ctd) للمستحضرات الجديدة، وكذلك الشركة الأم، حيث كانت «ساجا السعودية» تنفذ ملفات مستحضراتها بمراكز أبحاث خارجية، والآن ننفذ لهم هذه الملفات بنصف التكلفة، وبالفعل نفذنا 7 ملفات لشركة «ساجا السعودية»، واعتمدتها هيئة الدواء هناك.
كما نفذنا 8 ملفات (ctd) لصالح 3 شركات مصرية، وسجَّلنا مستحضرين منها لدى هيئة الدواء، وستُطرح فى 2025، أما الأصناف الباقية فما زالت فى مراحل التسجيل، كما طرحنا 6 أصناف جديدة لشركة «ساجا» فى السوق المحلية، وأؤكد أن مركز البحث والتطور قيمة مضافة كبيرة جداً للشركة والسوق بشكل عام.
تحدثتم أيضاً عن تطوير المصنع.. كيف انعكس ذلك على أداء عمل الشركة؟
نحن حريصون على تطوير المصنع بشكل دورى ومنتظم لضمان إنتاج أدويتنا وفقاً لأعلى معايير الجودة، وبالفعل مصنعنا ينال الإشادة دائماً من الجميع، سواء من هيئة الدواء أو حتى الشركات التى نصنع لها، وكان الإنتاج بالمصنع لا يتعدى 60% من الطاقة الإنتاجية لكننا توسَّعنا فى التصنيع للغير، وبات يمثل 15% من الدخل.
كيف تُرجمت هذه الاستراتيجية فى نتائج الأعمال؟
«ساجا مصر» تنمو بنسبة 50% سنوياً خلال السنوات الأربع الماضية، ولدينا خطة استراتيجية حتى عام 2030 تستهدف أن يكون لشركة «ساجا مصر» دور كبير جداً فى صناعة الدواء، كما وصلنا لرقم 72 بين الشركات الأعلى مبيعاً فى مصر، مقابل رقم 249 عام 2020.
كما حققنا مبيعات بقيمة 300 مليون جنيه فى 2024 مقابل 48 مليون جنيه فى 2020، ونستهدف تحقيق مبيعات 400 مليون جنيه فى 2025، و600 مليون فى 2026 ونستهدف تجاوز المليار جنيه فى 2030.
وكل ذلك بفضل استراتيجيتنا وفريق العمل الذى لديه تفاهم وديناميكية كبيرة انعكست بشكل واضح على نتائج الأعمال، ويمكن القول إن سرَّ النجاح هو خلقُ بيئة عمل مناسبة والعمل كأسرة واحدة.
وكم مستحضراً لشركة «ساجا» فى مصر؟ وهل تخططون لطرح مستحضرات جديدة؟
لدينا 26 مستحضراً بالسوق، تُغطِّى العديد من القطاعات العلاجية لمختلف أفراد الأسرة، سواء للطفل أو الزوجة أو الزوج أو الجد والجدة، ونستهدف طرح 5 مستحضرات جديدة سنويا حتى عام 2030، والحمد لله توافر المادة الخام يدعمنا بشكل كبير، ولا يوجد أى نقص فى جميع مستحضراتنا.
وما عدد الأسواق التصديرية التى تُصدِّرون إليها؟
نُصدِّر أدويتنا إلى أكثر من 13 دولة؛ منها: الإمارات والكويت والبحرين وعمان واليمن ولبنان وزامبيا وأوغندا، كما أن لدينا خطة قوية لزيادة حجم أعمالنا فى السوق السعودية للاستفادة من كون «ساجا» شركة سعودية فى الأساس، وبجانب ما نمتلكه من خبرة كبيرة فى السوق السعودية فنحن لدينا علاقات قوية جداً بالمملكة، ولدينا طموح كبير لمضاعفة حجم مبيعاتنا خلال فترة قليلة، من خلال التوسُّع بالسوق السعودية، وبالفعل نُجهِّز أصنافاً لتسجيلها فى السعودية.
معنى ذلك أنكم بدأتم العمل على اعتماد المصنع لدى هيئة الدواء السعودية؟
مصنعنا مُعتمد بالفعل من مجلس التعاون الخليجى (GCC)، ونُخطِّط للحصول على اعتماد المملكة العربية السعودية؛ حيث لدينا خطط للتوسُّع هناك كما ذكرتُ، بجانب إمكانية التصنيع لـ«ساجا السعودية» فى مصر.
وما أولوياتكم فى 2025؟
على مستوى التصدير نركز فى 2025 و2026 على استعادة أدوية «ساجا» للسوق القطرية بجانب السوق السعودية، والتوسُّع أيضاً فى السوق الإفريقية، وكذك شمال أفريقيا.
وفى السوق المحلية نستهدف التوسُّع والنمو بشكل كبير، خاصة أننا لدينا خطة لطرح أصناف لقطاعات علاجية جديدة، منها السكرى والكوليسترول، وهى أمراض مزمنة وحجم السوق فيها كبير، ولدينا القدرة على المنافسة فيها رغم المنافسة القوية.
وعلى مستوى المصنع فقد أنتجنا نحو 15 مليون وحدة فى 2024 مقابل 3 ملايين وحدة عام 2020، ونستهدف إنتاج 16 مليون وحدة فى 2025 و18 مليوناً فى 2026 ثم 20 مليون وحدة فى 2027.
وهل يتطلَّب ذلك إضافة خطوط إنتاج؟
لدينا 3 خطوط إنتاج بإجمالى طاقة إنتاجية تصل إلى 30 مليون وحدة سنوياً، فكما ذكرتُ نحرص على تجديد المصنع بشكل منتظم، كما اشترينا ماكينات جديدة مؤخراً، ونعمل على زيادة ساعات العمل لتلبية الطلب المتزايد.
وما حجم استثمارات «ساجا» فى مصر؟ وهل هناك نية لضخ استثمارات جديدة؟
إجمالى استثمارات «ساجا» فى مصر يتخطى المليار جنيه، ومؤخراً زاد رأس المال بقيمة 3 ملايين دولار، تم ضخّ 1.5 مليون دولار منها خلال 2024 فى مركز البحث والتطوير، خاصة أنه يحتاج لأجهزة مرتفعة الثمن، والـ 1.5 مليون الأخرى سيتم ضخها فى 2025،
وهو ما يؤكد ثقة المستثمرين فى السوق المصرية رغم التحديات التى تواجهنا، ونحن نعتمد على التمويل الذاتى والتحصيل من السوق المحلية والخارجية، ولا نلجأ للتمويل البنكى، ولذلك نحرص على العمل مع كبريات شركات التوزيع، لضمان التحصيل فى الموعد.
وكيف تدعمون العاملين بالشركة لرفع مهاراتهم؟
درَّبنا جميع العاملين فى شركة «ساجا» على 4 مراحل فى 2024 بتكلفة تجاوزت 3 ملايين جنيه، ونؤمن بأن التطوير هو الأساس، ولدينا 300 موظف وعامل فى المصنع والمكتب العلمى.
