الدكتور محمد جلال: نعتزُّ بحضور «باير» القوى وشراكتها الاستراتيجية فى منطقة الشرق الأوسط.. ونسعى لتصنيع 90% من منتجاتنا فى مصر محلياً
الدكتور محمد جلال الرئيس التنفيذى لشركة «باير إيه جى» فى منطقة الشرق الأوسط وباكستان
نخطط لزيادة استثماراتنا بشكل كبير في السوق المصرية خلال 2025 لتعزيز كفاءتنا التشغيلية على كافة المستويات
نحرص على بناء شراكات فعالة مع حكومات المنطقة والشركاء المحليين لتلبية احتياجات القطاع الصحي وإضافة منتجات دوائية جديدة
زيادة التصنيع في مصر وتطوير المواهب وتحسين سلاسل التوريد جزء من سياستنا الثابتة لتوفير إمدادات مستقرة من الأدوية
نركز على التوسع والابتكار بالمنطقة لجلب المزيد من حلول الرعاية الصحية المبتكرة إلى مواطني الشرق الأوسط
نستهدف إطلاق 4 منتجات جديدة في مصر خلال 2025، تركز على المجالات الأكثر احتياجا كصحة الجلد وأمراض الحساسية
نفتخر بشراكتنا الاستراتيجية مع وزارة الصحة وهيئتي الدواء والشراء الموحد لتحقيق رؤية مصر الطموحة في توطين صناعة الأدوية
إجراءات الحكومة المصرية كانت حاسمة في مواجهة التحديات التي واجهها قطاع الدواء.. ولكن نحتاج مزيدا من الحوافز لتوفير بيئة أكثر صمودًا واستدامة
مبادرات «باير» الصحية تعكس التزامنا برؤية مصر 2030 ورفع مستوى الوعي بالأمراض المزمنة وتحسين الوصول للعلاجات الأساسية
التزامنا بالسوق المصري متأصل في رؤية طويلة الأمد للنمو والاستدامة ونؤمن بقدرته على النمو رغم التحديات
20 منتج في مجالات علاجية رئيسية تمتلكها «باير» في مصر
460 ألف إمرأة استفدن من مبادرة «حقك تنظمي» برعاية باير
تنتهج شركة «باير» رؤية عالمية فى استراتيجية العمل بمنطقة الشرق الأوسط ومصر؛ بالاعتماد على بناء سياسات تُركز على إحداث نقلة نوعية لقدراتها التصنيعية وتسريع وتيرة الاستثمار فى الأساليب والمنتجات المبتكرة، إلى جانب بناء شراكات فعَّالة مع الحكومات والشركاء المحليين لتلبية الاحتياجات المُلحَّة للقطاع الصحى، وإضافة منتجات دوائية جديدة تتماشى مع متطلبات الأسواق المحلية والتوجُّهات العالمية، ما يُعزِّز من تحقيق الاستدامة الاقتصادية والاجتماعية بالمنطقة على المدى البعيد.
الدكتور محمد جلال، الرئيس التنفيذى لدى شركة «باير إيه جى» فى منطقة الشرق الأوسط وباكستان، أكد فى حديثه مع منصَّة «سوق الدواء» اعتزاز الشركة بحضورها القوى فى منطقة الشرق الأوسط ومصر بشكل خاص، مشيراً إلى التزام الشركة باستثماراتها المتنامية فى السوق المصرية رغم التحديات التى مرَّت بسوق الدواء نتيجة التداعيات العالمية، من خلال زيادة التصنيع المحلى وتطوير المواهب وتحسين سلاسل التوريد لضمان توفير إمدادات مستقرة من الأدوية الحيوية، وتعزيز مكانة «باير» شريكاً موثوقاً به فى مجال الرعاية الصحية. وأكد سعى الشركة الدائم لتعزيز شراكتها الاستراتيجية مع وزارة الصحة وهيئتى الدواء والشراء الموحَّد؛ للمساهمة فى تعزيز كفاءة النظام الصحى المصرى، وتحقيق رؤية مصر الطَّموح فى توطين صناعة الأدوية.
فى ضوء خطة إعادة الهيكلة العالمية التى اعتمدتها «باير»، كيف ترى أسواق الشرق الأوسط وقدرتها على تحقيق النمو والأرباح؟
منطقة الشرق الأوسط كانت ولا تزال مُحركاً قوياً ومؤثراً لنمو قطاع صحة المستهلك عالمياً، وبالأخص لشركة «باير» العالمية، ونحن نرى إمكانات هائلة لتحقيق مزيد من النمو؛ حيث تتميَّز الأسواق هنا بقطاع صحى فى مراحل التطور فى جميع أنحاء المنطقة العربية، وندرك جيداً الفرص الفريدة التى يتيحها التنوع السكانى فى المنطقة وتنوع ثروات المنطقة؛ البشرية منها والمادية، ونعلم جيداً الاحتياجات الصحية المختلفة لهؤلاء السكان،
ومن هذا المنطلق نعمل على تعزيز الشراكات، سواء على المستوى الحكومى أو قطاع الأعمال الخاص، وتسريع وتيرة التحوُّل الرقمى، والاستثمار فى الأساليب والمنتجات المبتكرة التى لا تلبِّى الاحتياجات المُلحَّة للقطاع الصحى فحسب بل تسهم أيضاً فى تحقيق الاستدامة الاقتصادية والبيئية على المدى البعيد.
هل ستشهد المرحلة الحالية تباطؤاً من جانب «باير» فى ضخ المزيد من الاستثمارات بالشرق الأوسط أو ستنتهجون سياسة توسُّعية؟
هذه الفترة سنركز على التوسُّع والابتكار، ولن يقتصر توسُّعنا بالمنطقة على الاستثمار فى المنتجات الجديدة وحسب، ولكن سيشمل أيضاً توطين قدراتنا التصنيعية، مما سيمكننا من الاستجابة بشكل أكثر فاعليةً لاحتياجات السوق.
ونهدف لتقديم حلول تُحسِّن نتائج المرضى، وتُسهم فى تعزيز الصحة العامة، بما يتماشى مع أولويات الرعاية الصحية فى المنطقة، كما نسعى بنشاط وبخُطى ثابتة نحو اغتنام فرص التعاون مع الحكومات والشركاء المحليين وغيرهم من أصحاب المصلحة الرئيسيين؛ لتحقيق مهمتنا المتمثلة فى «الصحة للجميع.. لا للجوع»، ونعمل على جلب المزيد من حلول الرعاية الصحية المبتكرة إلى مواطنى الشرق الأوسط.
ويظل تركيزنا منصباً على تقديم حلول فعَّالة وعالية الجودة لتحسين صحة المرضى، كما تُعدُّ التكلفة المعقولة إحدى الركائز الأساسية فى «باير»؛ حيث اعتمدنا نظامَ تسعيرٍ متميزاً فى جميع أنحاء المنطقة لضمان وصول المنتجات الأساسية للحفاظ على حياة الأفراد والمليئة بالعناصر الغذائية إلى الجميع، كما يُعزِّز ذلك من حصتنا السوقية، ويضمن الارتقاء بالأداء العام لشركة «باير» فى المنطقة خلال المرحلة المقبلة.
واجهت سوق الدواء المصرية العديد من التحديات خلال 2024، ما أدى لحدوث نقص فى الأدوية، كيف تعاملتم مع هذه التحديات؟
أعتقد أننا جميعاً نتفق على أن نقص الأدوية فى أى منطقة له آثارٌ كبيرة وبعيدة المدى؛ ولذلك فمن الضرورى أن نضمن توفير إمدادات مستقرة من الأدوية الحيوية، ولمواجهة هذه التحديات فى العام الماضى وضعنا تعزيز قدراتنا الإنتاجية المحلية فى صميم أولوياتنا، ولم يقتصر دور هذه الاستراتيجية وأثرُها على تقليل اعتمادنا على الواردات وحسب، بل أسهمت أيضاً فى دعم الاقتصاد المحلى وتوفير فرص عمل.
كما عملنا على تنويع استراتيجيات التوريد واستكشاف آليات تمويل بديلة لضمان الحصول على الموارد اللازمة لعملياتنا، ويمكننى القولُ إن هذه الاستراتيجية لمواجهة التحديات أسهمت فى جعلنا أكثر صموداً وعزيمة، وساعدنا على تعزيز التزامنا تجاه مصر؛ فنحن ننظر إلى هذا الوضع باعتباره فرصةً للإبداع والتكيُّف؛ لضمان تلبية الاحتياجات الصحية المتزايدة للمواطنين، كما نثق بأن استجاباتنا الاستراتيجية ستسهم فى بناء أساس متين للنمو المستدام والتوسُّع فى سوق الدواء المصرية.
برأيك.. هل تعتقد أن الإجراءات التى اتخذتها الحكومة كانت كافية لمواجهة هذه التحديات؟
الإجراءات التى اتخذتها الحكومة المصرية كانت حاسمة فى مواجهة التحديات التى واجهها قطاع الدواء، ونُعرب عن تقديرنا لجهودها فى تحقيق الاستقرار فى السوق، وضمان استمرار توافر الأدوية الأساسية خلال فترة تشهد ضغوطاً اقتصاديةً كبيرة.
إلا أنه لا تزال هناك حاجة إلى مزيد من التحسينات والتطوُّر لتوفير بيئة أكثر صموداً واستدامة.. على سبيل المثال، ستلعب التحسينات المستمرة فى آليات تخصيص العملة الأجنبية، واستراتيجيات دعم التصنيع المحلى، دوراً حيوياً من شأنه تعزيز قدرتنا على الاستجابة الفعَّالة لأى تحديات تواجهنا فى المستقبل، إلى جانب ضرورة منح حوافز للإنتاج المحلى، والاستثمار فى البحث والتطوير، ودعم الابتكار فى الرعاية الصحية.
برأيك، كيف تنظر «باير الأم» إلى السوق المصرية وتوسُّع الاستثمار فيها فى ضوء التحديات التى تؤثر بالضرورة على الربحية؟
إن التزامنا بالسوق المصرية يتجاوز الربحية قصيرة الأجل؛ فهو متأصل فى رؤية طويلة الأمد للنمو والاستدامة، ويتميَّز المجتمع المصرى بكثافة سكانية كبيرة ومتنوعة واحتياجات صحية مهمة، مما يُمثِّل فرصة فريدة لنا لإحداث تأثير ملموس.
وعلى الرغم من أن التحديات الراهنة؛ مثل تقلُّبات أسعار العملات وعدم الاستقرار الاقتصادى الكلى، قد تؤثر على الربحية المقومة بالدولار فإننا نؤمن بمرونة السوق المصرية وقدرتها على النمو، حتى فى ظل هذه التحديات.
ومن خلال الاستثمار فى التصنيع المحلى وتطوير المواهب وتحسين سلسلة التوريد، يمكننا التخفيف من المخاطر المرتبطة بالعوامل الخارجية؛ مثل تقلُّبات أسعار العملات، والمساهمة فى تعزيز مرونة نظام الرعاية الصحية المصرى بشكل عام، وفى الوقت نفسه تعزيز مكانة «باير» شريكاً موثوقاً به فى مجال الرعاية الصحية.
سبق أن أعلنتُم عن خُططكم لتوطين المزيد من الأدوية فى مصر.. ما الجديد في هذا الأمر؟
بالطبع، يُعدُّ التزامُنا بتوطين المزيد من الأدوية فى مصر عنصراً أساسياً فى استراتيجيتنا، وفى الوقت الحالى يتم تصنيع 60% من منتجاتنا محلياً، ونسعى جاهدين للوصول إلى 90% تصنيعاً محلياً فى وقت قريب.
ووضعنا خطة استراتيجية لتوطين مجموعة من الأدوية الأساسية، خاصة تلك التى تُستخدم لعلاج الأمراض المزمنة وغيرها من الأمراض الشائعة فى المنطقة، ويستهدف إطلاق مجموعة المنتجات القادمة عدَّة مجالات علاجية رئيسة، بما فى ذلك الأورام وأمراض القلب والأوعية الدموية والمضادات الحيوية، علاوة على ذلك نعمل بشكل وثيق مع السلطات التنظيمية لنضمن أن منتجاتنا التى تم توطينها تلبِّى أعلى معايير الجودة وتتوافق مع اللوائح المحلية.
وما استراتيجية عملكم فى مصر خلال الفترة المقبلة؟
كما ذكرتُ سابقاً، نحن ملتزمون بجعل الرعاية الصحية فى متناول الجميع، ويتم توجيه استثماراتنا لتوسيع طاقة الإنتاج، وتطوير خطوط إنتاج محلية، وطرح أدوية جديدة، وتعزيز شراكتنا الاستراتيجية مع وزارة الصحة وهيئة الشراء الموحَّد، إلى جانب شراكاتنا المتعددة والمميزة مع هيئة الدواء المصرية.
وانطلاقاً من سعينا المتواصل لتعزيز كفاءة النظام الصحى المصرى نخطط لزيادة استثماراتنا بشكل كبير فى عام 2025، وتوسيع شبكة توزيعنا، وتعزيز البنية التحتية لمصانع شركائنا فى التصنيع، مما يسهم فى تحسين كفاءتنا التشغيلية، ويضمن أيضاً توفير الأدوية الأساسية فى السوق بشكل مستدام.
ما توقعاتكم لحجم المبيعات خلال 2025؟
نحن واثقون من استمرار مسار نُموِّنا فى مصر، وتنبع هذه الثقة من نَهْجِنا متعدِّد الجوانب فى تلبية احتياجات الصحة والتغذية فى البلاد.
وانطلاقاً من رؤيتنا المستقبلية فى عام 2025، نهدف إلى البناء على هذا الزخم، مع السَّعى نحو زيادة حجم أعمالنا بشكل أكبر مع استمرار توسيع تواجدنا فى السوق، وسيلعب تركيزنا على الابتكار والجودة دوراً محورياً فى اكتساب حصة سوقية إضافية، ولا سيما فى المجالات العلاجية الرئيسة التى نرى فيها طلباً كبيراً.
كم منتجاً تمتلكها الشركة فى مصر بنهاية 2024؟ وكم منتجاً جديداً يُستهدَف إطلاقها خلال 2025؟
حالياً، تغطى محفظتنا المتنوعة لصحة المستهلك أكثر من 20 منتجاً فى مجالات علاجية رئيسة، بما فى ذلك صحة القلب والأوعية الدموية وصحة المرأة.
ونستهدف إطلاق 4 منتجات جديدة فى 2025، تركز على المجالات الأكثر احتياجاً، وستندرج هذه المنتجات الجديدة بشكل أساسى ضمن مجموعاتنا العلاجية الراسخة، بما فى ذلك صحة الجلد والعناية بالشَّعر، إضافة إلى أمراض الحساسية.. إلخ.
شاركتم فى العديد من المبادرات الصحية فى مصر خلال السنوات الأخيرة، كيف ترى تأثير هذه المبادرات على الصحة العامة فى مصر؟
كانت مبادرات «باير» الصحية فى البلاد على مدار السنوات القليلة الماضية مساهماً رئيساً ودليلاً قاطعاً على التزامنا برؤية مصر 2030، ونؤمن بأن هذه المبادرات ستُحدث تأثيراً إيجابياً كبيراً على صحة المواطنين المصريين من خلال رفع مستوى الوعى بالأمراض المزمنة، وتعزيز الوقاية منها، والكشف المبكر عنها، وتحسين الوصول إلى العلاجات الأساسية.
ولا تحدد المعايير التجارية وحدها خططنا الاستثمارية، بل تحددها أيضاً أهدافنا فى مجال الاستدامة، ومن خلال التعاون مع مقدِّمى الرعاية الصحية المحليين والمنظمات غير الحكومية والكيانات الحكومية، نهدف إلى توفير نهج شامل للصحة.
على سبيل المثال، تدعم «باير الشرق الأوسط»، بالتعاون مع صندوق الأمم المتحدة للسكان UNFPA))، حملة «حقك تنظمى» التى أطلقتها وزارة الصحة والسكان، وفى إطار هذه المبادرة وصلنا بالفعل إلى أكثر من 460 ألف امرأة، مما مكَّنهن من الحصول على معلومات أساسية، والاستشارات الطبية، والفحوصات المتعلقة بتنظيم الأسرة، وذلك بالإضافة إلى جهود الشركة لمكافحة أمراض السرطان والكشف المبكر عنها، ويعكس ذلك التزامنا وإيماننا الراسخ بأن تحسين الصحة العامة ليس واجباً أخلاقياً وحسب، بل ضرورة أساسية لتحقيق التنمية المستدامة للمجتمع بأسْرِه.