الدكتور أحمد ليلة: «المهن الطبية» سطرت قصة نجاح فى توفير المستحضرات الحيوية وعلى رأسها «الأنسولين».. وسوق الدواء ستحقق نمواً كبيراً فى 2025
الدكتور أحمد ليلة رئيس مجلس إدارة شركة المهن الطبية للأدوية
نتبنَّى استراتيجية مرنة لبناء نموذج مؤسسى قادر على تحقيق مستهدفات النمو وتحقيق الأمن الدوائى للمريض المصرى
ضاعفنا إنتاج الأنسولين لتلبية احتياجات السوق المحلية ونضخ مليون عبوة شهرياً
جميع الأدوية المصرية يتم إنتاجها وفق أعلى المعايير العالمية ونصنِّع للعديد من الشركات العالمية فى منشآتنا التصنيعية
نستهدف نمواً فى حجم صادراتنا بنسبة 20% خلال العام الجارى لتلبية جميع احتياجاتنا الدولارية.. ونصدِّر لنحو 40 دولة حول العالم
صفقة «يو بى فارما» إضافة كبيرة لطاقتنا الإنتاجية.. ونستهدف تحقيق مبيعات سنوية بقيمة 400 مليون جنيه من منتجاتها
نخطط لطرح من 4 إلى 5 مستحضرات سنوياً لتلبية احتياجات المريض فى كل القطاعات العلاجية
300 مليون جنيه استثمارات سيتم ضخُّها العام الجارى
25% نمواً مستهدفاً لـ«المهن الطبية» خلال 2025
5.7 مليار جنيه حجم مبيعات «المهن الطبية» خلال 2024
200 مليون عبوة تنتجها «المهن الطبية» سنوياً
يُعدُّ التحوُّط ضد الأزمات والاستعداد المبكِّر لكافة السيناريوهات باستراتيجيات مستدامة مساراً رئيسياً للشركات الباحثة عن صناعة تجارب ناجحة، حتى فى ظل الظروف المعاكسة، وهو ما تبنَّته شركة «المهن الطبية» فى سياستها التشغيلية والمالية خلال الفترة الماضية، ما مكَّنها من لعب دور حيوى ووطنى فى توفير العديد من المستحضرات الحيوية، وفى مقدِّمتها أدوية الأنسولين، خلال العام الماضى الذى واجهت فيه سوق الدواء المصرية العديد من الأزمات بسبب التداعيات العالمية والمحلية، التى أثَّرت سلبياً على صناعة الدواء فى مصر، كغيرها من القطاعات الرئيسية، نتيجة التغيُّرات التى لحقت بحركة الأسواق وتوفير العملة الصَّعبة واستيراد المواد الخام.
الدكتور أحمد ليلة، رئيس مجلس إدارة شركة «المهن الطبية»، تحدَّث لـ «سوق الدواء» عن تبنِّى الشركة استراتيجية مرنة ومتكاملة لبناء نموذج مؤسَّسى قادر على تحقيق مستهدفات النُّمو المطلوبة للشركة، والمساهمة فى تحقيق الأمن الدوائى للمريض المصرى، باعتباره الهدف الأسمى الذى تتمحور حوله استراتيجية العمل فى ظل الخطط الطَّموح للدولة المصرية لتطوير المنظومة الصحية وتوطين صناعة الدواء.
وأشار إلى أن سوق الدواء حقَّقت نُمواً مناسباً خلال 2024، مع الأخذ فى الاعتبار التأثيرات التى تمثلت فى زيادة معدَّلات التضخم، وارتفاع سعر الصرف، وتأثر سلاسل الإمداد، حيث لا تزال السوق المصرية الأفضل بالمنطقة، بطاقة استهلاكية 110 ملايين نسمة، ما يُولِّد طلباً كبيراً على مختلف المنتجات، وفى مقدمتها الأدوية، كما يرتكز القطاع على بنية تحتية ومؤسسية قوية، سواء من جانب الدولة، ممثلة فى هيئة الدواء المصرية، التى سعت جاهدة لتجاوز هذه الأزمة من خلال: دعم المصنِّعين، وتسهيل إجراءات التسجيل، وتحريك أسعار العديد من المستحضرات الدوائية لتتماشى مع زيادة التكاليف، إضافة لتدشين الدولة العديد من المشروعات الحيوية فى الصناعة، إلى جانب المقوِّمات والقدرات الكبيرة التى تمتلكها الشركات المصرية العاملة فى القطاع، سواء المنتمية للقطاع العام أو الخاص.
شهد عام 2024 العديد من الأزمات أبرزها أزمة نقص العملة الصَّعبة وعدم القدرة على استيراد المواد الخام الدوائية.. كيف تعاملتم مع هذا الأمر؟
كنا حريصين قبل حدوث الأزمة على امتلاك مخزون استراتيجى كافٍ من المواد الخام، يزيد على 6 شهور، وهو ما دعَّم الشركة وعزَّز من قدراتها فى مواجهة الأزمة، ولذلك لم يحدث أىُّ نقص فى أىٍّ من مستحضرات المهن الطبية، على مدار العام الماضى وجميعها كانت متوافرة بالصيدليات، بما يؤكد قدرتنا على التخطيط الجيِّد التى تتميَّز به الشركة ويحميها من التعرُّض للأزمات، وهو ما عزَّز قدراتنا على الإنتاج، ولعبِ دورٍ محورى فى التغلُّب على هذه الأزمات، وتوفير أنواع عديدة من المستحضرات والأدوية للمريض المصرى.
وكيف أسهمتم فى مواجهة أزمة النواقص وتوفير البدائل؟
شركة «المهن الطبية» أسهمت بقوَّة فى مواجهة نقص الأدوية، وخاصة الأنسولين؛ حيث ضاعفنا من معدَّلات الإنتاج خلال الشهور الأخيرة لتلبية احتياجات السوق، وبالفعل قمنا بضخِّ مليون عبوة أنسولين شهرياً، خلال الشهور الماضية مقابل 400 ألف عبوة، هى إجمالى الإنتاج الشهرى للشركة فى الظروف الطبيعية.
وأؤكِّد أن الشركة قادرة على تغطية كامل احتياجات السوق المحلية من الأنسولين، وأننا حريصون على أن يكون لدينا مخزون استراتيجى من المادة الخام لمختلف المستحضرات التى ننتجها، ومن بينها الأنسولين، يزيد على 6 شهور.
البعض يشكك فى كفاءة الأنسولين المصرى مقارنة بالمستورد.. كيف تُقيِّم هذا الطرح؟
المتحدثون بهذا التصوُّر غير متخصصين على الإطلاق؛ لأن المادة الخام المستخدمة فى مصانعنا هى نفس المادة الخام المستخدمة لإنتاج الأنسولين المستورد، وتُتخذ نفس خطوات الإنتاج المتَّبعة عالمياً، ونُصدِّر الأنسولين إلى العديد من البلدان، وأؤكد أن جميع الأدوية المصرية يتم إنتاجها وفقاً لأعلى المعايير العالمية وبمنتهى الجودة والكفاءة والفعالية، ونحن نُصنِّع للعديد من الشركات العالمية فى مصانعنا، وهو ما يؤكد كفاءة المصنع وجودة خطوط الإنتاج.
وكيف تُقيِّم أداء سوق الدواء المصرية خلال الفترة الحالية؟
سوق الدواء حقَّقت نمواً مناسباً خلال 2024، مع الأخذ فى الاعتبار التأثيرات التى حدثت نتيجة التغيُّرات العالمية والمحلية على مستوى الاقتصاد والمؤثرات المالية واللوجستية الفاعلة، ولا تزال السوق المصرية هى الأفضل فى المنطقة بطاقة استهلاكية يمثلها 110 ملايين نسمة، ما يمثل طلباً كبيراً على مختلف المنتجات وفى مقدمتها الأدوية.
ورغم التحديات العنيفة التى واجهت السوق، والتى تمثلت فى زيادة معدلات التضخُّم العالمى، وارتفاع سعر الصرف، وتأثر سلاسل الإمداد بما يشهده العالم والمنطقة من صراعات، فإن سوق الدواء تمكَّنت مِن تَجاوُز كل هذه المصاعب، مدعومةً بالبنية التحتية التى تمتلكها الدولة المصرية، بجانب التنسيق الجيِّد بين مختلف الجهات المعنية، وكذلك القطاع الخاص، وفى مقدمتها هيئة الدواء المصرية التى سعت جاهدة لتجاوز هذه الأزمة من خلال دعم المُصنِّعين، وتسهيل إجراءات التسجيل، وتحريك أسعار العديد من المستحضرات الدوائية، لتتماشى مع زيادة التكاليف.
كما أتوقع أن تحقِّق سوق الدواء نمواً كبيراً خلال العام الجارى 2025، مدفوعةً بما تحقَّق من زيادة فى الأسعار وارتفاع معدلات الطلب نتيجة تعداد السكان.
لكن البعض يقول إن انخفاض القدرة الشرائية قد يؤثر على السوق؟
أعتقد أن انخفاض القدرة الشرائية سيؤثر على الأصناف عالية الثمن فقط، لكن أسعار أغلب الأدوية فى مصر ما زالت فى متناول المواطن، وقد يمثل ذلك ميزة تنافسية لشركة «المهن الطبية» التى تتميز بانخفاض أسعارها؛ فمتوسط أسعار مستحضرات المهن الطبية يبلغ نحو 20 جنيهاً، ومصانعنا تنتج سنوياً نحو 200 مليون عبوة، تغطى أغلب القطاعات العلاجية.
وما حجم مبيعاتكم خلال 2024؟
حققنا 5.7 مليار جنيه مبيعات خلال 2024، ونستهدف نُمواً بنسبة 25% خلال 2025، وأؤكد أننا نركز على النمو فى عدد الوحدات المبيعة وليس القيمة فقط.
الأزمة الماضية كشفت أن التصدير جزء رئيسى لا يمكن تجاهلُه.. كيف تنظرون لهذا الملف؟
نؤمن منذ اللحظة الأولى لتولِّى رئاسة الشركة بأن التصدير أمر استراتيجى، ونستهدف الوصول لتلبية جميع الاحتياجات الدولارية من خلال التصدير، ونسير بخُطى ثابتة فى هذا المجال؛ حيث حقَّقنا نمواً فى حجم صادراتنا خلال عام 2024، بنسبة 26% (بالدولار)، ونستهدف نُمواً 20% خلال العام الجارى 2025؛ حيث نُصدِّر لنحو 40 دولة حول العالم، لكن دعنى أؤكد أن تلبية احتياجات السوق المحلية هى الأولوية الرئيسية لنا.
وما استراتيجية العمل لتحقيق هذا النمو فى التصدير؟
نعمل – بالتوازى – على زيادة حصَّتنا فى الأسواق التى نتواجد فيها؛ من خلال فتح مكاتب علمية لتحقيق النمو المطلوب، وفى 2024 أنشأنا مكتباً علمياً فى العراق، وبالفعل حقَّق طفرة كبيرة فى حجم البيع هناك، كما نمتلك مكاتب علمية فى السعودية وكازاخستان، بجانب مكتب رابع بالسودان لكنه مغلق نتيجة الأحداث التى تشهدها السودان، كما نستهدف فتح مكتب علمى فى إحدى الدول الإفريقية، باعتبارها سوقاً مهمة وحيوية نركز على التوسُّع فيها.
وبجانب العمل على التوسُّع فى الأسواق التى نتواجد فيها نعمل أيضاً على فتح أسواق جديدة، من خلال تسجيل مصنعنا وكذلك مستحضراتنا لدى الدول المستهدفة، وفى عام 2024 فتحنا 3 أسواق جديدة هى: «تونس، وكوبا، وإحدى دول البلقان»، كما نستهدف فتح 3 أسواق جديدة فى 2025 ونركز على آسيا وأمريكا اللاتينية.
وهل تستهدفون طرح مستحضرات جديدة خلال 2025؟
لدينا خطة نستهدف فيها طرح من 4 إلى 5 مستحضرات سنوياً؛ لتلبية احتياجات المريض فى كل القطاعات العلاجية.
وهل سيتم ضخ استثمارات جديدة؟ وفى أى اتجاه سيتم ضخُّها؟
بالفعل نستهدف ضخ 300 مليون جنيه لإنشاء خطوط إنتاج جديدة وزيادة الطاقة الإنتاجية؛ لتلبية الطلب المتزايد على مصنعنا؛ حيث نتعاقد مع كبريات الشركات العالمية لتصنيع أدويتها لدينا، ومن بينها: «جلاكسو سميثكلاين، وأسينو فارما، ومندى فارما»، كما تتفاوض 3 شركات عالمية لتصنيع مستحضراتها فى مصانع المهن الطبية للأدوية، ووقَّعنا اتفاقية مع شركتى «نوفو نورديسك» و«إيلى ليلى» لتكونا مُورِّداً للمادة الخام للأنسولين، وأيضاً وقَّعنا معهما اتفاقاً لإنتاج مستحضر آخر يُطرح فى 2025.
وماذا عن مصنع «يو بى فارما» الذى استحوذتم عليه؟
«يو بى فارما» إضافة كبيرة لقدرات «المهن الطبية» والطاقة الإنتاجية لمصانعنا، وقمنا بالفعل بضخ 70 مليون جنيه لتطوير المصنع وخطوط الإنتاج، ونستهدف تحقيق مبيعات سنوية بقيمة 400 مليون جنيه من منتجات «يو بى فارما».
ما فهمتُه أنك ترى أن عام 2025 سيشهد نمواً جيداً.. فماذا عن أهم التحديات التى تنتظر القطاع خلال العام الجارى؟
أعتقد أن أهم التحديات التى ستواجه السوق خلال الفترة المقبلة هو ارتفاع الفائدة على التمويل، وهنا يجب الإشادة بدور الدولة فى إطلاق مبادرة دعم الصناعة من خلال التمويل بفائدة 15%، وكذلك دور القطاع المصرفى فى توفير التمويل اللازم وبدون انتظار.
ما عدد العاملين بشركة «المهن الطبية» للأدوية؟
لدينا 2600 موظف، يمثلون رأسمال الشركة الحقيقى، ونعمل دائماً على رفع مهاراتهم وقدراتهم بأحدث البرامج التدريبية والمهنية، كما حرصنا على تطبيق نظام حماية اجتماعية يهدف لدعمهم فى مواجهة معدَّلات التضخم التى شهدتها السوق خلال العامين الماضيين.
وماذا عن المسئولية المجتمعية؟
نؤمن تماماً بمسئولياتنا تجاه المجتمع، ونحرص على دعم المؤتمرات والندوات الطبية، كما نساهم فى العديد من المبادرات التنموية والاجتماعية والقوافل الطبية، خاصة فى محيط مصانعنا.
