الدكتور أحمد كيلاني: «مصنع إيبيكو 3».. الحُلم تحوَّل إلى حقيقة وقطعنا شوطاً كبيراً فى إنشاءات المصنع وتنفيذه
قطاع الدواء المصرى يعيش أزهى عصوره الآن بفضل الإجراءات التى تتخذها هيئة الدواء المصرية لدعمه
استراتيجيتنا ترتكز على توفير الأدوية الفعَّالة عالية الجودة بأسعار عادلة وسنقود مرحلة تاريخية بالقطاع عبر اقتحام تصنيع البدائل الحيوية والمواد الخام
نبدأ إنتاج الأدوية الحيوية فى مصنع «إيبيكو 3» خلال 2024.. وانتهينا فعلياً من تسجيل 7 مستحضرات لعلاج السرطان وفقر الدم والعُقم
نخطط لتوطين صناعة المواد الخام الدوائية وتوفير %20 من وارداتها سنوياً للسوق المصرية
55مليون دولار صادرات مستهدفة العام الجاري، و2 مليار جنيه تكلفة مشروع «إيبيكو 3»
1.5 مليار جنيه إجمالي استثمارات إيبيكو منذ 2019
سياسة مغايرة، بنَّاءة وطَمُوحٌة، تلك التى تنتهجها «إيبيكو»، الشركة الأكبر فى مجموعة «أكديما»، الذراع القوية للدولة المصرية فى قطاع الدواء؛ فبين قدرات تصنيعية هائلة لتوفير أدوية آمنة وفعَّالة بأسعار عادلة، تُغطِّى جميع المجموعات الدوائية لتلببة احتياجات المريض المصرى، والتربُّع على قمة صادرات الدواء لتوفير عملة صعبة وفتح أسواق جديدة ورفع اسم «صُنِعَ فى مصر» بمختلف بلدان العالم، تتفرَّد «إيبيكو» بتنفيذ مشروعين هما الأوَّلان من نوعهما فى مصر ومنطقة الشرق الأوسط.
الأول «إيبيكو 3» لإنتاج الأدوية والبدائل الحيوية «Biosimilars & Biologicals»، والثانى تصنيع المواد الخام الدوائية API ، والمشروعان يُمثِّلان بدء مرحلة فارقة فى تاريخ صناعة الدواء المصرية، وفقاً لتصريحات الدكتور أحمد كيلانى، رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب للشركة المصرية الدولية للصناعات الدوائية (إيبيكو)، في حوار خاص لـ«سوق الدواء»، والذى أكد قدرة المشروعين على تأمين جزء من احتياجات مصر الدوائية، للإسهام فى تقليل الفاتورة الاستيرادية وزيادة حجم الصادرات.
تمتلكون استراتيجية تستهدفون من خلالها التوسُّع داخل السوق المصرية وخارجياً خلال السنوات المقبلة، ما أبرز ملامحها؟
نتبنَّى استراتيجية طَموحة، نستهدف من خلالها تحقيق قيمة مضافة للمريض والسوق المصرية عبر توفير الأدوية الفعَّالة والآمنة بأسعار عادلة، إضافة إلى التوسُّع خارجياً من خلال زيادة صادراتنا أفقياً ورأسياً، إلى جانب تطوير مفهوم التصدير التقليدى بالإسهام فى إنشاء عدة مصانع ببلدان فى مناطق تُمثِّل أسواق جذب كبيرة للمستحضرات الدوائية المصرية.
و على المستوى المحلى، نعمل خلال الفترة الحالية على محورين رئيسين فى إطار جهود الدولة المصرية وتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسى بتوطين الصناعات الدوائية، من خلال العمل على توطين المستحضرات والبدائل الحيوية، وصناعة المواد الخام الدوائية، لتأمين جزء من احتياجات مصر من تلك الخامات، مما يُسْهِم فى تقليل الفاتورة الاستيرادية، إضافة إلى زيادة حجم الصادرات، ومن ثَمَّ توفير العملة الصعبة للبلاد.
ويُسْهِم فى تحقيق تلك الخطط الدعمُ الكبيرُ الذى نَلْقَاه من هيئة الدواء المصرية، التى اصبح لها – وفى فترة وجيزة اسهامات كبيرة فى تطوير صناعة الدواء بشكل كامل ، التى تعيش أزهى عصورها على المستويات كافةً منذ تأسيس الهيئة قبل ثلاثة أعوام. بالاضافة الى الدعم والمساندة من العديد من الأجهزة الرسمية بالدولة.
ماذا عن مصنع «إيبيكو 3» الذى يُعدُّ نقلة نوعية فى صناعة الدواء المصرية؟
بكل مصداقية، أصبح الحلم حقيقة وواقع ملموس والحمد لله « إيبيكو 3» هو أول مصنع فى مصر والشرق الأوسط لإنتاج الأدوية والبدائل الحيوية (Biosimilars & Biologicals) بشكل كامل، حيث يتم تصنيع وإنتاج المستحضرات والبدائل الحيوية بدءاً من الخلايا المُعدَّلة وراثياً واستخدام تقنيات زراعة الأنسجة (Upstream) لحث الخلايا على إنتاج البروتينات المطلوبة، ثم تنقية البروتينات المنتجة (Downstream) للحصول على المادة الفعالة (Drug Substance)، وما يلى ذلك من خطوات التحضير والتصنيع (Formulation & Filling) للمادة الفعالة (Drug Substance)، وصولاً إلى المستحضر الصيدلى النهائى (Drug Product).
ويُعدُّ إنشاء هذا المصنع خطوة مهمة نحو توطين صناعة الدواء فى مصر، وتماشياً مع خطة الدولة فى تشجيع الصناعة المحلية وتدعيمها، وخاصة الصناعات الاستراتيجية، مثل الصناعات الدوائية، لتأمين توافر دائم لهذه الادوية للمواطنين بتصنيع محلى وعالمى الجودة فى نفس الوقت ؛ لتقليل الحاجة إلى العملة الصعبة لاستيراد هذه المنتجات.
ما التكلفة الاستثمارية لهذا المشروع المهم؟ وما المدة المحدَّدة لتدشينه؟
تبلغ استثمارات مصنع «إيبيكو 3» أكثر من 2 مليار جنيه؛ حيث يقع على مساحة 10,5 ألف متر مربع بمدينة العاشر من رمضان، ومن المقرر الانتهاء من الأعمال الإنشائية خلال النصف الأول من العام الجارى، على أن يتم بَعدها تركيب الأقسام والمناطق الحيوية الجارى بناؤها حاليا فى الخارج، وسيتم نقلها إلى أرض المصنع والبدء في تركيبها خلال الرُّبع الثالث من العام الجارى؛ حيث أُسْنِدَ تنفيذ المناطق الإنتاجية لشركة Pharmadule السويدية المتخصصة فى هذا المجال.
وهل انتهيتم من تسجيل بعض المستحضرات تمهيداً لتصنيعها مع تدشين المصنع؟
انتهينا بالفعل من تسجيل 7 مستحضرات بتركيزات مختلفة تُغطِّى المجموعات العلاجية المتعلِّقة بالسرطان وفقر الدم والعُقم، كما سنُنتج ونُصنِّع عدداً من البدائل الحيوية للأجسام المضادة الأحادية، إضافة إلى العديد من منتجات البروتين الصغيرة؛ حيث سيتم تصنيع هذه المنتجات بشكل كامل كما أوضحت مسبقا .
وماذا عن التطوير المستمر فى مصنعى الشركة «إيبيكو1» و«إيبيكو2»؟
منذ اليوم الأول لتولينا مسئولية قيادة شركة ايبيكو، أولينا هذا الملفَّ اهتماماً كبيراً؛ ففى العام الماضى فقط، انتيهنا من تطوير وتحديث مناطق الهرومون والمراهم والكريمات والقطرات فى مصنع «إيبيكو 2»، إضافة إلى تطوير ورفع كفاءة منطقة إنتاج السوفت جيلانين كبسول، كما حصلنا على ترخيص قسم إنتاج الأيروسول AEROSOL، إضافة إلى ترخيص قسم إنتاج مستحضرات العيون أحادى الجرعة BFS ، فضلا عن تحديث وتطوير شامل فى البنية التحتية والشبكة المعلوماتية وجميع مرافق الشركة و المبانى و الخدمات، كذلك بدأنا العام الماضى فى تنفيذ مشروع (0.4 EIPICO Pharma) للتحول الرقمى والتحكم الآلى الشامل للعملية الإنتاجية، كأول شركة دواء تطبق هذا النظام فى مصر والشرق الأوسط، وبالتوازى وفى نفس الوقت أيضا بدأنا تنفيذ مشروع LIMS لإدارة معلومات معامل رقابة الجودة، أيضا كأول شركة دواء تطبق هذا النظام بشكل كامل فى مصر، والمشروعان، متكاملان و يهدفان للحد من خطأ العنصر البشرى أو إلغاء احتمالية حدوثه تماما، وضمان أعلى مستويات الجودة، وتقليل التكلفة لأدنى مستويات ممكنة، كل هذا فى أقل وقت متاح، و يتم تنفيذ المشروعين بالتعاون مع أكبر الشركة العالمية المتخصصة فى المجال.
وبلغت إجمالى الاستثمارات منذ 2019 نحو 1,5 مليار، منها نحو 700 مليون جنيه عام 2022 ( و هذه الاستثمارات شاملة ما تم ضخه فى «ايبيكو3، خلال الفترة ).
دَعْنا ننتقل الى مشروع قومى آخر تعتزمون البدء فيه وهو توطين تصنيع الخامات الدوائية وكيف سينعكس أثره الإيجابى على قطاع الدواء المصرى؟
يهدف المشروع إلى أن يكون مركزاً إقليمياً يُغطِّى احتياجات السوق المحلية من المواد الدوائية الفعالة فى المرحلة الأولى، والتصدير فى المستقبل؛ حيث سيكون هذا المصنع الأول فى إفريقيا ومنطقة الشرق الأوسط.
وسيكون لهذا المشروع مكانة القيادة فى مرحلة تاريخية بالقطاع، عبر توطين صناعة الخامات والمواد الفعَّالة الدوائية، وليس فقط المنتجات الصيدلانية فى أشكالها النهائية، وهو ما يُسْهِم فى تقليل الاستيراد وتقليل الاعتماد على الشركات الأجنبية بما يؤثر بالإيجاب على ميزان المدفوعات، إضافة إلى تأمين وتوفير احتياجات مصر الاستراتيجية من المواد الخام الدوائية الفعَّالة، إلى جانب تخفيف الأعباء المالية على الرعاية الصحية، عن طريق تعزيز المُكوِّن المحلى وتقليل العنصر الأجنبى، ومن ثمَّ زيادة الدخل من العملات الأجنبية من خلال زيادة فرص التصدير ووضع مصر على الخارطة التصديرية للمواد الخام الفعَّالة.
وسوف يساعد هذا المشروع أيضاً فى مواجهة التحديات الاقتصادية العالمية، وخاصة الأزمات التى تواجه سلاسل التوريد والإمداد للخامات، مما يؤدى إلى عدم انتظام تدفقها أو توقف إمدادها من الخارج أحيانا.
تُولُونَ ملف التصدير اهتماماً كبيراً؛ نظراً للقيمة المضافة التى يُحقِّقها للاقتصاد المصرى وللشركة على حدٍّ سواء.. ما خططكم فى هذا الملف؟
هذا الملف مهم وحيوى للغاية؛ ولا أبالغ إذا قلت أنه طوق النجاة لنا ولقطاع الدواء وللاقتصاد المصرى كله، لذا نوليه عنايةً كبرى؛ حيث نُعدُّ اللاعب الرئيسَ فى تصدير الدواء المصرى، ونحتل المركز الأول فى تصدير الدواء المصرى بحصة سوقية تصل إلى 25%، بحجم صادرات تجاوز 52 مليون دولار بنسبة نمو 31%. وفق مؤشراتنا الأولية، ونُخطط خلال العام الجارى لزيادة الدول التى نُصدِّر إليها كما نستهدف التوسُّع خلال الفترة المقبلة فى ثلاث مناطق بالعالم؛ من خلال الإسهام فى إنشاء مصانع بها تتمثل فى دول غرب إفريقيا، ودول شرق إفريقيا، ودول الاتحاد الأوروآسيوى.
ما حجم مبيعات شركة «إيبيكو» خلال 2022؟ وما المستهدف لها خلال العام الجارى؟
نتوقع وللمرة الأولى فى تاريخ الشركة أن يقترب إجمالي مبيعات الشركة من الأربعة مليارات جنيه بنهاية 2022، منها 3 مليارات جنيه مبيعات محلية، واحتلت شركة «إيبيكو» المركز الأول على جميع شركات الدواء؛ من حيث عدد العبوات المبيعة بالسوق المحلية للصيدليات، والمركز الخامس فى المبيعات من حيث القيمة، كما اقتنصت المركز الأول فى مبيعات مستحضرات العيون من حيث عدد الوحدات بحصة سوقية 27%.
ونستهدف تحقيق مُعدَّلات نمو جيدة خلال العام الجارى لنصل بحجم المبيعات إلى 4.8 مليار جنيه، منها 55 مليون دولار صادرات؛ حيث يصل عدد العبوات المنتجة بالشركة إلى 320 مليون عبوة تمثل نحو 8% من احتياج السوق المصرية، بعدد مستحضرات يزيد على 400 مستحضر، وطرحنا 12 مستحضراً جديداً العام الماضى.