الدكتورة أماني مصطفى تكتب.. «الصفر» المنشود
المعتاد أننا جميعا نخشي الحصول علي الرقم «صفر» في التقديرات ولكن يوجد صفرًا وحيدًا نأمل جميعا في تحقيقه والحصول عليه منذ سنوات طويلة،.. «صفر» الأخطاء في الخدمات الطبية.
لقد عمل الخبراء والمتخصصين لفترات طويلة للحصول علي «صفر» أخطاء أثناء تأدية الخدمات للمرضي وتم وضع معايير وتحسين لهذه المعايير وتدريب المهنيين عليها، ولم نصل أبدا لهذا «الصفر» الصعب المنال.
ولكن الآن وبعد استخدم «الخوارزميات» فانه يوجد العديد من التطبيقات الحديثة في مجال الذكاء الاصطناعي التي تستخدم في القطاع الصحي والتي لها تأثير كبير على جودة الخدمات الصحية، بداية من عملية التشخيص حيث يتم الآن استخدام الذكاء الاصطناعي لتحسين عمليات التشخيص وتوجيه الأطباء في تحليل الأعراض وتحديد التشخيصات الصحيحة بشكل أفضل وأكثر دقة.
إن إضافه هذه الأنظمة الاستشارية الذكية تساعد الأطباء وأطقم التمريض في اتخاذ القرارات السريعة والدقيقة بناءًا على المعلومات المتاحة، الى جانب القدرة على تحليل البيانات الضخمة في القطاع الصحي مما يساعد على اكتشاف الأنماط والتوجهات وتحديد العوامل المؤثرة في جودة الخدمات الصحية، لذلك أصبح جليًا الآن أهمية البيانات التي يتم جمعها وتخزينها منذ سنوات لتكون المادة الخام لهذه الأنظمه المتقدمة.
التطور لم يتوقف عند هذا الحد لكن يمكن الآن إجراء الجراحات بواسطة الروبوتات، حيث تمكن الذكاء الإصطناعي من تطوير نظم جراحية تنفذ عمليات تلقائية باستخدام الروبوتات، وهو مايحد من الأخطاء البشرية ويزيد من إجراء الجراحات بدقه أكبر وفي فترة زمنية أقل، ومن هنا تنحصر وتقل المخاطر المرتبطة بالعمليات.
ومع التقدم المستمر في مجال التكنولوجيا والذكاء الإصطناعي، هناك العديد من التطورات المتوقعة في شكل الخدمات الصحية، حيث من المتوقع أن يتم تطوير تطبيقات وأنظمة تعتمد على الذكاء الإصطناعي لتوفير رعاية شخصية ومخصصة أكثر للمرضى، على أن يتم فيها استخدام البيانات الشخصية وتحليل البيانات الضخمة لتقديم سياق تفصيلي ومتكامل لتلبية احتياجات الرعاية الفردية.
وهذا التوجه في حد ذاته مدخل هام للتشخيص المبكر حيث سيكون بإمكاننا تحسين الدقة والفاعلية في تحديد الأمراض والتدخل المبكر وزيادة فرص العلاج الناجح وفي هذا الوقت سيكون إستخدم مصطلحات الصحة المتكاملة والطب الوقائي والتوعية الصحية جدير بالحديث لإنه سيكون بإمكاننا توفير التوجيه والتوعية الصحية المناسبة للأفراد والمجتمعات.
الدكتورة أماني مصطفى
رئيس المؤسسة المصرية لحماية حقوق المرضى