سوق الدواء
كل ما تريد معرفته عن سوق الدواء

الدكتورة ألفت غراب رئيس شركة «أكديما»: سخَّرنا قدراتنا لمواجهة أزمة نواقص الأدوية التزاماً بواجبنا الوطنى فى توفير دواء آمِن وفعَّال وبأنسب سعر للمريض المصرى

حاورها : عبدالحليم الجندي – أحمد أبوشرابية 

الدكتورة ألفت غراب رئيس مجلس إدارة شركة «أكديما»

نستهدف ضخ استثمارات جديدة بقيمة مليار جنيه العام الحالى.. وتدشين المرحلة الأولى من مصنع المواد الخام الدوائية بتكلفة 5 مليارات جنيه قبل نهاية 2027

نخطط لتوطين 10 أصناف دوائية مهمة خلال 2025 تضاف لـ 100 مستحضر نجحنا فى توطينها الفترة الماضية

لدينا واجباً والتزاماً وطنياً مكنّا من ضخ 1.4 مليار جنيه استثمارات جديدة العام الماضى رغم التحديات

ارتفاع حجم مبيعاتنا الى 21.6 مليار جنيه فى عام 2024 ونستهدف زيادتها بنسبة 10% خلال العام الحالى

نجحنا في تحقيق صادرات بقيمة 90 مليون دولار خلال العام الماضى ونخطط لمضاعفتها في 2025

14500 عدد العاملين بشركة «أكديما».. نعمل دائماً على توفير جميع سُبل الدعم لهم باعتبارهم رأس المال الحقيقي للشركة

كان لمجموعة «أكديما» وشركاتها التابعة دورٌ محورىٌّ فى سوق الدواء المصرية خلال عامٍ هو الأصعبُ على هذه السُّوق الحيوية التى تُمثِّل أمناً قومياً؛ حيث سخَّرت جميع قدراتها الفنية والمالية لمواجهة أزمات السوق؛ انطلاقاً من التزامها وواجبها الوطنى نحو توفير دواء آمِن وفعَّال فى أسرع وقت وبأنسب سعر للمريض المصرى.

الاستراتيجية المَرِنة التى تتبنَّاها مجموعة «أكديما» وشركاتُها التابعة مكَّنتها من وضع حلول استباقية وغير تقليدية لأزمة تدبير العملات الأجنبية، التى نتج عنها نقصٌ فى الأدوية، وكانت أكثر الشركات من حيث الإنتاج والأقلَّ من حيث نقص الأدوية.

ورغم تلك التحديات فإنها لم تتوقف عن ضخ استثمارات تجاوزت الـ1.4 مليار جنيه فى العديد من المشروعات الحيوية القادرة على تحقيق القيمة المضافة للسوق المصرية؛ من مشروعات لأدوية الأورام، والمستحضرات، والبدائل الحيوية، وأدوية الهرمونات، والأنسولين.. وغيرها من المشروعات التى كشفت عنها الدكتورة ألفت غراب، رئيس مجلس إدارة الشركة العربية للصناعات الدوائية والمستلزمات الطبية (أكديما)، فى الحوار التالى.

الدكتورة ألفت غراب رئيس مجلس إدارة شركة «أكديما»

شهدت سوق الدواء المصرية العديدَ من التحديات خلال العام الماضى 2024، كان أبرزها نقص العملة الصَّعبة، مما نتج عنه نقصٌ فى الأدوية؛ نتيجة عدم القدرة على استيراد المادة الخام من أجل التصنيع.. كيف أدرتم تلك الأزمة فى مجموعة «أكديما»؟

كان لدينا قراءة جيدة للمشهد، واستشعرنا الأزمة مبكراً، وهو ما دفعنا نحو وضع خطة واضحة المعالم، وتطبيقها فى جميع الشركات التابعة لمجموعة «أكديما»، وكان على رأس تلك الخطة شراء خامات دوائية بكميات كبيرة تكفى الإنتاج لمدد تتراوح بين 6 و12 شهراً؛ اعتماداً على أهمية المستحضر، ومدى سهولة وصعوبة استيراده، خاصة أن هناك العديد من المواد الخام الدوائية التى تُنتَج بشكل موسمى.

وتمثَّل ثانى عناصر الخطة فى الإسراع نحو تدبير العملات الأجنبية، من خلال التوسُّع فى التصدير، إضافة إلى استغلال الثقة الكبيرة التى تتمتع بها «أكديما» وشركاتها مع المستوردين ووكلائهم الخارجيين فى الحصول على مقدِّمات للصادرات التى اتفقنا عليها ولم يتم توريدها.

كما أن الدولة لم تُقصِّر فى هذا الأمر، ولجأت إلى تكوين لجنة لتحديد أولويات تدبير الدولار، ودعَّمتنا بشكل جيد نتيجة الثقة الكبيرة التى نتمتع بها، ودعَّمتنا هيئة الدواء المصرية من خلال منحنا تسهيلات فى عملية التصدير، شريطة أن تُغطَّى احتياجات السوق المحلية كاملة من الأدوية التى سيتم تصديرها أولاً.

وهل آتت تلك الخطة ثمارَها ونجحت فى تخفيف وتيرة نقص الأدوية فى سوق الدواء المصرية؟

نواقص الأدوية فى شركات «أكديما» كانت طفيفة للغاية بسبب الخطة التى طبَّقتها، وكان علينا ضغطٌ كبير فى تصنيع كميات ضخمة من الأدوية، وصلت فى بعض المراحل لمضاعفة الإنتاج لتلبية احتياجات السوق، من خلال تشغيل مصانع المجموعة ورديات إضافية بكامل طاقتها، وهو ضغطٌ على قدراتنا وربحيتنا والمواد الخام لدينا، لكننا لدينا التزامٌ أخلاقىٌّ وواجبٌ وطنى تُجاه بلادنا والمريض المصرى؛ حيث إن مكسبنا الحقيقى هو توفير الدواء للمريض المصرى.

ونستطيع أن نؤكد نجاحنا فى إدارة تلك الأزمة؛ مالياً وفنياً، باحترافية شديدة، ويعود الفضلُ فى ذلك إلى فريق العمل المتكامل من الرؤساء التنفيذيين وقيادات شركات «أكديما» الذين يُثبتون يوماً بعد آخر أنهم على قَدْر المسئولية، وقادرون على قراءة الأزمات وإدارتها باحترافية شديدة، وكان الدور الأهم للعاملين فى شركات «أكديما» الذين كانوا على قلب رجل واحد، وعلى قَدْر المسئولية المُلقاة على عاتقهم فى توفير دواء آمِن وفعَّال فى أسرع وقت وبأنسب سعر للمريض المصرى.

الدكتورة ألفت غراب رئيس مجلس إدارة شركة «أكديما»

وهل نتج عن تلك الأزمة تغييرٌ فى بعض مرتكزات استراتيجية مجموعة شركات «أكديما»؟

نؤمن بأن الفُرص دائماً تُولَد من رَحِم الأزمات، وتدفعنا إلى وضع آليات للتنبؤ مبكراً بالأزمات، والاستعداد لها، وهو ما دفعنا إلى تبنِّى خطة لتطوير شركات «أكديما» مالياً واقتصادياً، من خلال تقوية رؤوس أموالها، إضافة إلى تطوير طاقتنا البشرية وتأهيلها وبناء أجيال جديدة من كوادر الصَّف الثانى والثالث، إلى جانب الاستعانة بالتخصُّصات الجديدة فى قطاع الصيدلة للاستفادة منهم فى عملية التطوير والابتكار.

كما لجأنا إلى تقوية مراكز البحث والتطوير، وبدأنا فى ابتكار أشكال صيدلانية جديدة لم تكن موجودةً فى شركات «أكديما» وغيرها، وغير موجودة فى سوق الدواء المصرية.

هل تأثرت خُططكم التوسُّعية خلال العام الماضى 2024 بسبب الأزمات التى تعرَّضت لها سوق الدواء؟

الاستمرارية والاستدامة شعارُ شركات «أكديما»، كما أن لدينا واجباً والتزاماً وطنياً، ورغم الأزمات فى 2024 فإننا نجحنا فى ضخ 1.4 مليار جنيه استثمارات جديدة فى السوق المصرية، وهو ما يتوافق مع الخطة الموضوعة مسبقاً، ومن المقرر أن نَضخَّ مليار جنيه استثمارات جديدة فى العام الحالى 2025، تُوجَّه حصيلتُها للانتهاء من مشروعات تحت التنفيذ، إلى جانب البدء فى مشروعات جديدة.

ما أبرز المشروعات التى تعمل المجموعة على الانتهاء من تنفيذها أو تدشينها خلال 2025؟

لدينا محفظة قويَّة من المشروعات القادرة على إحداث الفارق فى سوق الدواء وتلبية احتياجاتها؛ حيث من المقرر تدشين مصنع «إيبيكو 3» لإنتاج المستحضرات والبدائل الحيوية فى الرُّبع الأول من العام الجارى، الذى أُنشئ وفقاً لأعلى المعايير العالمية، حيث ارتفع حجم استثماراته إلى 7 مليارات جنيه، وسجَّلنا 15 مستحضراً حتى الآن تمهيداً لإنتاجها، ونمتلك الآن طلبات من شركتين عالميتين لتصنيع أدويتها فى «إيبيكو3».

كما نستهدف افتتاح المرحلة الثانية من مصنع «سيديكو» لأدوية الأورام قبل نهاية العام الجارى 2025، بتكلفة استثمارية 400 مليون جنيه، وذلك بعد نجاحنا فى تدشين المرحلة الأولى والبدء فى إنتاج 8 مستحضرات بنهاية 2024، ونستهدف الوصول بها إلى 21 مستحضراً مع تشغيل المرحلة الثانية.

الدكتورة ألفت غراب رئيس مجلس إدارة شركة «أكديما»

وماذا عن شركة المواد الخام التى تعتزمون إنشاءها؟

مصنع المواد الخام الدوائية هو أحدث مشروعات الشركة، حيث بدأنا فى التجهيزات الخاصة بالمشروع؛ من تصميمات وتجهيزات للموقع، وذلك بعد تأسيس الشركة بحصة 60% لشركة «أكديما» و30% لشركة «إيبيكو» و10% للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس التى تُساهم بحصة عينية بأرض المشروع، وقمنا فعلياً بضخ نحو 100 مليون جنيه فى المشروع خلال 2024، وسنبدأ مرحلة الإنشاءات فى العام الحالى 2025، ومن المتوقع تدشين المرحلة الأولى من المشروع بتكلفة استثمارية 7.5 مليار جنيه قبل نهاية عام 2027.

أعلنتم عن خطة لتطوير فُرنين لتصنيع الزجاج الذى يستخدم فى تعبئة الأدوية.. ماذا تم فى هذا الأمر؟

نمتلك 3 أفران لتصنيع الزجاج المستخدم فى تعبئة الأدوية فى منطقة جبل عتاقة بمحافظة السويس، وأعدنا خلال الفترة الماضية هيكلة وتطوير ورفع كفاءة أحد الأفران الثلاثة، وسنطوِّر خلال 2025 الفرن الثانى بتكلفة استثمارية تصل إلى 20 مليون دولار، على أن نقوم بعدها بتطوير الفرن الأخير؛ لأنه استثمار صعبٌ جداً، ويحتاج إلى مبالغ مالية ضخمة، وبديلُه المنتج المستورد، وهو ما يدفعنا إلى تطوير المشروع لتلبية احتياجات شركات «أكديما» ومن ثمَّ تلبية احتياجات سوق الدواء المصرية.

توطين صناعة الدواء المصرية أحد أبرز الملفات التى تلقى اهتماماً كبيراً من القيادة السياسية للحد من الفاتورة الاستيرادية.. ماذا قدمت «أكديما» فى هذا الملف؟

نستهدف خلال العام الحالى توطين نحو 10 أصناف دوائية مهمة بديلة للمنتج المستورد، تضاف إلى نحو 100 مستحضر نجحنا فى توطينها خلال الفترة الماضية، بأسعار تتراوح بين 40 و50% من سعرها المتداول فى السوق المصرية، ولا تقتصر خططنا فقط على توطين الأدوية، بل نعمل على تصديرها إلى العديد من البلدان، مما يعنى أننا نقوم بقيمة مضافة مرتين؛ الأولى فى توفير بديل المستورد والثانية فى تصديرها للخارج.

الدكتورة ألفت غراب رئيس مجلس إدارة شركة «أكديما»

ما حجم مبيعات المجموعة وحصتها السوقية؟

تمتلك المجموعة نحو 16 شركة للأدوية والمواد الخام غير الفعَّالة، تُمثِّل رقماً قوياً فى معادلة الدواء المصرية؛ حيث تبلغ حصتنا السوقية من إجمالى منظومة الدواء المصرية – وفقاً لمجالات عمل شركاتنا – نحو 20%، من حيث الوحدات المنتجة بسوق الدواء من الأدوية، والزجاج والكبسولات الجيلاتينية والألبان وغيرها.

وارتفع حجم مبيعاتنا من الأدوية محلياً نحو 21.6 مليار جنيه فى عام 2024، ونستهدف زيادة مبيعاتنا بنسبة 10% خلال العام الحالى 2025.

ماذا عن حجم صادرات مجموعة «أكديما» وشركاتها؟

نستحوذ على ما يقرب من 40% من صادرات الدواء المصرى، وتصل أدويتنا لأكثر من 80 دولة حول العالم، ومن المتوقع وصول حجم صادراتنا خلال عام 2024 إلى ما يقرب من 90 مليون دولار، ونستهدف مضاعفة هذه الأرقام خلال العام الجارى 2025، مدعومين باستراتيجية توسُّعية على المستويين الأفقى والرأسى، إضافة إلى البداية التصديرية القوية لشركتى «سيديكو» و«أكديما إنترناشيونال»، وهو ما يسهم فى تحقيق مستهدفاتنا، ودعنى أؤكد أن الأولوية لتوفير الأدوية أولاً للسوق المحلية.

كم عدد العاملين فى المجموعة؟ وما أوجه الدعم المقدَّمة لهم؟

يصل عدد العاملين فى المجموعة إلى 14500 عامل، ونعمل دائماً على تأهيلهم ورفع كفاءتهم وتوفير جميع سُبل الدعم لهم باعتبارهم رأس المال الحقيقي للشركة.

الدكتورة ألفت غراب رئيس شركة «أكديما»: سخَّرنا قدراتنا لمواجهة أزمة نواقص الأدوية التزاماً بواجبنا الوطنى فى توفير دواء آمِن وفعَّال وبأنسب سعر للمريض المصرى الدكتورة ألفت غراب رئيس شركة «أكديما»: سخَّرنا قدراتنا لمواجهة أزمة نواقص الأدوية التزاماً بواجبنا الوطنى فى توفير دواء آمِن وفعَّال وبأنسب سعر للمريض المصرى الدكتورة ألفت غراب رئيس شركة «أكديما»: سخَّرنا قدراتنا لمواجهة أزمة نواقص الأدوية التزاماً بواجبنا الوطنى فى توفير دواء آمِن وفعَّال وبأنسب سعر للمريض المصرى الدكتورة ألفت غراب رئيس شركة «أكديما»: سخَّرنا قدراتنا لمواجهة أزمة نواقص الأدوية التزاماً بواجبنا الوطنى فى توفير دواء آمِن وفعَّال وبأنسب سعر للمريض المصرى

 

 

اترك تعليق