يحضر مجموعة من المخترعين والباحثين السوريين مستحضرا من ماء الورد الشامي مع خلاصة قشور وصمغ الفستق الحلبي لتحضيره كمعجون أسنان غسول فموي ومطهر ومعالج لجروح الفم وتراجع اللثة وللرائحة غير المستحبة بعد أن تم عرض فكرته خلال فعاليات معرض الباسل للإبداع والاختراع.
وبحسب وكالة الأنباء السورية، أوضح المهندس الزراعي عمر الجباعي عضو المكتب التنفيذي باتحاد طلبة سورية أحد أعضاء فريق البحث، أن مجموعة من الخبرات العلمية المختصة في الجامعات السورية قامت بتقديم الفكرة خلال معرض الباسل للإبداع والاختراع وتتلخص بإنتاج مستحضر من ماء الورد الشامي لتحضير معجون أسنان وغسول فموي مطهر من خلال استخدام مادة الفينولات المستخلصة من الوردة الشامية، مشيرا إلى أن المستحضر سيقدم على شكل صيدلاني عبوات لمضمضة فموية وجل فموي معجون أسنان للعناية بصحة الفم واللسان والأسنان.
ولاقت الفكرة دعما واهتماما كبيرا من الأمانة السورية للتنمية وفق الجباعي، ما أسهم بتحويلها إلى مشروع قيد التنفيذ سيمثل خطوة مهمة للاستثمار الفعال للوردة الشامية ويجعله داعما اقتصاديا مهما للمزارعين والمصنعين والمهتمين عبر الاستفادة من منتجاتها تصنيعيا وتشجيع المزارعين على زيادة الإنتاج وتحفيز الآخرين على دخول مجال المنافسة وطرح منتجات جديدة، فضلا عن دعم الاقتصاد الوطني عبر عوائد عمليات التصدير.
وقال الدكتور إبراهيم تركماني الأستاذ في كلية طب الأسنان بجامعة البعث وعضو الفريق، إن تركيبة مستحضر معجون الأسنان أو الغسول الفموي المنتج من ماء الورد الشامي مع خلاصة قشور الفستق الحلبي يتميز بغناه بالمركبات العطرية والفينولية والتي تمتلك تأثيرا مضادا للجراثيم والفطور التي تصيب جوف الفم وكذلك لها تأثير معطر للتخلص من الروائح غير المستحبة للفم وله تأثير مطهر ومسكن لآلام الأسنان ومضاد لالتهابات الفم والبلعوم، إضافة إلى رائحتها العطرية كما تحتوي على مواد تساعد على الحماية من تسوس الأسنان وأمراض اللثة ورائحة الفم الكريهة، وفقا لدراسة أجريت عام 2016 حول صحة الفم.
وحسب تركماني، فإن تركيبة المستحضر تتميز أيضا بكونها آمنة ويمكن بلعها وبالتالي لا تشكل خطورة كما بقية المضامض الفموية والتي لا يسمح ببلعها لأنها تحتوي على مواد كيميائية وبالتالي تبرز هنا ضرورة استخدام مركبات آمنة لا تخلف أضراراً نتيجة بلعها من الأطفال الذين يشكلون الشريحة الأكثر عرضة لإصابة بالتقرحات الفموية المؤلمة والقلاع.
وعن مراحل العمل، أوضح تركماني أنه تم تسجيل براءة اختراع في مديرية حماية الملكية في وزارة التجارة الداخلية كما تم الاتفاق مع شريك تصنيعي «معمل أدوية» وتم إنتاج عينات تجريبية من المنتج على أن يبدأ الإنتاج التجاري محلياً بداية العام القادم 2023 ومن المتوقع تصديره إلى دول عديدة لاحقا، لافتا إلى أن المستحضر هو الأول من نوعه المحضر من منتجات الوردة الشامية وله مزايا تنافسية باعتباره منتجا طبيعيا غير تقليدي وتكاليفه ليست مرتفعة.
من جهته، لفت الدكتور شادي خطيب رئيس الجمعية العلمية السورية للأعشاب الطبية والطب التكميلي عضو فريق البحث، إلى أن دور الجمعية يتركز بشكل أساسي بالتعريف بالموارد الأولية المحلية العشبية والطبيعية التي يمكن استخدامها لزيادة القيمة المضافة للمنتج السوري وتطويره، مشيرا إلى أن الجمعية تقوم بإجراء دورات علمية لتصنيع منتجات الوردة الشامية سواء الجلدية أو التجميلية أو الغذائية وكذلك تدريب المزارعين لزراعة الوردة الشامية وفقا للشروط المعيارية للحصول على أعلى نسب من الزيت الطيار وطرق القطاف الصحيحة والحفظ والطرق الأمثل للتقطير وحفظ المقطرات.
يذكر أن العمل نتاج جهد مشترك من باحثين في كليتي الصيدلة وطب الأسنان بجامعة البعث وكلية الزراعة بجامعة حلب والاتحاد الوطني لطلبة سورية والجامعة السورية الخاصة ونقابة صيادلة سورية.