«أميرة محجوب»… قيادة شابة تسير على خُطى قادة الصناعات الدوائية
في رحلة مهنية حافلة بالاجتهاد والطموح، برز اسم الدكتورة أميرة محجوب كواحدة من النماذج الشابة الصاعدة والملهمة في مجال الصناعات الدوائية في مصر. فقد استطاعت الجمع بين التميز الأكاديمي، والخبرة العملية، والمشاركة الفاعلة في تطوير القطاع الدوائي الوطني.
تخرّجت أميرة محمد محجوب في كلية الصيدلة عام 2008، وتمكنت خلال فترة دراستها وما بعدها من ترك بصمة واضحة من خلال مشاركاتها العلمية وتدريباتها المتعددة في عدد من المؤسسات الرائدة.
بدأت أميرة مسيرتها المهنية كمعيدة بقسم الصيدلة الحيوية في كلية الصيدلة، ثم خاضت تدريبات عملية في عدة جهات رائدة في مجال الأدوية، حيث اكتسبت خبرات متقدمة في أقسام الجودة والتصنيع. وخلال هذه التدريبات، أظهرت تميزًا في فهم العمليات الصناعية، لا سيما في مجال ضمان الجودة (Quality Assurance). كما حصلت على عدد من الدبلومات المهنية، والعديد من الدورات التدريبية المتخصصة من جهات دولية ووطنية، مما عزز من كفاءتها وتميّزها في مجالي التفتيش الصيدلي وممارسات التصنيع الجيد.
ومن أبرز هذه المؤهلات: دبلومات في التخطيط الاستراتيجي، والاقتصاد الدوائي، وتأهيل المديرين التنفيذيين من الأكاديمية الوطنية للتدريب، وإدارة الضغوط الإيجابية من الجامعة الأمريكية، إضافة إلى دبلومات في ممارسة التصنيع الجيد، والأساليب الحديثة لكشف الجريمة، ومكافحة المخدرات، وإدارة الأزمات، إلى جانب حصولها على ماجستير إدارة الأعمال وماجستير إدارة الجودة الشاملة من الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري.
وقد أهلها هذا المشوار العلمي والمهني لتولي مناصب مهمة في العمل الحكومي، حيث تدرّجت في المناصب حتى تم اختيارها معاونًا لرئيس هيئة الدواء المصرية لشؤون متابعة التفتيش الصيدلي، وتشغل حاليًا منصب رئيس الإدارة المركزية للعمليات في الهيئة ذاتها.
مثّلت الدكتورة أميرة محجوب مصر في عدد من المحافل الدولية، من بينها برنامج التعاون في التفتيش الصيدلي (PIC/S)، والذي يضم أكثر من 61 سلطة رقابية حول العالم، كما تمثل مصر في لجنة تحديد وتطبيق اشتراطات التصنيع الجيد في إفريقيا (AMRH).
كما شاركت بفعالية في العديد من ملفات الأزمات، منها ملف المستحضرات المحتوية على السودوافدرين، حيث مثلت مصر في اجتماعات الهيئة الدولية للرقابة على المخدرات في العاصمة النمساوية فيينا، وملف أزمة نواقص الأدوية، حيث شكّلت وترأست فريق إدارة الأزمة، وهو ما كان له أثر واضح في توفير الأدوية خلال الفترة الماضية. وقد تم اختيارها أيضًا كخبير دوائي من قِبل منظمة الصحة العالمية.
وإلى جانب عملها الفني، لم تغفل أميرة الجانب التطوعي والمجتمعي؛ فشاركت في عدة مبادرات صحية وتنموية، وساهمت في نشر الوعي بدور الصيدلي في المجتمع، كما شاركت في فعاليات وأنشطة توعوية عدة من خلال دورها البارز كعضو في المجلس القومي للمرأة، فضلًا عن عضويتها في لجنة العمل الجماهيري بحزب “مستقبل وطن”.
وتجلّت أبرز مساهماتها في دعم مبادرات العمل التطوعي في القطاع الصحي، والمشاركة في مبادرات تمكين المرأة في هذا القطاع، والمساهمة في حملات وطنية لدعم الصناعة المحلية وتعزيز الثقة في المنتج الدوائي المصري.
وفي إنجاز جديد يعكس تميز الكوادر المصرية في القطاع الدوائي، كرّم دولة رئيس مجلس الوزراء المصري، الدكتور مصطفى مدبولي، الدكتورة أميرة محجوب، رئيس الإدارة المركزية للعمليات بهيئة الدواء المصرية، تقديرًا لإسهاماتها البارزة في مجال التفتيش الصيدلي وعمليات التصنيع الدوائي، ودورها المحوري في حصول مصر على المستوى الثالث من النضج التنظيمي للأدوية واللقاحات، بحسب تصنيف منظمة الصحة العالمية.
حيث ترأست ملف تطوير وتأهيل مصانع الأدوية لتتوافق مع متطلبات المنظمة، ووضعت نظامًا مؤسسيًا لعمليات التفتيش، حاز على إشادة المنظمة بالإجراءات المُتبعة في ملف التفتيش الصيدلي.
وتسعى أميرة محجوب إلى الاستمرار في تطوير ذاتها مهنيًا وعلميًا، وتطمح إلى الوصول إلى مواقع قيادية أعلى في مجال الصناعة الدوائية، مؤكدة أهمية دمج المعرفة الأكاديمية بالتطبيق العملي الفعّال بما يخدم قطاع الدواء في مصر والمنطقة.
وتؤكد أميرة محجوب أن رحلتها لا تزال في بدايتها، وأن الطموح لا سقف له…