أسامة عنتر: «مالتى كير» تساهم فى البناء الوطنى لقطاع الدواء بمسئولية كبيرة.. ونستهدف الوصول إلى مليار جنيه مبيعات 2024
الدكتور أسامة عنتر رئيس مجلس إدارة شركة «مالتى كير» للصناعات الدوائية:
الشركة لا تتهاون فى الحفاظ على جودة منتجاتها وتوافرها فى السوق المحلية رغم ارتفاع تكلفة الإنتاج
تشغيل 3 خطوط إنتاج جديدة بتكلفة 250 مليون جنيه منتصف العام الجارى وجزء منها سيقدم أدوية الـ«ODF»
62 مستحضراً تقدمها الشركة.. وطرح 5 مستحضرات جديدة خلال 2024
500 مليوم جنيه حجم مبيعات «مالتى كير» خلال العام الماضى 2023
الالتزام تجاه المجتمع فى توفير الدواء الآمن ليس رفاهية، بل واجب وطنى يجب تأديته على الأرض، لاعتبارات تتعلَّق بالأهمية الحيوية لقطاع الدواء المصرى بأبعاده الاجتماعية والاقتصادية المتشعِّبة، وأيضاً بتجربته الثرية التى امتدت لعقود وتحمل معها كل المقوِّمات اللازمة للتغلُّب على التحديات الحالية التى فرضتها التداعيات العالمية، وتُعزِّز أيضاً من النظرة الإيجابية للقطاع وقدرته على التطور والنمو خلال السنوات المقبلة بسياسات حكومية ناجزة لبعض القضايا الرئيسية المتعلقة بالقطاع، وتنمية الاستثمارات باستراتيجية شاملة يتصدَّرها القطاع الخاص.
بهذا الالتزام تحدَّث الدكتور أسامة عنتر، رئيس مجلس إدارة شركة «مالتى كير» للصناعات الدوائية، عن تقييمه لواقع القطاع واستراتيجية الشركة فى السوق المصرية، مشيراً إلى أن الشركة لا تتهاون فى الحفاظ على جودة منتجاتها وتوافرها فى السوق رغم ارتفاع تكلفة إنتاج بعض هذه المستحضرات عن أسعارها البيعية، وذلك لمسئولياتها الثابتة تجاه صحة المواطنين وتقديم قيمة مضافة لهم تُحسِّن من جودة الحياة.
ما المرتكزات الرئيسة التى تعتمد عليها شركة «مالتى كير» فى تنفيذ استراتيجيتها فى سوق الدواء المصرية؟
فى البداية، تُعدُّ سوق الدواء المصرية أحد أهم وأبرز الأسواق فى المنطقة من حيث القيمة، والحجم، والتنوُّع الكبير فى الإنتاج؛ حيث تضم حوالى 179 مصنع أدوية، وما يزيد على 1200 شركة تول، إلى جانب امتلاكها جميع مقوِّمات النمو وجذب الاستثمارات بتجربتها الناجحة التى تمتد لعقود رغم التحديات التى فرضتها التوترات العالمية وتأثيراتها على السوق المحلية.
وترتكز سياساتنا فى شركة «مالتى كير» وفقاً لهذه المعطيات الثابتة؛ حيث نركز بشكل رئيس على أن يكون لنا دور فاعل فى تقديم قيمة مضافة للمريض والسوق، من خلال طرح مستحضرات مهمة وبأشكال صيدلانية مختلفة، لتلبية احتياجات المريض، وضمان توافر الدواء فى السوق، فمثلاً لدينا أدوية تمثل «أول جينيرك» فى السوق المصرية، وأدوية أخرى «البراند الأصلى» لها غير موجود فى مصر، وهو ما يزيد من أهمية هذه الأدوية لعلاج المرضى، ويُعزِّز أيضاً من قدرات الشركة على النمو وتحقيق أهدافها الرئيسة التى تتمثل فى تقديم قيمة مضافة للمريض المصرى وتحسين جودة الحياة للمجتمع.
تشكل أزمة نقص العملة الصعبة التحدِّى الأكبر الذى يواجه شركات الدواء خلال الفترة الأخيرة.. كيف تتعاملون مع هذا الملف؟
بالـتأكيد يُمثِّل هذا الملف تحدياً كبيراً، لكننا نؤمن بأنها أزمة مؤقتة وسوف تنتهى فى ظل تنفيذ الحكومة العديد من السياسات والإجراءات لتعزيز موارد العملة الصعبة، وتوفير الاحتياجات التمويلية التى نطلبها فى سوق الدواء باعتبارها أحد المقومات الأساسية للنمو الاقتصادى والرخاء المجتمعى.
ونحتاج فى هذه المرحلة لتكاتف الشركات الوطنية لدعم المريض والسوق باعتباره واجباً وطنياً، وهو ما نؤكده دائماً خلال تعاملاتنا مع هيئة الشراء الموحَّد التى تمثل نحو 35% من مبيعات الشركة، ولا نهدف منها للربح أبداً؛ فـ«مالتى كير» لديها مستحضرات تزيد تكلفتها على سعر بيعها، وملتزمون بإنتاجها وتوافرها؛ لأننا الوحيدون فى السوق.
ونحن نستثمر بمسئولية كبيرة تجاه الدولة والاقتصاد القومى، وبالتزام مستدام لتوفير جميع أدويتنا ولو كانت تكلفة بعضها أعلى من سعر طرحها للمستهلك، فـ«مصر أهم من أى شىء»، والاقتصاد المصرى يتعرض لتحديات عنيفة، ويجب أن يقف المستثمرون الجادون لدعم الدولة فى مثل هذه الأوقات، خاصة فيما يتعلق بالقطاعات الحيوية كالدواء.
وحول إجراءاتنا للتعامل مع هذه الملف، فنحن نعمل على توفير العملة بأكثر من طريقة، منها الاعتمادات البنكية، وأيضاً العمل على زيادة التصدير لتعزيز مواردنا من العملة الصعبة، ونرجو أن نتجاوز هذا الأمر سريعاً.
وماذا عن دور هيئة الدواء؟
الحقيقة هيئة الدواء تقوم بدور رائع فى دعم الشركات والصناعة بشكل عام، لضمان توافر الدواء للمريض، كما تحرص الإدارات المختلفة بالهيئة على تسريع إجراءات التسجيل، وكذلك إعادة تسعير بعض الأصناف، لكن الحقيقة أن ارتفاع التكلفة قد يكون أكبر من زيادة السعر نظراً لطبيعة الدواء وضرورة مراعاة القدرة الشرائية للمواطن.
وما موقف المواد الخام لديكم؟
لدينا مواد خام تكفى 3 أشهر، ونعمل دائماً على تأمين احتياجاتنا الرئيسية لمدة تصل لـ6 أشهر لتحقيق استدامة الإنتاج وتوافر الدواء فى السوق المصرية.
ماذا عن خُططكم التوسُّعية فى المصنع؟
نعمل على توسعة المصنع من خلال إنشاء 3 خطوط جديدة بتكلفة استثمارية 250 مليون جنيه، ونستهدف بدء الإنتاج بها منتصف العام الجارى 2024، خاصة أن هذه الخطوط ستنتج أدوية قائمة يتم إنتاجها حالياً لدى الغير، وجزء من هذه الخطوط ستعمل على إنتاج أدوية بتقنية الأفلام سريعة الذوبان بالفم (ODF).
وما حجم مبيعاتكم خلال العام الماضى ومستهدفات 2024؟
حققنا 500 مليون جنيه مبيعات فى 2023، ونستهدف الوصول إلى مليار جنيه مبيعات خلال 2024، بمُعدَّل نمو يبلغ 100%، من خلال طرح 5 أدوية جديدة فى قطاعات علاجية مختلفة، منها الصحة النفسية، بجانب العمل على زيادة مبيعات مستحضراتنا القائمة التى يبلغ عددها نحو 62 مستحضراً.
لكنكم تستهدفون مُعدَّل نمو كبيراً.. فما رِهاناتكم خلال 2024؟
نحن نراهن دائماً على فريق العمل الرائع لدى «مالتى كير»، الذى نسعى دائماً لرفع مهاراته، بجانب رهاننا على مستحضراتنا سواء القائمة أو التى سيتم طرحها خلال العام، وجميعها تمثل قيمة مضافة للسوق.
وماذا عن ملف التصدير؟
نؤمن بأن التصدير هو الحل الأمثل للأزمة الأصعب التى تواجه الصناعة، لتوفير احتياجاتنا الدولارية وضمان توافر المواد الخام ومستلزمات الإنتاج، والحقيقة نحن فى «مالتى كير» غير راضين عن حجم صادراتنا، الذى بلغ 2.5 مليون دولار فى 2023، ولذلك أسَّسنا فى الفترة الأخيرة إدارة خاصة بالتصدير، لتحقيق طفرات فى هذا الاتجاه، والعمل على نفاذ أدويتنا لأسواق تصديرية جديدة، والوصول بصادراتنا إلى 10 ملايين دولار خلال 3 سنوات.
وفى هذا الاتجاه نحن فى انتظار زيارة وفد من هيئة الدواء السعودية خلال إبريل 2024، لاعتماد المصنع، والسير فى إجراءات تسجيل مستحضرات الشركة تمهيداً لتصديرها إلى السوق السعودية، كما نسعى لاعتماد المصنع فى الإمارات لزيادة حصتنا السوقية هناك.
فيما يتعلق بتوفير المواد الخام الدوائية هناك توجُّه نحو توطين صناعتها.. كيف تُقيِّم ذلك؟
توطين صناعة المواد الخام أمر مهم للغاية لتعميق صناعة الدواء، وضمان استدامة الإنتاج، وتوافر الدواء للمريض المصرى، خاصة بعدما رأينا من صعوبة فى سلاسل الإمداد خلال فترة كورونا، وكذلك صعوبة توفير العملة الصعبة خلال الفترة الأخيرة، كما يجب الاهتمام بصناعة أدوية الأورام بدلاً من التوسُّع فى أدوية «الجينيرك»، لتغطية احتياجات السوق فى هذه المنطقة؛ فمصر لديها القدرات البشرية الأفضل فى العالم، وهذه ليست شعارات فأنا تعاملت مع جنسيات مختلفة وكان دائماً المصريون فى الصدارة، كما أن الدواء المصرى من أفضل الأدوية فى العالم، ونحن فى «مالتى كير» صدَّرنا أدويتنا للهند التى تُصدِّر الدواء للعالم كله.
إيمانكم بالدور الوطنى للشركة يدفعنى للسؤال عن المسئولية المجتمعية لديها؟
كما ذكرت، نحن نؤمن بدورنا الوطنى تجاه الدولة والمريض، وأيضاً مسئولياتنا المجتمعية تجاه البيئة والمجتمع المحيط، ولذلك فنحن نقدم الدعم اللازم شهرياً، ونركز على قطاع الصحة من خلال التعليم الطبى المستمر، ودعم القوافل العلاجية باستمرار.