«أثبت فعاليته في تجارب متقدمة».. أستاذ بجامعة الخرطوم يتوصل لعقار جديد لعلاج «الميسيتوما »
أعلن الدكتور أحمد حسن فحل، مدير مركز بحوث الورم الفطري وأستاذ الجراحة بجامعة الخرطوم، عن التوصل لأول دواء فعّال لعلاج مرض “الميسيتوما”، أحد الأمراض المدارية المهملة، والذي قد يؤدي لبتر الأطراف.
جاء ذلك خلال مؤتمر عقده المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، اليوم الأربعاء، لتسليط الضوء على مرض الورم الفطرى، وهو أحد أمراض المناطق المدارية المُهمَلة، ويسبب إعاقة شديدة وفقدان سُبُل العيش، بل ويؤدي إلى البتر في الحالات المتقدمة.
وقال د. فحل إن العقار الجديد يخضع حاليًا لتجارب سريرية وقد أثبت فعالية كبيرة في علاج المرضى، وتم نشر نتائج الدراسة في مجلة “لانسيت” الطبية العالمية. وأكد أن المرضى كانوا يلجأون في السابق إلى أطراف صناعية غير مؤهلة، ما دفع المركز إلى تطوير أطراف صناعية مناسبة للتعامل مع آثار المرض.
وأضاف أن الميسيتوما مرض مزمن يبدأ تحت الجلد وقد يمتد إلى الأنسجة والعظام، ويشكل عبئًا صحيًا واقتصاديًا على المرضى والمجتمعات، خاصة في المناطق الريفية. وأوضح أن المركز يقوم بتأهيل المصابين عبر التدريب على الحرف اليدوية بعد أن فقد الكثير منهم وظائفهم نتيجة الإصابة.
وأكد فحل أن مركز بحوث الميسيتوما في السودان يُعد المؤسسة الرائدة عالميًا في تشخيص وعلاج هذا المرض، لكنه تضرر بشدة جراء الصراع الجاري في البلاد، ما يهدد بتوقف جهود بحثية وطبية امتدت لعقود. وشدد على أن إعادة بناء هذا المركز ضرورة عاجلة.
من جانبها، قالت الدكتورة بورنا نياوك-أنوك، رئيسة مبادرة مرض الورم الفطري وأدوية الأمراض المهملة بمنظمة الصحة العالمية، إن السودان يشهد أول تجربة عالمية لعقار يهدف لتقليل معدلات بتر الأطراف لدى مرضى الميسيتوما، باستخدام أدوية كانت مخصصة لعلاج السل. وأضافت أن نتائج هذه التجارب ستُنشر في ديسمبر المقبل، ونعمل على تسجيل هذه العلاجات لتوفيرها في السودان.
وأوضحت أن الجراحة لا تزال خيارًا في بعض الحالات، لكنها تحمل مضاعفات نفسية وجسدية كبيرة، مشيرة إلى أن العلاج قد يستمر بين 6 إلى 12 شهرًا، مع معدلات استجابة تتراوح بين 60% و70%.
واختتمت بالتأكيد على أن هناك نقصًا حادًا في الأدوية الفعّالة لعلاج الميسيتوما، ومع ذلك، فإن هذه التجربة تمثل خطوة عالمية مهمة نحو تقليل المعاناة وتحسين فرص الشفاء
