منظمة الصحة: لقاحات كورونا لا تفطر الصائم.. وهي الدرع الأول والأقوى في مواجهة الفيروس
وجه أحمد المنظري المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية بمنطقة الشرق الأوسط، عددا من النصائح للمسلمين في المنطقة والعالم، لأداء شعائر شهر رمضان المبارك بأمان هذا العام في ظل استمرار جائحة كورونا.
وأضاف المنظري في بيان، أن اللقاحات هي الدرع الأول والأقوى في مواجهة الفيروس والحماية من خطورة الأعراض الوخيمة للمرض والوفاة، خاصةً عندما تقترن اللقاحات بتدابير وقائية أخرى مثل نظافة الأيدي، واستخدام الكمامات، والتباعد البدني،
وأوضح المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية، أن نسبة الحاصلين على جرعة واحدة أو أكثر من اللقاحات في إقليمنا تقترب من 40%. لافتا إلى أن المسلمون يستطعون الحصول على لقاحات كورونا خلال فترة الصيام حيث أن الحقن في العضل جائزٌ في الشريعة الإسلامية، ولا يُفطر الصائم لأنه لا يمده بأي غذاء ولا يصل إلى المعدة.
وأشار المنظري، أن معدل الوفيات في إقليم منظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، تجاوز 340 ألف شخص منذ بداية الجائحة، بينما أُصيب أكثر من 21.5 مليون شخص بالعدوى.
نص البيان
وجاء نص بيان المدير الإقليمي بشأن أداء شعائر شهر رمضان المبارك بأمان في عام 2022 كالتالي:
أهلي وأصدقائي وزملائي الأعزاء في إقليم منظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط وفي العالم أجمع،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
في نهاية هذا الأسبوع، سيستقبل أكثر من مليار ونصف مسلم حول العالم شهر رمضان المبارك. ومن بركات هذا الشهر الكريم أن المسلمين يُعوِّلون عليه كل عام لإحياء وتجديد شعائرهم الروحية والدينية، التي قد تَخْفِتُ في خضم صخب الحياة اليومية وضجيجها. وفي أثناء إحيائهم لتلك الشعائر، يُعاد كل عام تعريف المسلمين وتذكيرهم بالتعاليم الأساسية التي ربما غفلوا عنها أو نسوها طوال الأحد عشر شهرًا الأخرى.
وخلال المراحل الأولى من جائحة كوفيد-19، وجدنا أنفسنا نحتفي بشهر رمضان بطريقةٍ مختلفة ووسط أجواء جديدة علينا. ونتيجةً لذلك، توصلنا إلى طرقٍ لممارسة شعائرنا الدينية وتقاليدنا الاجتماعية المُعتادة من خلال اتباع عادات جديدة لنتمسك بديننا، وفي الوقت ذاته نحمي أنفسنا وأحباءنا.
وأما هذا العام، فلا يزال كوفيد-19 جزءًا من حياتنا اليومية، ويكاد يؤثر على كل قرار نتخذه وعلى كل إجراء نقوم به. وقد وجدنا جميعًا سبلًا للتكيف، ولكن هذا لا يعني تجاهل مدى خطورة الوضع الذي لا يزال قائمًا. فلا يزال الناس يصابون بالعدوى ويموتون – مع احتياج بعض المُصابين إلى الاحتجاز بالمستشفى، لا سيما كبار السن وأولئك الذين يعانون من حالات طبية سابقة.
وفيات كورونا في المنطقة
وفي إقليم منظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، فُجِعْنَا بوفاة أكثر من 340 ألف شخص منذ بداية الجائحة، بينما أُصيب أكثر من 21.5 مليون شخص بالعدوى. ونتوجه بتعازينا ودعواتنا إلى الذين فقدوا أقرباءهم وأحباءهم، ونسأل الله عز وجل أن يتغمَّد جميع المتوفين برحمته وأن يسكنهم فسيح جناته.
ويتمثل أحد تعاليم شهر رمضان في التوعية بواجبنا الإسلامي لحماية أنفسنا والآخرين من كل سوء. ويكمن المفهوم العام لرمضان في أن الصيام خلال الشهر الكريم يمنع المسلمين من الطعام والشراب من طلوع الشمس حتى غروبها. غير أن الصيام أكثر من ذلك بكثير، إذ يجب على المسلمين أيضًا أن يمتنعوا عن أصغر تصرَّف – أو حتى انفعال – يمكن أن يُسبب أدنى ضرر لإنسان آخر. ومن هذا المنطلق، ينبغي أن نكون على استعداد لاتخاذ كل تدبير اجتماعي من شأنه أن يحمينا ويحمي الآخرين من الإصابة بالعدوى أو الوفاة.
ورغم أننا شهدنا انخفاضًا عامًّا في الإصابات والوفيات على الصعيدين الإقليمي والعالمي، فإننا ما زلنا نعيش في ظل الجائحة إلى حد بعيد، ولا بد أن نظل متيقظين لتجنب المزيد من الحزن والمعاناة. وباستطاعة كل فرد منا أن يحرص على ألا تؤدي قراراتنا وأفعالنا في نهاية المطاف إلى نتيجة كارثية لأي شخص قد ننقل إليه العدوى دون أن ندري، مما يتسبب في زيادة انتشار الجائحة. ولا يمكن وقف سلسلة انتقال العدوى إلا إذا اتخذنا جميعًا قرارًا واعيًا وجماعيًا لوقف انتشار هذا المرض تمامًا.
معدل التطعيم
ولكننا نحتفل أيضًا ببداية شهر رمضان هذا العام في ظل بصيص من الأمل، حيث تقترب نسبة الحاصلين على جرعة واحدة أو أكثر من اللقاحات في إقليمنا من 40%. فاللقاحات هي أكثر الدروع الواقية فعاليةً ضد الأعراض الوخيمة للمرض والوفاة، خاصةً عندما تقترن اللقاحات بتدابير وقائية أخرى مثل نظافة الأيدي، واستخدام الكمامات، والتباعد البدني.
وفي الوقت الذي تواصل فيه البلدان إلغاء أو تقليص التدابير الخاصة بالصحة العامة والتدابير الاجتماعية، تظل اللقاحات من أفضل الطرق لضمان الحفاظ على الحماية لكم ولغيركم. وقد لا تؤدي اللقاحات دائمًا إلى الوقاية من العدوى، ولكنها ستقلل بدرجة كبيرة من خطر الإصابة بالأعراض الوخيمة للمرض أو الوفاة.
وبينما نحن على أعتاب شهر رمضان المبارك، لا يزال بإمكان مَنْ يُحيُون هذه المناسبة الدينية الجليلة الحصول على اللقاح عندما يُدعَون إلى ذلك، حتى وإن كانوا صائمين. فالحقن في العضل جائزٌ في الشريعة الإسلامية، ولا يُفطر الصائم لأنه لا يمده بأي غذاء ولا يصل إلى المعدة.
ورغم كل الصعوبات التي واجهناها على مدار العامين الماضيين، فإننا نستطيع المحافظة على روح شهر رمضان المبارك وأجوائه. فلنحرص على أن تهتدي تلك الأجواء برغبتنا في حماية الأرواح والحفاظ على إنسانيتنا. ولنتذكر قول الله عز وجل في القرآن الكريم: «وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا». وسواء كنا مسلمين أو غير مسلمين، فإن مسؤوليتنا الاجتماعية وواجبنا كبشر أن نبذل كل ما في وسعنا للعمل سويًا ولوقف انتشار الفيروس الذي قتل ستة ملايين من الضعفاء. وتتجلى أيضًا روح التضامن هذه في رؤيتنا الإقليمية المتمثلة في تحقيق “الصحة للجميع وبالجميع”.
أتمنى لكم جميعًا رمضانًا مباركًا مليئًا بالأمل، والسلام، والصحة الجيدة، والبركات.