عمرو مرسى: 2023 عام اقتناص الفرص.. وتحريك أسعار الدواء واستقرار أسعار الصرف محورا نمو القطاع وتطوُّره
الدكتور عمرو مرسى العضو المنتدب لشركة «راميدا»:
التحالف بين شركات الأدوية المصرية أصبح ضرورة لخلق كيانات أقوى أمام التحديات التى نواجهها
نسعى لتحقيق الاكتفاء الذاتى من العملة الصعبة لاستيراد احتياجاتنا من المواد الخام
نُصدِّر إلى 8 دول ونستهدف التوسُّع والوصول إلى 15 دولة خلال خطة متوسطة المدى
نتبنَّى سياسات متسقة وواضحة المعالم تتكيَّف مع التحديات الحالية التى فرضتها الأزمة العالمية
لدينا استراتيجية لدخول قائمة الشركات العشر الأكثر مبيعاً فى مصر قريباً .. ونستهدف طرح من 8 إلى 10 مستحضرات جديدة سنوياً
إدراجنا فى البورصة المصرية عزَّز من تصنيف الشركة ومقوِّمات الثقة المطلوبة لتحقيق التفوق التنافسى
توفير فرص عمل هدف دائم للشركة.. ونسعى لتطوير مهارات موظفينا من خلال «راميدا أكاديمى» للتدريب والتطوير
نهتم بشكل كبير بملف الحفاظ على البيئة وندعم كل الحملات الصحية والقوافل الطبية بالأدوية اللازمة
10% حجم صادراتنا من قيمة مبيعات الشركة
1750 موظفاً عدد العاملين بالشركة
مجموعة من النجاحات حققتها شركة «راميدا» للأدوية خلال الفترة الماضية، بسبب تبنِّيها سياسات تكاملية تعتمد على ريادتها فى المبيعات والأرباح، إلى جانب خلق القيمة الحقيقية فى المجتمع عبر تحسين حياة عملائها من المستهلكين، وأيضاً تعزيز مقومات الدولة فى صناعة الدواء من خلال التوسُّع الاستثمارى فى التصنيع؛ حيث تمتلك 3 مصانع أدوية كبرى أنشئت وفقاً لأعلى المعايير البيئية والعالمية بطاقات إنتاجية ضخمة، بجانب مستحضرات دوائية مهمة تجعلها إحدى كبريات شركات الأدوية فى مصر.
الدكتور عمرو مرسى، العضو المنتدب لشركة «راميدا»، أكد هذه الفلسفة التى تتبنَّاها الشركة، فى حوار لـ«سوق الدواء»، موضحاً أن الشركة ساعية فى تعزيز أن تكون الأفضل فى جميع المجالات ذات الأهمية الاستراتيجية خلال العام الجارى، عبر تبنِّى سياسات متسقة وواضحة المعالم، تتكيَّف مع التحديات الحالية واقتناص الفرص الممكنة الداخلية والخارجية لتعزيز العلامة التجارية ومحفظة الشركة الدوائية، وترسيخ مكانة «راميدا» بوصفها شركة وطنية تدعم النمو الصناعى فى قطاع الأدوية بما يتماشى مع الأهداف الاستراتيجية للقيادة السياسية الرَّامية للارتقاء بصناعة الدواء وتحقيق الاكتفاء الذاتى.
* ما تقييمك للاقتصاد المصرى، خاصة فى ظل الظروف الراهنة وما يتعرَّض له العالم من أزمات؟
– لا شكَّ أن الظروف التى يشهدها العالم صعبة للغاية، والجميع تأثر بها ويعانى جرَّاء تداعيات حرب روسيا وأوكرانيا، التى زادت من معدلات التضخُّم العالمى الذى تأثرت به دول العالم، ومنها مصر.
ونأمل أن تشهد الفترة المقبلة انفراجة، وأن تتخذ الحكومة قرارات سريعة لعلاج آثار الأزمة فى مصر حتى لا يتدهور الموقف، وبمجرد اتخاذ قرارات سريعة لتوفير العملة الصعبة، التى تؤثر قطعاً على كل الصناعات، ومنها صناعة الدواء – سوف تتحسن الأمور.
* وما المطلوب من هيئة الدواء للحفاظ على الصناعات الدوائية فى مصر؟
– نتوقع أن تتفاعل هيئة الدواء المصرية مع أزمة الدولار بشكل أكبر وأكثر مرونة، كما حدث فى عام 2016، وقتما تم تحريك سعر الصرف؛ حيث تم التفاعل سريعاً من وزارة الصحة وقتها؛ فتوقيت اتخاذ القرار محور مهم جداً لتحقيق النجاحات المستهدفة، لضمان استقرار سوق الدواء المصرية
* وهل تواصلتم مع الهيئة لمعرفة موقفها من هذا الملف خاصة فيما يتعلق بالتسعير؟
– غرفة صناعة الأدوية تلعب دوراً مهماً للغاية فى هذا الأمر، وتتواصل مع كل الجهات المسئولة لحماية الصناعة وضمان استمراريتها، وأعتقد أنه سيتم التجاوب من قبل هيئة الدواء، ونتوقع تحريك الأسعار فى الربع الأول من 2023.
* وما تقييمك لسوق الدواء المصرية فى ظل هذه التحديات ونظرة المستثمر الأجنبى للسوق؟
– بمنتهى الوضوح، السوق المصرية بها فرص واعدة للغاية، كما أنها الأكبر استهلاكاً والأعلى نمواً فى الشرق الأوسط وأفريقيا، ومشكلتنا الوحيدة تكمن فى عدم ثبات سعر الصرف، وبمجرد استقرار الدولار أعتقد أننا سنرى دخول استثمارات أجنبية كبيرة، خاصة فى ظل النظرة الإيجابية التى يرى الجميع بها مصر، سواء من خلال الاستثمار المباشر أو عن طريق سوق المال.
* وما حجم المخزون الاستراتيجى لدى «راميدا» من المواد الخام؟
– نحرص دائماً على أن يكون لدينا مخزون من المواد الخام يكفى لمدة لا تقل عن 3 أشهر، خاصة أن «راميدا» مدرجة فى البورصة، وهذا يجعل لها طبيعة استثمارية خاصة؛ فدورة رأس المال يشاهدها الجميع من خلال شاشات سوق المال وبيانات الإفصاح المستمرة.
* وكيف تتعاملون فى «راميدا» مع أزمة الدولار؟
– نعمل فى «راميدا» على تحقيق الاكتفاء الذاتى ولو نسبياً من الدولار من خلال رفع معدلات التصدير؛ فنحن نحتاج نحو 20% من حجم مبيعاتنا بالعملة الصعبة، فيما يتراوح حجم صادراتنا بين 8 و10% من حجم مبيعاتنا، كما أن لدينا خطة واضحة للتوسُّع فى التصدير خلال السنوات الثلاث المقبلة والوصول إلى 15% من إجمالى مبيعاتنا.
ونستهدف دخول إحدى دول الخليج فى 2023، بجانب أننا نهتم بالتوسُّع فى سوق الدواء السعودية، سواء من خلال الاستحواذ على أدوية أو إنشاء مصنع؛ حتى نتمكَّن من دخول أسواق الخليج بشكل أكبر، كما أن لدينا استراتيجية لدخول قائمة الشركات العشر الأكثر مبيعاً فى مصر خلال خطة متوسطة المدى.
* وما عدد الدول التى تتواجد منتجات «راميدا» بها ومستهدفاتها فى 2023؟
– نحن نُصدِّر حالياً إلى 8 دول، منها العراق واليمن وليبيا والسعودية وجنوب السودان، ونستهدف الوصول إلى ما بين 12 و15 دولة من خلال التوسُّع فى أفريقيا والخليج. وكما ذكرت يمكن إنشاء مصنع لـ«راميدا» فى السعودية، لكن ذلك يتوقَّف على الفرص المتاحة هناك خلال الفترة المقبلة.
* العديد من الشركات المصرية يسعى لدخول السوق السعودية باعتبارها بوابة لمنطقة الخليج.. لماذا لا يتم عمل تحالف بين هذه الشركات؟
– التحالف بين شركات الأدوية المصرية أصبح ضرورياً لخلق كيانات أقوى أمام التحديات التى نواجهها فى مصر والعالم، كما تفعل كبريات الشركات العالمية، وأعتقد أننا يجب أن نفكِّر فى ذلك بدلاً من بذل كل شركة مزيداً من الجهد منفردة.
* وماذا عن 2023 ومستهدفاتكم فى مصر؟
– نستهدف الوصول إلى المركز من 10 إلى 12 فى ترتيب الشركات الأعلى مبيعاً من حيث عدد الوحدات خلال 2023؛ حيث نحتل المركز الـ15 حالياً.
* وهل سيتم ضخ استثمارات جديدة فى 2023؟
– ليس لدينا رقم معين للاستثمار فى 2023؛ لكننا منفتحون تُجاه أى فرصة مناسبة؛ فوجودنا فى البورصة- كما ذكرت سابقاً- يمنحنا ميزة كبيرة، خاصة فيما يتعلق بتوفير مستثمرين إذا احتجنا لسيولة لاستغلال أى فرصة استثمارية، ونحن منفتحون- كما ذكرت- على التوسُّع والاستثمار إذا أتيحت الفرصة، سواء من خلال الاستحواذ على مستحضرات أو حتى شركات أو فتح أسواق تصديرية جديدة.
* وماذا عن موقف السيولة المالية لدى الشركة؟
– وجودنا فى سوق المال وثقة المستثمرين فينا يجعلاننا قادرين على توفير السيولة المطلوبة فى أى وقت، من خلال المستثمرين فى مختلف دول العالم، كما عزَّز من تصنيف الشركة ومقومات الثقة المطلوبة لتحقيق التفوق التنافسى دخولُ صندوق الاستثمار السعودى، ومن بعده بفترة قليلة جداً صندوق الاستثمار الكويتى للاستثمار فى «راميدا»، وهما من بين أكبر 5 صناديق استثمار فى العالم، وهو ما يزيد من ثقة الجميع فى الشركة ويجعلهم راغبين فى الاستثمار معنا.
* وما حصة الصندوقين فى «راميدا»؟
– الصندوقان يملكان نحو 20% من أسهم الشركة المدرجة فى البورصة؛ فهم منفتحون للاستثمار فى قطاع الدواء فى مصر، وتحديداً بالشركات المدرجة فى البورصة.
* وكيف تُقيِّم أداء سهم «راميدا» خلال 2022؟
– الحمد لله أنهينا عام 2022 بصورة جيدة، كما أن تقرير «هيرمس» أكد أن «راميدا» هى الأفضل أداءً بين شركات قطاع الأدوية المدرجة فى البورصة خلال العام الماضى، كما أن السعر العادل للسهم أعلى من السعر الحالى للسهم وفقاً لتقييم شركة «هيرمس»، وأرى أن سوق المال فى مصر يتحسَّن بشكل كبير خلال الفترة الأخيرة، وننتظر أن ينعكس ذلك على سعر السهم.
* وهل انتهيتم من شراء الأسهم الخزينة التى تم الإعلان عنها؟
– نحن نسير فى عمليات شراء الـ10% من إجمالى أسهم الشركة، ولم نتخذ قراراً حتى الآن كيف سيتم التعامل مع هذه الأسهم عقب إكمال عملية الاستحواذ، وبالطبع القرار لمجلس الإدارة والجمعية العمومية.
* وهل تدرسون الاستحواذ على أدوية معينة خلال 2023؟
– نسعى دائماً لتحقيق التكامل فى أدوية الشركة، وهدفنا الأسمى توفير الدواء بسعر مناسب للمريض المصرى، وكما ذكرت نحن منفتحون للاستحواذ، سواء على المستحضرات الدوائية أو المكملات الغذائية أو غيرها، شريطة توافر فرصة جيدة للاستثمار.
* وهل سيتم طرح أدوية جديدة فى 2023؟
– نحن نسير وفقاً لاستراتيجية الشركة، التى تستهدف طرح من 8 إلى 10 مستحضرات جديدة سنوياً، وسوف يكون أغلبها لعلاج السكر، ورغم أن الربحية ضعيفة فإن لدينا هدفاً أسمى من الأرباح، وهو تقديم سعر مناسب لدعم المريض المصرى، وخاصة الأمراض المزمنة.
* لكن البعض يفضل الاعتماد على سياسة الانكماش خلال العام المقبل؟
– بالعكس نحن فى «راميدا» نرفع شعار «مِنْ رَحِم الأزمات تُولَدُ الفرص»، ونرى أن هناك فرصاً كبيرة يمكن اقتناصها خلال الفترة المقبلة.
* وماذا عن أدوية «كورونا»؟
– انخفض الطلب عليها بشكل كبير، رغم أن لدينا فرصة جيدة لتسويق «الفافيبرافير»، خاصة أنه يعالج الأنفلونزا و«كورونا» فى نفس الوقت، والآن نشهد موجة إصابة والبعض لا يستطيع التفرقة بين الأنفلونزا و«كوفيد»، ونحن الوحيدون الذين تقدمنا بطلب لتخفيض سعره من 816 جنيهاً إلى 320 جنيهاً، وهو دواء مناسب يحمى المريض من تفاقم الإصابة سواء بـ«كوفيد» أو الأنفلونزا.
* ما عدد العاملين فى «راميدا»؟، وما خطتكم فى هذا الشأن فى ظل كل هذه التحديات؟
– لدينا 1750 موظفاً فى «راميدا»، ولا يمكن الاستغناء عن أى موظف؛ فهم رأسمالنا الحقيقى، ونتمنى دائماً زيادة عدد العاملين باعتبار أن توفير فرص عمل بمثابة هدف أسمى للشركة، كما نعمل على تطوير مهاراتهم من خلال «راميدا أكاديمى» للتدريب والتطوير، بجانب تدريب طلاب كليات الصيدلة بمختلف الجامعات.
* وهل هناك خطة لتطوير مصانع الشركة؟
– «راميدا» تمتلك 3 مصانع فى مصر تم إنشاؤها وفقاً لأعلى المعايير العالمية، بطاقات إنتاج تغطى احتياجاتنا، وكذلك نُصنِّع للغير بشكل جيد، كما نسعى للحصول على الاعتماد الأوروبى، وخطوط الإنتاج ما زالت على كفاءة عالية جداً، ولا تحتاج لأى تمويل خلال تلك الفترة.
* وكيف تنظرون لملف التعليم الطبى المستمر؟
– التعليم الطبى المستمر ملف مهم جداً، ونحن نعمل على ذلك مع الأطباء بشرط أن يكون هناك قيمة مضافة تقدمها المؤتمرات التى ننظمها.
* وماذا عن الدور المجتمعى للشركة أو «المسئولية المجتمعية»؟
– نهتمُّ بشكل كبير بملف الحفاظ على البيئة، ووقَّعنا مع مؤسسة التمويل الدولية IFC على أن يكون المصنع متوافقاً مع متطلبات البيئة العالمية، كما أننا أنشأنا محطة تحلية مياه ومعالجة للمياه داخل المصنع، وافتتحتهما وزيرة البيئة مؤخراً، وأشادت بشكل كبير بمستوى المصنع وتطبيقه جميع المعايير البيئية، كما أننا ندعم كل الحملات الصحية والقوافل الطبية من خلال توفير الأدوية وغيرها.