د. محمد عز العرب يكتب.. كلمة ورد غطاها.. مبروك للجامعات المصرية
أثلج صدورنا كثيرا حصول كليات الجامعات المصرية على مراكز متقدمة فى تصنيف شنغهاي ضمن أفضل 500 جامعة علي مستوي العالم في مختلف التخصصات لعام 2018.
ففي مجال الصيدلة حصلت 10 جامعات مصرية علي مراكز متقدمة من أفضل 500 جامعة وكانت صيدلة جامعة القاهرة ضمن الـ 150 جامعة الأوائل .
وفى مجال الطب البشري حصدت جامعة القاهرة مركزًا متميزًا بين 301-400 وحصلت جامعة المنصورة على الترتيب بين 401-500
وتكرر هذا الإنجاز في مختلف العلوم التطبيقية من الطب البيطري وطب الأسنان والهندسة وهو بحق إنجاز نفخر به مما يدعونا للتفاؤل والأمل في مستقبل واعد لبلدنا الحبيب.
هذا الإنجاز أعاد لنا ذكريات غالية في ريادة مصر في مجالات سابقة عدة و أن مصر قادرة وتستطيع المنافسة عالميا في شتي المجالات.
ورغم تدني ميزانية الجامعات والمراكز البحثية في مصر إلا أن تميز العامل البشري بها إستطاع التواجد في مجالات عدة والنشر الدولي للأبحاث العلمية في مختلف التخصصات في دوريات ومجلات علمية ذات معامل تأثير (Impact Factor) مرتفع ومن هنا نكرر نداءنا للمسئولين لزيادة ميزانية الجامعات والمركز البحثية في مختلف التطبيفات العلمية .
البحث العلمي ياسادة هو قاطرة التقدم للدول ويمكن معرفة ذلك بالنظر علي الخريطة العالمية والاستدلال علي مستوي التقدم التقني للدول بمستوي الإنفاق علي البحث العلمي بها مما دعا كافة الدول للإهتمام بهذا الأمر .
الا أننا للأسف الشديد ما زلنا في درجة متدنية في هذا المجال حيث نجد أن نسبة الإنفاق على البحث والتطوير من الناتج المحلى الإجمالى فى مصر بلغت 0.2% بينما بلغت النسبة فى الأردن إلي 0.4%في حين ترتفع فى الدول المتقدمة لتصل النسبة إلى 3.4% مثل اليابان وكوريا ووصلت فى اسرائيل إلي 4.3%! .
تلك المؤشرات تدفعنا وبشكل عاجل إلي تصويب بوصلة الإنفاق وتحديد الأولويات في الموازنة العامة للدولة وذلك كأولوية قصوي من أجل إعادة مصر إلي مكانتها ووضعها الطبيعي في مصاف الدول بما نملكه حقيقة من قوة بشرية علمية مميزة وهي الكنز الأول لمصر ناهيك عن الموارد الطبيعية والتي لاتتوفر في الكثير من الدول المتقدمة ككوريا الجنوبية على سبيل المثال.
فبتوافر هذه المعطيات مع وجود الرؤية الرئاسية الواضحة في أهمية التعليم والصحة والثقافة في التنمية البشرية المستدامة وإذا أضفنا زيادة الإنفاق علي البحث العلمي كأولوية أولي مع مساندة منظمات المجتمع المدني ورجال الأعمال والقطاع الخاص بمبادرات محددة زمانيا ومكانيا وبإستراتيجيات جديدة فإن مصر قادرة علي قيادة أفريقيا كخطوة أولي وإقليميا لنهضة شاملة.
فلنترك خلافاتنا في إيديولوجيات لاطائل منها ولنضع الهدف الأسمي (مصر) أولا، لإستعادة مكانتها وحضارتها وذلك بالعلم والعمل مع وجود منظومة لاثابة المجد والمبدع، ووأكد مجددا أن مصر بإذن الله قادرة ، والله من وراء القصد.