د. محمد عز العرب يدعو شركات الأدوية المصرية لإنتاج مثائل الأدوية الحديثة لكورونا
متفائل؟ نعم.. خاصة في ظل نشر النتائج الأولية المبشرة جدا للمرحلة الثالثة لأول دوائين بالفم ضد الكورونا أولهما: «مولنوبيرافير» (شركة ميرك) والذي قلل احتمالية دخول المرضي للمستشفيات والوفيات بنسبة ٥٠%، وثانيهما «باكسلوفيد» (شركة فايزر) الأكثر فعالية حيث قلل إحتمالية دخول المرضي للمستشفيات ٨٩%، وسيتم الإعلان قريبا جدا لدواء مشابه خاص بشركة روش.
هذه النتائج الجيدة للأدوية الحديثة لفيروس كورونا، جعلت هناك تنافس حقيقي بين الدول للتعاقد مع تلك الشركات وحجز ملايين الدورات العلاجية حتي قبل إعتمادها من قبل هيئة الأغذية والدواء الأمريكية أو الأوربية أو منظمة الصحة العالمية، حيث من المتوقع أن يتم الاعتماد للإستخدام الطارئ خلال شهر إن لم يكن أيام.
وتكمن أهمية هذه الأدوية في الآتي:
١- تعمل هذه الأدوية علي منع تكاثر فيروس الكورونا بطرق مختلفة .
٢- سهولة الاستخدام عن طريق الفم ولفترة ٥ أيام وبفعالية ومأمونية عالية.
٣- يتم استخدامها من بداية الاصابة حتي ٥ أيام علي الأكثر من بداية الأصابة.
٤- تقلل هذه الأدوية جدا إحتمالية دخول المستشفيات وحدوث المضاعفات والوفيات خاصة للفئات الأكثر عرضة للمخاطر مثل كبار السن ومرضي القلب والسمنة المفرطة..الخ.
أسئلة هامة:
بعد إعتماد هذه الأدوية هل ستغنينا عن أخذ اللقاحات ضد الكورونا؟
الإجابة لا.. حيث لم يتم الوصول لنسبة المناعة المجتمعية في الغالبية العظمي من الدول (تطعيم٧٠% من عدد السكان).
إذن السؤال الأهم: ماهي أهمية الأدوية الجديدة حال إعتمادها؟
الإجابة أننا سنصل بإذن الله لمكافحة ناجحة ضد الوباء للأسباب الآتية:
١- علاج المرضي بنجاح وفعالية في المنازل مما سيسبب تقليل العبء والضغط علي المستشفيات والمنظومة الصحية.
٢- سيقلل جدا من إحتمالية نقل العدوي لمخالطي المصاب..مما سيقلل جدا من الحالات الجديدة و الانتشار السريع خاصة مع السلالات سريعة الانتشار مثل دلتا.
ويأتي السؤال والذي يجب أن نستعد له في مصر من الآن: ماهي التحديات..
الإجابة نعم توجد تحديات كثيرة: حيث أن هذه الأدوية غالية الثمن بتكلفة الدورة العلاجية لمريض واحد من عقار المولنبيرافير ٧٠٠ دولار امريكي وكذلك مسألة عدالة إتاحة هذه الأدوية لمختلف الدول ولقد عانت معظم دول العالم النامية (ونحن منها) من عدم توفر اللقاحات لعدم عدالة توزيع اللقاحات وعدم استطاعة آليات منظمة الصحة العالمية في توفيرها في التوقيت والإعداد المناسبة لإستحواذ الدول الغنية علي اكثر من ٩٠% من اللقاحات
إذن ماهو الحل.
وهو ما أنادي به وأدعو شركات الأدوية المصرية بسرعة التحرك لإنتاج المثيل المصري لتلك الأدوية وإجراء التجارب الاكلينيكية الضرورية لذلك (ولنا في التجربة المصرية لعلاج فيروس سي أكبر دليل علي نجاحنا وتفوقنا في ذلك) والاستفادة من اتفاقية TRIPS لسنة ٢٠٠٦ الخاصة بمنظمة التجارة العالمية والتي تسمح للدول حال وجود وباء بإنتاج الأدوية المثيلة دون الرجوع للشركات المبتكرة.
لذا يجب الاستفادة من ذلك لتوفير هذه الأدوية في التوقيتات والأعداد المناسبة.. ونحن نملك الكوادر المهنية والبنية التحتية لتحقيق ذلك..وذلك جنبا الي جنب الي التعاقد المالي مع الشركات المنتجة لتوريد تلك الأدوية فور إعتمادها.
كما أدعو الي زيادة الإنفاق علي البحث العلمي في هذا المجال الحيوي الهام وان كل مبلغ سيتم صرفه سنجني أضعاف مضاعفة مثله من إنقاذ مرضانا وفتح كامل للإقتصاد .
وكلي أمل في سرعة تحرك شركات الأدوية وهيئة الدواء المصرية لذلك.
حمي الله مصر والبشرية