أكد أطباء الأطفال أن صور “الدونات” و “الكب كيك” والكعك المحلي وغيرها، على ملابس الأطفال تشجع على تناول الطعام غير الصحي، وفقاً لما نشرته صحيفة “ديلي ميل” البريطانية.
وحذر فريق باحثين من جامعة ميشيغان، الآباء والأمهات من أن شراء ملابس الأطفال المزينة بصور الوجبات السريعة، وبعض الشعارات الجذابة، يشجع على تحويل الأطفال إلى “إعلانات ترويجية متحركة” تدعو لتناول الوجبات السريعة غير المفيدة صحيا.
وحذرت الدكتورة ميغان بيش من أن الرسائل يمكن أن تسهم في ارتفاع عدد الأطفال، الذين يعانون من السمنة المفرطة أو يعانون من زيادة الوزن.
وقالت الدكتورة بيش: “إن تحويل أطفالنا إلى لافتات إعلانية لأطعمة غير مفيدة ومن الخطأ تناولها من الناحية الصحية، يعزز جاذبية هذه الأطعمة”.
واستطردت قائلة: “سواء كان ذلك عن قصد أم لا، فنحن نرسل رسائل مجتمعية إيجابية حول استهلاك الطعام غير الصحي للأطفال وأولياء أمورهم، والتي ربما تؤثر على سلوكيات التغذية غير الصحية على المدى الطويل”.
ومع ذلك، اعترفت دكتور بيش بأن تأثير هذه الملابس على الخيارات الغذائية للأطفال غير واضح حاليا.
سكر وملح
وقادت دكتور بيش فريقًا بحثيا قام بدراسة 3870 عنصرا من ملابس الأطفال في الولايات المتحدة، لدى سلاسل محال شهيرة مثل “كيترز” و”ذا تشيلدرين بليس” و”جيمبوري” و”أولد نيفي”.
وتبين أن هناك واحدة من كل 11 قطعة ملابس تحمل رسومات لمواد غذائية، وأن ثلثي القطع كانت للمنتجات غير الصحية، مثل الفطائر المحلاة والبيتزا والآيس كريم والبطاطا والشوكولاتة والمشروبات الغازية؛ وتبين أن الغالبية العظمى من هذه القطع كانت ذات ألوان زاهية، مثل الألوان الوردية والبنفسجية، لجعلها أكثر جاذبية للأطفال، فضلا عن العبارات التي تضفي رونقا أخاذا على مثل هذه الوجبات غير الصحية.
وأشارت نتائج الدراسة أيضا إلى أن هناك اختلافات واضحة بين ملابس الجنسين، حيث كانت الرسومات على ملابس الفتيات تميل إلى التركيز بشكل أساسي على الكعك والحلويات، في حين أن الرسومات على ملابس الأولاد غالباً ما كانت تبرز الوجبات السريعة والمالحة مثل البيتزا.
وقالت بيش إن نتائج الدراسة مهمة لأن العادات التي تشكلت في الطفولة، غالباً ما تبقى في حياة البالغين، وقالت: إنه لا حرج في تناول الدونات أو الرقائق المحلاة من حين لآخر، فهي “أطعمة يمكن تناولها في بعض الأحيان”، ولا تسبب ضرراً للصحة إذا تم تناولها باعتدال، لكن ارتباط الأطفال وعلاقتهم بالطعام يبدأ بالتطور في سن مبكرة، وإنه يمكن منع الإصابة بالسمنة بسهولة أكبر بكثير من علاجها.
مخاطر السمنة بين الأطفال
ترجع أهمية الدراسة إلى معدلات السمنة لدى الأطفال إلى مستويات وبائية في كل من البلدان المتقدمة والنامية، ومن المعروف أن زيادة الوزن والسمنة في الطفولة لها تأثير كبير على كل من الصحة البدنية والنفسية، إذ إنه من المرجح أن الأطفال الذين يعانون من زيادة الوزن والسمنة هم أكثر عرضة للإصابة بالأمراض المزمنة، مثل مرض السكري وأمراض القلب والأوعية الدموية في سن أصغر، ويمكن أن تؤثر السمنة لدى الأطفال بشكل كبير على صحة الأطفال البدنية والرفاه الاجتماعي والعاطفي واحترام الذات، وقد ترتبط أيضاً بالأداء الأكاديمي الضعيف.
الأطفال العرب الأسمن عالميا
وتسجّل زيادة الوزن في العالم العربي معدلات مرتفعة للغاية، مقارنة بالنسب العالمية، لا سيما في الدول الخليجية، كما تشهد المنطقة زيادة مرتفعة في هذه المعدلات على مر الزمن تفوق الاتجاه العالمي، ووفقاً لتقديرات سوء التغذية بين الأطفال ما دون الخامسة، الصادرة في العام الجاري عن منظمة الصحة العالمية و«اليونيسيف» والبنك الدولي، ارتفعت نسبة زيادة الوزن في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بين عامي 1990 و2018، بمعدل نمو تجاوز 40%، في حين يقترب معدل النمو في العالم من 23 %.