الدكتور ياسر فرغلي يكتب.. الذكاء الاصطناعي والدواء
أفاق العالم مع نهاية عام 2019 على جائحة كورونا كأكبر تحدي صحي واجه البشرية منذ عقود، والتي كان لها تاثيرات سلبية على مختلف مناحي الحياة، مثل الاغلاق التام أو الجزئي في العديد من بلدان العالم.
ولكن على الجانب الآخر كان لها تأثيرًا ايجابيًا ملموسًا في الاسراع من عملية التحول الرقمي الشامل، والتي كانت كالمحفز، وساعدت على اختصار عقد كامل الزمن الى فترة قصيرة في رحلة التحول الرقمي من حيث العديد من التطبيقات والتكنولوجيات الحديثة في منظومة الدواء وصناعته والتي ما إن ظهرت ساعدت في التغلب على الأزمة مثل تطبيقات التواصل والكشف عن بُعد، واجتماعات الفيديو كونفرانس، وتحسين سلاسل التوريد، وزيادة الترابط والتواصل مع المرضى، ونشر الوعي، والعديد من التطبيقات التي تم استيعابها وتطبيقها في مصر بشكل مُرضي.
والأن نجد أنفسنا مرة أخرى في تحد جديد ينتشر من حولنا بسرعة كبيرة جدًا آلا وهو الذكاء الاصطناعي، ذلك المصطلح التي قامت الجامعات باشاء كليات متخصصة له في علوم الحاسب الآلي «Computer Science» وبداخلها تخصصات من بينها الذكاء الاصطناعي لما له من تاثير متزايد في مختلف جوانب الحياة ويستمر تاثيره في النمو والتقدم في هذا المجال .
لذا كان من الضروري أن نفرد سلسلة من المقالات التي تساعد على فهم هذا المصطلح، وشرح دور القيادات في كيفية تطبيقه، وخاصة في مجال الدواء وصناعته لما له من أهمية ضرورية في أن تلحق مصر وصناعة الأدوية بهذا التطور المتنامي والمتسارع جدًا.
البداية، فان تعريف الذكاء الاصطناعي كمصطلح يعرف على أنه سلوك وخصائص معينة تتسم بها برامج الحاسب الآلي تجعلها تحاكي القدرات الذهنية البشرية، وأنماط عملها، ومن أهم هذه الخصائص القدرة على التعلم والاستنتاج ورد الفعل.
وقد ظهر هذا المصطلج لأول مرة عام 1956 في ورشة عمل نظمها جون مكارثي «العالم في مجال الحاسوب» في كلية دارتموث في نيوهامبشير في الولايات المتحدة الامريكية، حيث كان يركز على انشاء آلات ذكية ومنذ ذلك الحين أصبح مصطلحا معترفًا به على نطاق واسع في علوم التكنولوجيا والحاسوب.
أين نحن الآن؟
وفي القرن الواحد والعشرين أصبحت أبحاث الذكاء الاصطناعي على درجة عالية من التخصص والتقنية وانقسمت الى مجالات فرعية مستقلة بشكل عميق وأصبحت تعتمد على تقنيات مختلفة مثل تعلم الآلة ومعالجة اللغة الطبيعية والتعرف على الصور.
ونحن بالفعل نستخدم الذكاء الاصطناعي في حياتنا اليومية مثل منصات التواصل الاجتماعي ومواقع الشراء الالكتروني وبرامج تحديد الوجهة «جي بي اس».
ويلعب الذكاء الاصطناعي دورًا مهمًا ومتطور في صناعة الأدوية حيث أن لدية القدرة على تحويل مختلف جوانب اكتشاف الأدوية وتطويرها وتصنيعها وتقييم الرعاية الصحية مثل:..
- اكتشاف الأدوية وتطويرها
- الفحص عالي الإنتاجية
- التجارب السريرية
- سلاسل الدواء والتيقظ الدوائي
- الطب الشخصي أو الطب الدقيق
- تسعير الأدوية والوصول الى الاسواق
- تسويق وبيع الأدوية
- توزيع الأدوية وأدارة سلاسل التوريد
- اكتشاف الأدوية من خلال الجزيئات الناتجة عن الذكاء الاصطناعي
- لوائح الأدوية والامتثال.
والخلاصة أن الذكاء الاصطناعي في مجال الأدوية سريع التطور، ومن المتوقع أن يستمر تاثيره في النمو مع تقدم التكنولوجيا التي لديها القدرة على تسريع اكتشاف الأدوية، وخفض التكاليف، وتحسين نتائج المرض، وتعزيز الكفاءة الشاملة لصناعة الأدوية، ولكن يأتي ذلك أيضا مع تحديات تنظيمية وأخلاقية تحتاج الى معالجة بعناية .
وللحديث بقية…
الدكتور ياسر فرغلي، رئيس تنفيذي سابق ومدير عام لشركات دولية ومحلية، تمتد خبرته لأكثر من ثلاثون عامًا في منطقة الشرق الأوسط في مجالات التسويق والمبيعات وإدارة الشركات، حاصل على بكالوريوس صيدلة من جامعة الاسكندرية وشهادة في التسويق من المعهد الأوربي لإدارة الأعمال بفرنسا، «INSEAD»، كما أنه محاضر في كلية الأعمال بالجامعة الأمريكية بالقاهرة .
للتواصل مع الكاتب: yfarghal@yahoo.com