افتتحت مختبرات “سوطيما” للصناعات الصيدلية، اليوم الإثنين ببوسكورة بالمغرب، ثلاث وحدات إنتاجية جديدة، من ضمنها الوحدة الأولى على الصعيد الإفريقي المتخصصة في إنتاج أدوية بيوتيكنولوجية مضادة للسرطان.
وذلك بحضور وزير الصحة ووزير الصناعة والتجارة والاقتصاد الرقمي.
كما ستفتتح هذه المختبرات توسعة وحدتها الإنتاجية لصناعة أكياس الأمصال، بالإضافة إلى وحدة إنتاج الطاقة الخضراء باستعمال الكتلة الحيوية، مؤكدة بذلك عزمها الراسخ على المضي قدما في استراتيجيتها للتنمية المستدامة.
فخلال السنوات الأخيرة، اتجهت السياسيات الصحية الوطنية المتبعة نحو التشجيع على دمقرطة الوصول إلى العلاج، وذلك من خلال تخفيض أسعار الأدوية وبالتالي تكلفة العلاج.
غير أن تجسيد مثل هذه الاستراتيجية يبقى مطلبا بعيد المنال من دون التزام حقيقي من طرف منتجي الأدوية بالاستثمار في وحدات إنتاج محلية، الشيء الذي سيمكن من تخفيض أثمان الأدوية، خاصة تلك المستعملة في إطار العلاجات الباهظة التكاليف.
من خلال إطلاق إنتاج الأدوية البيوتكنولوجية المضادة للسرطان ببوسكورة، تساهم مختبرات سوطيما بفعالية في تحقيق الاستقلال والأمن الصحي للمغرب، إضافة إلى أنها، من خلال ذلك، توفر للمرضى المغاربة والأفارقة علاجا مبتكرا ذي جودة عالية وفي المتناول.
كما أن من شأن الإنتاج المحلي للأدوية البيوتكنولوجية المضادة للسرطان أن يعزز السياسة الصحية بالمغرب، ناهيك على أن مثل هذه الاستثمارات ستعزز مكانة المغرب على المستوى الدولي، إذ ستدخله إلى الدائرة الضيقة للبلدان التي اكتسبت هذا الجيل الجديد من التكنولوجيا الرفيعة.
أما على المستوى الاقتصادي، فإن الانتاج المحلي للأدوية البيوتكنولوجية المضادة للسرطان، وبأسعار منخفضة مقارنة مع المنتجات المماثلة المستوردة، يمكن من تحقيق مجموعة من الامتيازات الأساسية.
أولها تخفيض معدل الوفيات بسبب السرطان، خصوصا وأن هذا المرض خبيث يعتبر، حسب الخبراء، السبب المباشر في جل الوفيات في إفريقيا نظرا لعدم قدرة المرضى على الوصول إلى العلاجات باهظة التكلفة.
كما أن من شأن هذه الاستثمارات أن يمكن البلد من تخفيض عجزه التجاري. وفي الأخير سيمكن هذا الاستثمار كذلك من تعزيز الموقع الدولي لمجموعة سوطيما.
بهذه المناسبة أيضا ستطلق سوطيما توسيع وحدتها الصناعية أكياس الأمصال الموجهة للحقن.
ومن خلال تدشين هذه الوحدة الجديدة، فإن سوطيما ترفع من قدراتها الإنتاجية بشكل ملحوظ، الشيء الذي سيمكنها من تزويد السوق الوطنية والدولية على السواء.
السرطان السبب الأول للوفاة في إفريقيا
حسب إحصائيات منظمة الصحة العالمية، تسجل سنويا 650 ألف حالة إصابة جديدة بالسرطان في إفريقيا جنوب الصحراء، وذلك مقارنة مع 555 ألف حالة المسجلة في المنطقة الكبيرة لجنوب المتوسط (المغرب، تونس، مصر، ليبيا…).
وحسب الخبراء فإن السرطان سيصبح خلال السنوات المقبلة السبب الأول للوفاة في إفريقيا، متقدما الملاريا بكثير.
فمن بين 10 مليون وفاة بسبب هذا المرض، يوجد حوالي 70 في المائة في البلدان التي تساهم بأقل من 5 في المائة في معدل النمو العالمي، والتي تنتمي إليها غالبية الدول الإفريقية، غير القادرة على استيراد الأدوية البيوتيكنولوجية المضادة للسرطان، علما بأن هذه الأدوية تعتبر الأفضل لعلاج المرض العضال.