تشهد سوق «التقنية الحيوية» في السعودية تطوراً ملحوظاً ونمواً متسارعاً، مما يعزز من مكانتها كمركز رئيسي للصناعات الدوائية والتقنية الحيوية في المنطقة والعالم.
مع تزايد الطلب على الأدوية الحيوية والنمو السكاني المتسارع، تتجه الأنظار إلى السعودية بوصفها سوقاً استراتيجية للأدوية الحيوية. عزيزي القارئ، في مقالة اليوم، سنستعرض الوضع الحالي لسوق “الأدوية الحيوية” في السعودية، وأبرز التوجهات والابتكارات، بالإضافة إلى التحديات التي تواجه هذا القطاع.
تعد السعودية من أكبر أسواق “الأدوية الحيوية” في منطقة الشرق الأوسط، حيث تصل مبيعات الأدوية الحيوية إلى أكثر من 3 مليار دولار أمريكي، مع معدل نمو سنوي مركب كبير (CAGR%) نسبياً. يعكس هذا النمو القوي اهتمام المملكة بتعزيز قطاع الرعاية الصحية وتوفير الأدوية الحيوية عالية الجودة لمواطنيها.
عزيزي القارئ، تشهد سوق “الأدوية الحيوية” السعودي تطوراً كبيراً في مجال الابتكار، حيث تعمل العديد من الشركات الوطنية والدولية على تطوير وتسويق منتجات حيوية جديدة تلبي احتياجات المرضى وتساهم في تحسين الرعاية الصحية.
كما إن هذه الشركات تطور لقاحات جديدة ومبتكرة لمواجهة الأمراض المستجدة والأوبئة، مما يعزز من قدرة المملكة على التصدي للتحديات الصحية. كما يشهد العلاج المناعي تطوراً كبيراً في السعودية، حيث يتم تطوير أدوية جديدة تستهدف الجهاز المناعي وتعزز من قدرته على مكافحة الأمراض.
كما تعد أدوية علاج السكري من أكثر المنتجات الحيوية مبيعاً في السعودية، حيث تصل مبيعاتها إلى أكثر من نصف مليار دولار أمريكي، بمعدل نمو سنوي مركب (CAGR%) تتجاوز 15٪ وحصة سوقية (MS %) بنسبة تتجاوز 15٪.
وتحتل اللقاحات أيضاً مكانة بارزة في السوق السعودي، حيث تبلغ مبيعاتها أيضاً النصف مليار دولار أمريكي، بمعدل نمو سنوي مركب قدره 44٪ وحصة سوقية بنسبة 16٪.
كما تعتبر مضادات الأورام من أهم “الأدوية الحيوية” في السعودية، حيث تصل مبيعاتها إلى أكثر من 300 مليون دولار أمريكي، بمعدل نمو سنوي مركب يتجاوز ال 15٪ وحصة سوقية بنسبة تتجاوز 10٪.
رغم النمو الكبير والفرص الواعدة، يواجه سوق “الأدوية الحيوية” في السعودية العديد من التحديات التي تحتاج إلى التغلب عليها لتحقيق المزيد من التقدم. على سبيل المثال، تعتبر التكلفة العالية لتطوير وتسويق “الأدوية الحيوية” من أبرز التحديات التي تواجه الشركات، مما يتطلب استثمارات كبيرة ودعماً حكومياً. أيضاً، يحتاج سوق “الأدوية الحيوية” إلى لوائح تنظيمية واضحة وفعالة تسهل عملية تسجيل وترخيص “الأدوية الحيوية” وتضمن جودتها وسلامتها وهذا بالفعل ما تقوم به المملكة بشكل متميز وفعال.
كما تقوم المملكة أيضاً بجهود كبيرة في مجال التوعية والتثقيف الصحي لضمان فهم المرضى لفوائد الأدوية الحيوية واستخدامها بشكل صحيح.
بفضل الابتكارات المستمرة والتطورات التقنية، من المتوقع أن يستمر سوق “الأدوية الحيوية” السعودي في النمو والتطور، مما يسهم في تعزيز الرعاية الصحية وتحسين جودة الحياة للمرضى. ومع مواجهة التحديات القائمة والعمل على تجاوزها، يمكن لهذا السوق أن يحقق مزيداً من النجاح والازدهار في المستقبل.
د. نبيل عبدالحفيظ الحكمي
ريادة الأعمال والاستثمار في مجال التقنية الحيوية والصناعات الدوائية المبتكرة