حدّدت المملكة العربية السعودية في “الاستراتيجية الوطنية للتقنية الحيوية” التي أطلقها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، ، 4 توجهات رئيسية، وهي “مجالات اللقاحات، والتصنيع الحيوي، والجينوم، وتحسين زراعة النباتات”، ما سلط الضوء على مفهوم هذه التقنية وأبرز استخداماتها.
والتقنية الحيوية هي مجال واسع من العلوم والتكنولوجيا يتضمن استخدام الكائنات الحية الدقيقة، والخلايا والأنظمة البيولوجية، لتطوير منتجات وتطبيقات تفيد الصناعات المختلفة.
وتعمل هذه التقنية عن طريق الجمع بين البيولوجيا والتكنولوجيا لمعالجة الكائنات الحية الدقيقة والأنظمة البيولوجية معاً، لإنشاء منتجات جديدة، أو تحسين منتجات حالية، أو حل تحديات في مجالات مثل الطب والزراعة والصناعة.
توجهات الاستراتيجية السعودية للتقنية الحيوية:
اللقاحات: تهدف إلى توطين صناعة اللقاحات وتصديرها وقيادة الابتكار فيها.
التصنيع الحيوي: تهدف لزيادة استهلاك الأدوية الحيوية وتوطينها وتصديرها.
الجينوم: تستهدف الريادة في أبحاث علم الجينوم والعلاج الجيني.
تحسين زراعة النباتات: وذلك لتعزيز الاكتفاء الذاتي، وقيادة الابتكار في مجال البذور المحسّنة.
وتسعى الاستراتيجية الوطنية للتقنية الحيوية لـ”اغتنام الفرص في قطاع سريع النمو”، مما يسهم في “تحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030″، بحسب بيان نشرته وكالة الأنباء السعودية “واس”.
وتستهدف أيضاً أن يسهم القطاع بنسبة 3% في الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي، بحلول عام 2040، بإجمالي أثر كلي يبلغ 130 مليار ريال (نحو 35 مليار دولار)، بالإضافة إلى توفير آلاف الفرص والوظائف النوعية، بحسب البيان.
وقالت المملكة إن الاستراتيجية الوطنية للتقنية الحيوية تهدف إلى “معالجة التحديات، واغتنام الفرص في قطاعٍ سريع النمو”، مشيرة إلى أنها “تمثل خارطة طريق شاملة لتصبح السعودية مركزاً عالمياً للتقنية الحيوية بحلول عام 2040”.
ما مجالات التقنية الحيوية؟
الهندسة الوراثية: تستخدم تقنيات استنساخ وتعديل الجينات، لتحقيق سمات أو وظائف مطلوبة، بهدف إحداث تغيير معين في الخصائص الوراثية.
المعالجة الحيوية: تستخدم الأنظمة البيولوجية مثل الخلايا أو الإنزيمات لإنتاج أشياء مثل المضادات الحيوية، أو تخمير الأطعمة، أو تطوير لقاحات وعلاجات جينية وأدوات التشخيص.
التكنولوجيا الحيوية الزراعية: تستخدم “التعديل الوراثي” في تعزيز مقاومة المحاصيل للآفات، ما يؤدي إلى زيادة الإنتاجية، وتقليل الاعتماد على المبيدات.
التكنولوجيا الحيوية البيئية: تستخدم البكتيريا والفطريات المعدلة وراثياً في تحسين تحلل النفايات العضوية، وتحويلها إلى موارد مفيدة مثل الغازات والأسمدة، وهو ما يساهم في مكافحة التلوث وإدارة النفايات.
ويمكن الاستفادة من هذه التكنولوجيا أيضاً في تنقية المياه، عن طريق استخدام الكائنات الدقيقة المعدلة وراثياً للتخلص من الملوثات والفضلات العضوية.
وربما تساهم التكنولوجيا الحيوية البيئية أيضاً في تحسين جودة الهواء عبر تقليل انبعاثات الغازات الضارة.
تحليل البيانات البيولوجية: يؤدي فحص الجينوم إلى الاستفادة من المعلومات الحيوية في فهم التركيب الجيني والتفاعلات الجينية، ما يفتح أفقاً جديداً لفهم الأمراض، وتطوير علاجات مستهدفة. كما يساعد هذا التحليل في الكشف عن تركيبات البروتينات ووظائفها، ما يساهم في إنتاج أدوية فعالة.
وذكر البيان أن المملكة تتطلع من خلال الاستراتيجية إلى تحقيق الريادة في قطاع التقنية الحيوية على مستوى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بحلول عام 2030، والريادة على المستوى الدولي بحلول عام 2040.
وأثبتت بعض التقنيات الحيوية نجاحها بمعدلات عالية، إذ أنها تضم تقنيات ناشئة وحديثة يمكنها أن تنقل القطاع إلى مستويات جديدة. وتعد المملكة أكبر سوق إقليمية في مجال الأدوية واللقاحات، وفق “واس”.
وذكر البيان السعودي أن الاستراتيجية ستسهم ببرامجها ومُبادراتها العديدة في تحفيز الجهود المبذولة لإيجاد الفرص لمُستثمري القطاع الخاص في هذا المجال.