في بداية مقالة اليوم، نتقدم بجزيل الشكر والعرفان لقيادتنا الحكيمة، ممثلة بخادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمير محمد بن سلمان، لرعايتهم المستمرة ودعمهم اللامحدود لكل ما يصب في رقي وطننا الغالي.
إن الاهتمام الكبير الذي تقدمه قيادة المملكة لقطاع «التقنية الحيوية» يؤكد على النظرة الاستشرافية لتحقيق الاستدامة الصحية والاقتصادية وجودة الحياة.
عزيزي القارئ، أقترح اليوم في هذا المقال أن يتم تخصيص «يوم 13 من شهر رجب» في كل عام كـ«يوم سعودي للتقنية الحيوية»، وذلك بمناسبة إطلاق سيدي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء – حفظه الله – «الاستراتيجية الوطنية للتقنية الحيوية» في هذا اليوم، وخصوصا أن «التقنية الحيوية» باتت تمثل ركيزة أساسية في الاستراتيجية الوطنية للمملكة، مما يعكس رؤية سمو ولي العهد الثاقبة لمستقبل مشرق يضمن الريادة والتنمية المستدامة إقليميا وعالميا.
تعد «الاستراتيجية الوطنية للتقنية الحيوية» محورا رئيسا في تحقيق أهداف رؤية المملكة 2030، وتسعى إلى تطوير وتوطين «صناعة اللقاحات»، و«تعزيز التصنيع الحيوي»، و«الريادة في أبحاث الجينوم»، و«تحسين زراعة النباتات»، مما يعد خطوة هامة نحو تعزيز ريادة المملكة إقليميا وعالميا.
أبرزت جائحة كورونا (كوفيد – 19) أهمية «التقنية الحيوية» وأهمية تطوير «اللقاحات» الفعالة لمواجهة الأمراض المعدية بشكل عام.
السعودية اتخذت وتتخذ خطوات لتعزيز قدرتها في تصنيع اللقاحات ودعم البحث والتطوير والابتكار لتحقيق الاكتفاء الذاتي وتصدير اللقاحات، مما يعزز الأمن الصحي الإقليمي ويسهم في التطور العلمي في هذا المجال.
تسعى المملكة لتقليل الاعتماد على «الأدوية الحيوية» المستوردة وضمان حصول مواطنيها على الأدوية الأساسية بسرعة وبتكاليف منخفضة.
يتضمن ذلك توطين تصنيع «الأدوية الحيوية» الأساسية لتحقيق الاكتفاء الذاتي، وذلك من خلال إنشاء منصة متكاملة للتصنيع الحيوي وتوفير الأدوية محليا مما يسهل الوصول إلى أدوية عالية الجودة وبتكاليف منخفضة.
«الاستراتيجية الوطنية للتقنية الحيوية» تركز على «علم الجينوم» لابتكار علاجات متطورة، خاصة للأمراض الوراثية الشائعة في المنطقة بتكاليف منخفضة، مما يحسن كفاءة موارد الرعاية الصحية. الاستراتيجية تشمل توسيع قواعد بيانات الجينوم الوطنية وخلق بيئة تنظيمية لدعم الابتكار واستخدام تقنيات الجينوم للتشخيص والعلاج، بهدف جعل المملكة رائدة في مجال الجينوم عالميا.
كما أن السعودية تهدف إلى تحسين زراعة النباتات لتأمين الغذاء بطرق مستدامة، خاصة في مناخها الجاف، مما يقلل الاعتماد على الواردات الغذائية ويعزز الاستدامة البيئية.
الاستراتيجية تشمل تطوير منظومة متكاملة لزراعة المحاصيل وتطوير طرق مبتكرة، وتطبيق التقنية الحيوية لزراعة أشجار مقاومة للمناخ الجاف ضمن مبادرة السعودية الخضراء.
تتجاوز هذه المبادرات توجهاتها الأربعة، ساعية لتحقيق التكامل والشمولية في مختلف تطبيقات «التقنية الحيوية»، لتلبية الاحتياجات وضمان نمو قطاع التقنية الحيوية.
نحن على ثقة تامة بأن المملكة العربية السعودية، تحت قيادتها الحكيمة، ستتبوأ مكانة ريادية كمحور عالمي للتقنية الحيوية.
تمتلك المملكة كافة العناصر الأساسية لتحقيق هذا الهدف، بما في ذلك وزارات وهيئات مختصة، علماء متميزون، بنية تحتية متطورة، مراكز أبحاث متقدمة، وأنظمة تنظيمية وتشريعية متطورة.
كما تضم المملكة قطاعات حكومية وخاصة فاعلة، بالإضافة إلى قوة استثمارية وقدرات صناعية وتصنيعية متقدمة، والأكثر أهمية، وجود رؤية واستراتيجية واضحة من قيادة ملهمة تسعى لأن تكون السعودية قوة عالمية في «التقنية الحيوية».
الفوائد المترتبة على «الاستراتيجية الوطنية للتقنية الحيوية» للمملكة العربية السعودية تتجاوز حدود تحقيق الاكتفاء الذاتي في مجالي الدواء والغذاء إلى أن تكون المملكة مركزا عالميا «للتقنية الحيوية» المبتكرة مواكبة لرؤية 2030، ومن خلال تعزيز البحث والابتكار، وتطوير الصناعات المستدامة، وتحسين الأمن الغذائي والصحي، تضع المملكة نفسها في الريادة على مستوى العالم، مؤكدة على دورها كقوة مؤثرة في الاقتصاد العالمي ومجتمع البحث العلمي.
نقلا عن جريدة مكة السعودية